تم تشريع الزكاة في الإسلام ليس فقط كعبادة دينية، بل كنشاط اجتماعي وواجب جماعي بين المسلمين.
يهدف هذا النظام إلى تعزيز الترابط الاجتماعي بين الأفراد، حيث يتولى الأغنياء رعاية الفقراء، مما يقلل من الحاجة إلى السؤال ويسهم في إدخال السرور إلى قلوبهم. لتحقيق هذا الهدف، وضع الفقهاء عددًا من الضوابط، لذا سنتناول آراءهم حول توقيت إخراج زكاة الفطر.
وجهات نظر الفقهاء حول توقيت إخراج زكاة الفطر
- مجموعة العلماء: اتفق مجموعة العلماء على ضرورة إخراج زكاة الفطر من قِبل المسلم القادر على دفعها عن نفسه وعائلته.
- المذهب الشافعي: يرى أن المسلم إذا كان يمتلك قوتًا يفوق احتياجاته واحتياجات من يعولهم في يوم العيد، فإنه يجب عليه إخراج زكاة الفطر، حيث لا يُشترط امتلاك النصاب، والوقت المحدد لذلك هو غروب شمس آخر يوم من رمضان.
- المذهب الحنفي: يشترط الإسلام كشرط أساسي لإخراج الزكاة، كما يتوجب على المسلم امتلاك نصاب مالي أو ما يساوي النصاب وقت غروب شمس آخر يوم من رمضان.
- المذهب الحنبلي: يشترط أيضًا المذهب الحنبلي الإسلام لإخراج الزكاة، وقدرة المسلم تكون بامتلاكه قوت ليلة العيد ويوم العيد، ويكون وقت الزكاة عند غروب شمس آخر يوم من رمضان.
- المذهب المالكي: يشترط المذهب المالكي أيضًا الإسلام كشرط لإخراج الزكاة، وتكون الزكاة واجبة إذا كان لدى المسلم ما يكفيه لاحتياجات يومه، وفي حال عدم توفر ذلك، يجوز له الاقتراض لإخراج الزكاة، بشرط أن يكون قادرًا على السداد. كما يجب إخراج الزكاة عند غروب شمس آخر يوم من رمضان.
توقيت وجوب زكاة الفطر
- يقول المذهبان الحنفي والمالكي إن الزكاة تجب بعد طلوع فجر يوم العيد، بناءً على ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه أمر بإخراج الزكاة قبل أن يتوجه الناس إلى المصلى.
- أما المذاهب الحنبلي والشافعي والمالكي، فتشير إلى أن المسلم الذي تجب عليه الزكاة يجب عليه إخراجها حتى غروب شمس آخر يوم من رمضان.
آراء الفقهاء حول إخراج زكاة الفطر قبل موعدها
- ذهب المذهبان المالكي والحنبلي إلى جواز إخراج الزكاة قبل موعدها بيومين، استنادًا إلى ما ورد عن الصحابي ابن عمر رضي الله عنه، حيث كانوا يخرجون زكاة الفطر قبل عيد الفطر بيوم أو يومين.
- المذهب الشافعي يرى أنه يمكن إخراج الزكاة قبل صلاة العيد، لكن يُفضل عدم تأخيرها لما بعد الصلاة، مع اعتبار التأخير بعد يوم العيد محرماً.
- المذهب الحنفي يعتبر أن بإمكان المسلم الذي تنطبق عليه شروط محددة أن يقدم موعد إخراج الزكاة.
تأخير إخراج زكاة الفطر عن موعدها المحدد
- تُشير الآراء في المذهب المالكي والحنبلي والشافعي إلى أن توقيت إخراج الزكاة محدد، مثل الأضحية، ويجب عدم تأخيرها إلى ما بعد يوم العيد دون وجود عذر، وإذا حدث ذلك يكون الشخص آثمًا.
- بحسب الحنفية، تُخرج الزكاة قبل الذهاب إلى صلاة العيد كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- اتفق جمهور العلماء على أن الزكاة يجب أن تُخرج قبل صلاة العيد.
الأحاديث المتعلقة بتوقيت إخراج زكاة الفطر
- عَن عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَن أَبِيهِ، عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: “فَرَضَ نبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَو صَاعًا مِن شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ”
- وفي رواية أخرى: “أَنَّ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِزَكَاةِ الفِطْرِ قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ”.