النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
- قصيدة “النفس تبكي على الدنيا” للشاعر علي بن أبي طالب:
تَنوحُ النفسُ على ما مضى من عُمرِها، وقد أدركت أن
الأمانةَ في الحياة تكمن في الانصراف عنها.
لا منزل للإنسان بعد رحيله،
سوى ما كان قد بناه قبل انتقاله.
فإذا شيدها بخير، كانت محطته آمنة،
وإذا شيدها بباطل، خاب سعيه وآلامه تلاحقه.
أين الملوك الذين سادوا طويلاً،
حتى سقاهم كأس الموت بلا رحمة؟
أموالنا نجمعها لورثتنا،
وديارنا تُبنى لتُخرب تحت وطأة الزمن.
كم من مدن شُيدت حول العالم،
أصبحت خراباً بعد أن اقترب منها الموت.
لكل نفس، حتى وإن كانت على حذر،
آمال تعززها رغم اقتراب المنية.
فالإنسان يسعى، والزمن يمضي بالمكائد،
والروح ترنو إلى الأمل، والموت يستبطنها.
إذا غامرت في شرف مروم
- أبيات من قصيدة “إذا غامرت في شرف مروم” للشاعر المتنبي:
إذا سعت في تحقيق مرادٍ سامٍ،
فلا تقتنع بما هو دون النجوم.
فطعم الموت في شيء حقير،
يشبه طعم الموت في مسعى عظيم.
أمن أُم أوفى دِمنة لم تكلّم
- أبيات من قصيدة “أمن أُم أوفى دِمنة لم تكلّم” لزهير بن أبي سلمى:
سئمتُ تكاليف الحياة، ومن يعيش
ثمانين عاماً بلا جدوى، يَسأم.
رأيتُ المنايا تخبط عشوائياً،
من تُصيب تنهيه، ومن تختار تطيل عمره فيهرم.
وأعلم علم اليوم والأمس قبله،
ولكنني جاهل علم ما سيأتي.
ومن لا يتعامل بحذر في أمور الدنيا،
يتعرض لنيران المؤامرات.
ومن يجعَل المعروف بعيداً عن ذاته،
يستغني عنه الجميع ويُذم.
ومن يخاف الشتم، يصير عرضة له،
ومن لا يصن عِرضه، يُعِزَّ.
ومن يتجنب الخلاف، يعلم،
ومن يخاف أسباب الموت، سيواجهها،
وإن كان يتسلق إلى السماء بسُلم.
ومن يعص أطراف الزجاج، يتعرض للجرح،
يطيع السادة وقد بُنيت لهم الزعامة.
ومن يوفِ بالعهد لا يُذم،
ومن يستطيع قَلْبُهُ إلى الخير لا يتردد.
ومن يُبالغ في الغربة يظن صديقه عدوّاً،
ومن لا يُكرم نفسه، لا يُجَل.
كُل ما تقتني من صفات،
ولو كانت خفية، ستظهر للناس.
ومن يُسلط نفسه على الآخرين،
لن يغنيها الزمن من بؤسها.
الدهر يومان
- أبيات من قصيدة “الدهر يومان” للشافعي:
الدهر يومان: يوم أمان ويوم خطر،
والعيش عيشان: عيش صفو وعيش كدر.
ألا ترى البحر تعلو فوقه الجيف،
وتستقر في أقصى قاعه اللؤلؤات؟
وفي السماء نجوم لا تُحصى،
ولا يُكسف إلا الشمس والقمر.
ما بـال دينك ترضى أن تدنسه
- أبيات من قصيدة “ما بـال دينك ترضى أن تدنسه” للشافعي:
ما بال دينك ترضى أن تدنسه،
وثوبك في الحياة مغسول من الدنس.
ترجو النجاة ولكنك لا تسلك طريقها،
فالسفينة لا تسير على اليابس.
لكل شيء إذا ما تم نقصانُ
- أبيات من قصيدة “لكل شيء إذا ما تم نقصان” لأبي البقاء الرندي:
لكل شيء، إذا ما تم، نقصان،
فلا يُغرَّ برغد الحياة أحد.
هذه الأمور كما شهدنا، دول،
من سرّه زمن، ساءته أزمان.
وهذه الدار لا تبقي على أحد،
ولا تدوم على حالٍ لها شان.
فجَـائِعُ الدهر أنواع مُتنوعة،
وللزمن مسرات وأحزان.
يا غافلاً، وله في الدهر موعظة،
إن كنت في سباتٍ، فالدهر يقظان.
أعلمه الرماية كل يوم
فيا عجباً لمن ربيته طفلاً،
ألقّمه بأطراف البنان.
أعلمه الرماية كل يوم،
فلما اشتد ساعده رماني.
وكم من الشعر نظمت له،
فلمّا قال قافية، هجاني.
أعلمه الفتوة كل حين،
فلما طرى شاربه، جفاني.
على قدر أهل العزم
- أبيات من قصيدة “على قدر أهل العزم” للمتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم،
وتأتي على قدر الكرام المكارم.
وتعظم في عين الصغير صغارها،
وتصغر في عين العظيم العظائم.