الأضحية في عيد الأضحى وشروطها
تعريف الأضحية
الأضحية تعد ذبيحة يُقدمها المسلمون إلى الله -عز وجل- خلال أيام عيد الأضحى، وذلك احتفالاً بنهاية مناسك الحج.
- تسجل هذه الأضحية ذكرى قصة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- عندما أظهر استعداده للتضحية بابنه إسماعيل -عليه السلام- بعد أن رأى ذلك في المنام كاختبار من الله -عز وجل-.
- وفي تلك اللحظة، أرسل الله كبشًا ليكون بديلاً عن إسماعيل -عليه السلام-، مما يُظهر أهمية الإخلاص والاستعداد للتضحية.
- من خلال الأضحية السنوية، نعبر عن رغبتنا في تقديم ما يطلبه الله -عز وجل- منا والتقرب إليه.
شروط الأضحية
تشمل شروط الأضحية ما يلي:
- يجب أن تكون من فصيلة بهيمة الأنعام، مثل الإبل، والبقر، والغنم، بالإضافة إلى الماعز.
- تكون الأضحية قد بلغت السن المطلوب شرعًا، وهو جذعة من الضأن أو ثنية من غيره.
- يجب أن تخلو الأضحية من العيوب التي تمنع جواز الذبح، مثل العور الواضح، المرض، العرج، والهزال المفرط.
- يجب أن تكون مملوكة للشخص الذي يضحي أو من حصل على إذن شرعي من المالك.
- لا يجوز أن تكون الأضحية مرهونه لأحد؛ فيجب أن تكون ملكية واضحة.
- يجب أن تتم التضحية خلال الوقت الشرعي المحدد، وهو بعد صلاة عيد الأضحى حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.
متى تُذبح الأضاحي؟
يبدأ وقت الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى، من اليوم العاشر إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وبحسب الحسابات الفلكية يُتوقع أن يكون أول أيام عيد الأضحى في 19 يوليو 2021.
- أي ذبح يتم قبل صلاة العيد يُعتبر صدقة وليس أضحية واجبة.
- إذا قام الشخص بهذا الأمر، يجب عليه تقديم الأضحية لاحقًا.
- كما قال جندب بن عبدالله -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخرى، ومَن لَمْ يَذْبَحْ حتَّى صَلَّينا فَلْيَذْبَحْ علَى اسْمِ اللَّهِ))، [صحيح البخاري: 5500].
حكم الأضحية
بعد التعرف على الأضحية وشروطها، يمكننا توضيح حكمها كما يلي:
- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب:
- فقال: ((إنَّ أوَّلَ ما نبدأُ مِن يَوْمِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثم نرجِعَ فنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقد أصابَ سُنَّتَنا.. الحديث))، [صحيح البخاري: 968].
- تعتبر الأضحية سنة مؤكدة حيث اتفق على ذلك جمهور العلماء، بما في ذلك المذاهب المالكية والشافعية والحنبلية.
- استند العلماء إلى حديث أم سلمة -رضي الله عنها- حيث قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا دخَلَت العَشرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا))، [صحيح مسلم: 1977].
- يظهر من الحديث أن الأضحية مرتبطة بالإرادة، والواجبات لا تتوقف على الرغبة.
من يستوجب تقديم الأضحية؟
أما من يحتاج إلى تقديم الأضحية، فيشير علماء الدين إلى ما يلي:
- يشدد المذهب الحنفي على أن كل مسلم بالغ عاقل يمتلك نصاب الزكاة ملزم بالقيام بالأضحية.
- لذا، إذا كنت مؤهلاً لدفع الزكاة، ينبغي عليك تقديم الأضحية.
- يسمح مذاهب المالكية والحنبلية بأن يقوم شخص واحد بالتضحية نيابة عن أفراد أسرته.
- عن عطاء بن يسار، سألت أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-: ((كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟)) فأجاب: “كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته.”، [صحيح الترمذي: 1505].
- في العديد من الأسر المعاصرة، من الشائع أن يكون هناك أكثر من شخص يدفع الزكاة.
- الأفضل أن يقوم كل من يدفع الزكاة بتقديم الأضحية.
ننصح بقراءة:
هل يمكنني قص شعر أو أظافر إذا كنت أعتزم التضحية؟
- ينبغي بشدة على المضحي عدم قص شعره أو أظافره من بداية شهر ذي الحجة حتى بعد أداء النحر.
- عن أم سلمة -رضي الله عنها-، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا دخَلَت العَشرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا))، [صحيح مسلم: 1977].
متى يتم توزيع الأضحية؟
يُفضل توزيع الأضحية في أقرب وقت ممكن
- من المستحسن توزيع لحوم الأضاحي على المحتاجين خلال أيام عيد الأضحى.
- كلما تم توزيع الأضحية في وقت أبكر، كان ذلك أفضل.
هل يجوز ذكر أسماء المضحيين أثناء الذبح؟
- يجوز ذكر أسماء المضحيين عند أداء الأضحية، ولكن بعد ذكر اسم الله -عز وجل- وتمجيده.
- على سبيل المثال، يجب على الشخص أن يقول:
- “بسم الله، الله أكبر؛ اللهم هذا منك ولك عن فلان؛ ويقولون بعد الأضحية: اللهم تقبل هذا من فلان.
ما هو القُربان النبوي؟
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، قال: ((شَهِدْتُ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأضحى بالمصلى، فلمَّا قَضَى خطبتَهُ نزلَ من منبرهِ، وأتِيَ بِكَبش فذبحَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده، وقال: “بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أَكبر، هذا عنِّي، وعمَّن لَم يضحِّ من أمَّتي.”، [صحيح أبي داود: 2810].
- بعد أدائه لواجبه الشخصي، أعطى النبي -صلى الله عليه وسلم- قربانًا إضافيًا عن المسلمين الذين لا يستطيعون التضحية.
- ندعو جميع المتبرعين لإحياء هذه السنة وزيادة مساعدتهم للفئات المحتاجة.
ما هو أول قربان قدم على الأرض؟
تخبرنا آيات الله -عز وجل- في القرآن الكريم عن قصة ابني النبي آدم -عليه السلام-، وهما قابيل وهابيل.
- لحل الخلاف بينهما، طلب آدم -عليه السلام- منهما تقديم قربان إلى الله -عز وجل-، والفائز سيكون من يقبل قربانه.
- هابيل، وهو راعي، قدم كبشًا للتضحية به، بينما أخذ قابيل بعض المحصول من الأرض.
- وشهد أن هابيل اختار الأفضل من الأغنام، بينما لم يقدم قابيل أفضل ما لديه.
- استجاب الله -عز وجل- قربان هابيل ولم يقبل قربان قابيل، لأن الله -عز وجل- لا يقبل إلا من المتقين.
- أدى ذلك إلى شعور قابيل بالغيرة مما أدى إلى قتل هابيل.
- تظهر هذه القصة أهمية الإخلاص ونقاء النية في تقديم القربان، واختيار الأضحية المناسبة، بالإضافة إلى ضرورة المعاملة الحسنة، بما يتماشى مع القيم الإسلامية.
- تجدر الإشارة أيضًا إلى أن القربان، كما هو الحال مع الزكاة، ليس مجرد واجب سنوي أو ضريبة، بل هو عمل روحي عميق يعزز القرب من الله -عز وجل-.
لا يفوتك قراءة: