تعتبر أعراض تدهور الكبد ذات أهمية كبيرة، حيث يُعد الكبد من أكثر الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان. يلعب الكبد دورًا رئيسيًا في تنقية الدم القادم من الجهاز الهضمي قبل توزيعه إلى أنحاء الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم الكبد بإنتاج العديد من البروتينات الضرورية لعملية تخثر الدم. نظرًا لدوره الحيوي في حماية الجسم من المشاكل الصحية المختلفة، من الضروري التعامل معه بحذر والحفاظ عليه من أي ضرر. سنتناول في هذا المقال الأعراض المرتبطة بتدهور حالات مرضى الكبد.
ما هو تليف الكبد؟
ينشأ تليف الكبد نتيجة لعدة أمراض، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن الإفراط في تناول الكحول. يبدأ المرض بتشكل ندوب على سطح الكبد ثم يتطور إلى حالة تليف كبدي. لا يوجد علاج قاطع لهذا المرض، ولكن تيسير التعرف على المرض في مراحله المبكرة قد يسهل اتخاذ تدابير مناسبة لحماية الحالة من التدهور، إلا أن الشفاء الكامل للكبد لا يمكن أن يتم.
الأعراض المبكرة لمريض الكبد
يعد الكشف المبكر عن أمراض الكبد من أفضل الوسائل للسيطرة على المرض في مراحله الأولى، مما يحمي المريض من احتمالية الإصابة بمضاعفات خطيرة. بعض هذه الأعراض تشمل:
تورم البطن
- يمكن أن يكون انتفاخ البطن علامة مبكرة تدل على وجود مشكلة في الكبد.
- يشير هذا الانتفاخ إلى حدوث استسقاء، وهو تراكم السوائل في تجويف البطن.
- قد يؤدي ذلك إلى ضعف وظائف الكبد ومن ثم فشل كلوي.
الكدمات
- يساعد الكبد في إنتاج البروتينات المسؤولة عن تخثر الدم.
- لذا، فإن عدم أداء الكبد لوظيفته بشكل صحيح يمكن أن يؤدي إلى زيادة مخاطر التعرض للكدمات والنزيف.
- يستوجب ذلك استشارة الطبيب بسرعة لتحديد السبب الكامن وراء ذلك.
الإرهاق المستمر
- إذا شعر المريض بإرهاق شديد وضعف دائم وغير قادر على القيام بنشاطاته اليومية، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشاكل في الكبد.
- قد يحدث هذا بسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم وتراكم السموم بسبب عدم كفاءة الكبد.
الغثيان وفقدان الشهية
- يعد فقدان الشهية من الأعراض المبكرة المرتبطة بعدد من مشاكل الجهاز الهضمي مثل الحموضة، صعوبة الهضم، أو حتى القيء.
اصفرار الجلد والعيون
- عند تحلل الخلايا القديمة، يتم إنتاج مادة صفراء تُعرف بالبيليروبين، والتي يتخلص منها الكبد في ظروفه الطبيعية.
- إذا كان الكبد غير قادر على التخلص من هذه المادة، تتراكم في الجسم مما يؤدي إلى ظهور اصفرار على الجلد والعيون، وهو ما يعرف باليرقان.
آلام البطن
- قد يعاني مرضى تليف الكبد من آلام حادة في منطقة البطن، خاصة في الجزء العلوي الأيمن أو تحت الأضلاع اليمنى، وغالبًا ما تُرافقها زيادة في ضربات القلب.
- يجب استشارة الطبيب في مثل هذه الحالات بشكل سريع.
تغيرات الحالة النفسية
- إن عدم قدرة الكبد على تصريف السموم قد يؤدي إلى تراكمها في الدم، مما يؤثر سلبًا على الوظائف العقلية وسرعة استجابة الفرد، بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالنسيان واضطرابات النوم.
تغيرات في البول والبراز
- من الأعراض التي يمكن ملاحظتها لدي مريض الكبد هي التغيرات في لون البول والبراز، حيث قد يصبح البول داكنًا بينما يظهر البراز بلون باهت أو دموي.
حكة الجلد
- يمكن أن تسبب الأمراض الكبدية حكة مستدامة في الجلد. عندما تتجمع السموم في الجسم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى التهاب الجلد والشعور بالحكة.
أعراض تدهور مريض الكبد
عادة ما تكون الأعراض في المراحل المبكرة خفيفة غير ملحوظة، ولكن مع تقدم المرض قد تظهر أعراض أخرى مثل:
- الإعياء.
- الغثيان.
- الضعف العام.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- ضمور العضلات.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
عوامل خطر الفشل الكبدي
تتعدد العوامل المؤدية إلى الفشل الكبدي، خاصة عندما تكون الأضرار كبيرة، ومنها:
- الإفراط في تناول الكحول.
- التعرض لفيروسات التهاب الكبد بمختلف أنواعها.
- تناول أدوية معينة مثل باراسيتامول، التي تعتبر من أكبر أسباب حدوث الفشل الكبدي.
عوامل الخطر المرتبطة بزيادة احتمال الإصابة
- التهاب الكبد المناعي الذاتي.
- انسداد القنوات الصفراوية.
- تسمم صفراوي أولي.
- التهاب القنوات الصفراوية المصلب.
- انسداد الأوردة الكبدية، كما في حالة متلازمة باد كياري.
- الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
- الأمراض الخلقية مثل مرض ويلسون، أو داء ترسب الأصبغة الدموية.
مضاعفات الفشل الكبدي
- زيادة نسبة السوائل في الدماغ.
- حدوث نوبات صرع.
- سرطان الخلايا الكبدية.
- فشل في وظائف الكبد.
تشخيص الفشل الكبدي
يتطلب تشخيص الفشل الكبدي معرفة عدة عوامل، منها:
- الأعراض والعلامات الظاهرة على المريض.
- نتائج الفحص البدني التي تستند إلى العلامات السريرية.
- فحوصات الدم التي تُظهر انخفاض معدل بروتينات الكبد مثل عوامل تخثر الدم والبيومين، بالإضافة إلى زيادة مستويات البيليروبين والإنزيمات الكبدية.
- اختبارات أخرى لتحديد نوع الفيروسات التي تسبب التهاب الكبد أو لقياس مستويات الباراسيتامول في الدم.
- الفحوصات التصويرية مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب، للكشف عن حجم الكبد ونسيجه.
علاج الفشل الكبدي
يختلف علاج مرضى الكبد المزمن عن أولئك الذين يعانون من الكبد الحاد كالتالي:
أولًا: علاج الفشل الكبدي المزمن
يتضمن علاج الكبد المزمن تغييرات في نمط الحياة كالآتي:
- الإقلاع عن شرب الكحول.
- تقليل استهلاك اللحوم والبيض ومنتجات الألبان.
- فقدان الوزن الزائد.
- سيطرة فعالة على ارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
- تجنب الإفراط في تناول الأملاح.
ثانيًا: علاج مريض الكبد الحاد
يتطلب ذلك:
- إعطاء أدوية وريدية لضبط ضغط الدم.
- استخدام مدرات البول.
- متابعة دائمة لمستويات السكر في الدم.
علاج المراحل النهائية من الفشل الكبدي
عند الوصول إلى المراحل المتقدمة من الفشل الكبدي، يصبح العلاج الوحيد القادر على إنقاذ الحياة هو زراعة الكبد.
في السنوات الأخيرة، تم تطوير بعض الأنظمة لدعم الكبد بشكل واضح، بحيث تتمثل الأهداف الأساسية لهذه الأنظمة في إزالة السموم المتراكمة في الجسم.
بعض الأنظمة الأخرى تعتمد على تجارب زراعة خلايا كبدية مأخوذة من الخنازير أو من مصادر إنسانية.
لا يوجد حتى اليوم نظام بديل يقوم بكافة وظائف الكبد، ولكن مع استمرار التقدم العلمي، نأمل في إيجاد أجهزة أو أنظمة مستقبلية يمكن أن تضمن بقاء المرضى أحياء حتى يتم الشفاء أو توفر كبد مناسب للزراعة.
الوقاية من الفشل الكبدي
- الإقلاع عن تناول المشروبات الكحولية.
- تلقي لقاح التهاب الكبد الوبائي.
- المحافظة على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
- إجراء الفحوصات الدورية للحفاظ على الصحة العامة.