تساهم البراكين في إخراج كميات كبيرة من المواد المنصهرة من لب الأرض إلى السطح، حيث تخترق هذه المواد القشرة الأرضية وتؤدي إلى حدوث براكين نشطة لا يزال العلماء يدرسونها حتى الآن.
أسباب حدوث البراكين
عند دراسة العوامل الأكثر تأثيراً في ظهور البراكين، نجد أن ارتفاع درجات حرارة الصخور في باطن الأرض يمثل السبب الرئيسي وراء حدوثها.
فهذا الارتفاع يؤدي إلى زيادة الضغط على القشرة الأرضية، مما يتسبب في اندفاع سريع للمواد المنصهرة. كما توجد عدة عوامل أخرى تعزز من إمكانية حدوث هذه الظواهر، وهي:
- ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، مما يساعد على انصهار الصخور في الطبقات السفلية من الأرض.
- وجود ضعف في القشرة الأرضية مما يسهل خروج المواد المنصهرة.
- عند وجود نقاط ضعف داخل القشرة، يتزايد الضغط، مما يؤدي إلى ظهور تشققات متعددة.
- تكوين الماجما أو المواد المنصهرة والتي تتجمع في تجاويف تحت القشرة الأرضية.
- وبالتالي، ينتج عن الضغط العالي في الماجما نشوء شقوق في القشرة، مما يسمح بخروج الحمم البركانية الساخنة.
أشكال وأصناف البراكين
لتصنيف البراكين ومعرفة أسباب ظهورها، نجد أن هناك عدة أشكال تختلف من حيث المظهر الخارجي. يشمل ذلك:
- براكين القباب والتي تتميز بارتفاع لزوجتها، مما يحول دون اندفاعها لمسافات بعيدة عن فوهة البركان.
- براكين الدروع، التي تمتلك لزوجة منخفضة، وتستطيع أن تمتد لمسافات طويلة، حيث تتجمع المواد المنصهرة ببطء حول الفوهة.
- تُعتبر براكين الدروع أقل خطورة، مثل تلك الموجودة في جزر هاواي.
- البراكين المخروطية التي تظهر فوهتها بشكل بيضاوي أو دائري، وتُعرف بانخفاض مستوى خطورتها.
- البراكين المركبة، التي تكون مرتفعة وتخرج منها المواد المنصهرة من عدة فتحات جانبية.
أضرار ثوران البراكين
إن ثوران البراكين يؤدي إلى العديد من الأضرار، منها:
- انبعاث غازات بركانية مثل ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وفلوريد الهيدروجين.
- يمكن أن يتسبب ثاني أكسيد الكربون في تلوث الهواء، مما يؤدي إلى هطول الأمطار الحمضية.
- حدوث ظاهرة التبريد العالمي واحتباس الحرارة بسبب كثرة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
- يستطيع الرماد البركاني الانتقال لمسافات بعيدة بسبب تغير اتجاه الرياح؛ ورغم كونه غير سام، إلا أن تأثيره يمكن أن يضر بالمسنين والأطفال والأشخاص ذوي الأمراض التنفسية.
- تسبب البراكين في انزلاقات أرضية وطفيلية، فضلاً عن خطر الفيضانات، وقد يؤدي الرماد الساخن إلى اندلاع حرائق في الغابات.
- تحدث تلوثات في مصادر مياه الشرب.
- يمكن أن تتسبب في انقطاع الكهرباء عن المناطق المتضررة.
- تؤدي إلى حدوث حالات اختناق وحروق عديدة.
تصنيفات البراكين
مع التركيز على جهود العلماء في تصنيف البراكين وفقاً لنشاطها، يمكن تقسيمها إلى الأنواع التالية:
- البركان النشط، الذي يعد من أخطر الأنواع، حيث يمكن أن ينفجر في أي وقت.
- البركان الساكن، الذي قد يكون قد ثار مرة واحدة خلال العشرة آلاف عام الماضية، لكنه لا يزال يحتفظ ببعض النشاط.
- البركان الخامد، الذي لم ينفجر منذ 10,000 عاماً، مما يشير إلى أنه تم استنفاد مكوناته تماماً.
أشهر البراكين حول العالم
توجد العديد من البراكين المشهورة عالمياً، تتنوع بين نشطة، ساكنة وخامدة، ومنها:
بركان سترومبولي في إيطاليا
يقع في جزيرة سترومبولي، واحدة من الجزر البركانية الثمانية بالقرب من صقلية. يُعد هذا البركان من الأنشطة المتكررة ويسمى هذه الجزيرة منارة البحر الأبيض المتوسط نظراً لعدد الانفجارات الصغيرة المتكررة.
بركان أرينال في كوستاريكا
يتواجد في منتزه أرينال الوطني وهو من البراكين الأكثر نشاطاً في العالم. أسفر اندفاع الحمم البركانية من هذا البركان خلال عام 1968م عن مشاهد مثيرة للنيران والدخان المتصاعد من الفوهة.
- لوحظ تدفق الرماد والدخان الصاعد من الفوهة.
- كما لوحظ اندفاع بعض الحمم الحمراء في منطقة المنحدر الغربي ليلاً.
بركان جبل ميرابي في إندونيسيا
بارتفاع 9500 قدم، يعد الأكثر نشاطاً بين أكثر من 120 بركاناً نشطاً في إندونيسيا. انفجر في عام 2010، مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا، ويمكن الوصول إلى القمة من خلال قرية سيلو.
بركان جبل فيزوف في إيطاليا
يعتبر من أشهر وأخطر البراكين العالمية، إذ يثور تقريباً كل 20 عاماً. على الرغم من عدم ثورانه منذ 1944م، إلا أنه يخضع لرقابة دقيقة من العلماء، وقد أدى ثورانه في عام 79م إلى تدمير مدينة بومبي.
بركان كوتوباكسي في الإكوادور
لا يُظهر البركان أي ثوران كبير منذ عام 1903م، لكنه استعاد نشاطه في السنوات الأخيرة. يتوقع العلماء أنه في حالة حدوث ثوران كبير، قد يؤدي ذلك إلى ذوبان الجليد الكبير وحدوث انزلاقات طينية هائلة.
بركان جبل سانت هيلين في واشنطن
يقع في سلسلة جبال كاسكيد، ويمتد حتى 800 ميلاً من كولومبيا البريطانية إلى شمال كاليفورنيا. يُعتبر من أكثر البراكين نشاطاً في المنطقة، حيث ثار في عام 1980 وأدى إلى وفاة 37 شخصاً، وتبع ذلك ثوران آخر في عام 2004.
- يمكن للمسافرين من جميع المستويات الوصول إلى حافة الفوهة بعد الحصول على التصريح المناسب.
بركان هيكلا في آيسلندا
يُعد البراكين هيكلا أحد العوامل الجاذبة للسياح في آيسلندا، إذ يقع في منتصف المحيط الأطلسي ويعتبر من أكثر البراكين نشاطاً، ويمكن الوصول إليها باستخدام سيارات الجيب أو الاستمتاع بالسباحة في بحيرة فيتي أو حمامات الطين.
بركان جبل إتنا في إيطاليا
يتواجد على ارتفاع 11,000 قدم على الساحل الشرقي لصقلية. يعد أطول وأكثر البراكين نشاطاً في القارة، كما تم إدراجه ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في عام 2013م بفضل نشاطه البركاني الاستثنائي.