أسباب النصر
تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى تحقيق النصر، وفيما يلي أهمها:
- الإيمان وقوة العقيدة: يُعتبر الإيمان هو العنصر الأساسي والذي لا غنى عنه لتحقيق النصر. فقد أشار الله -تعالى- إلى ارتباط النصر بالإيمان قبل تحقيق الاستخلاف، حيث قال: (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ). يبعث الإيمان الثقة بالله ويعزز الروح المعنوية، مما يدفع الفرد لتحقيق النصر.
- العبادة: تُعتبر العبادة إحدى العوامل المساعدة في تحقيق النصر، حيث تقوي صلة الإنسان بالله وتعينه على خضوعه له. تشمل العبادة كافة جوانب الحياة، وكل عمل يُخلص فيه الشخص نية العبادة لله.
- القيادة الحكيمة وحسن التدبير: التركيز على القيادة الفعالة مهم في الإسلام، حيث أكد الله -تعالى- على ضرورة اتباع أوامر القادة، كما ورد في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ). ينبغي أن يتحلى القائد بخصائص مثل القوة والإرادة لتحمل المسؤولية.
- الإعداد الجيد: يتضمن ذلك التأهب المادي والمعنوي، وفقاً لما جاء في قوله: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُم…). ويرتبط هذا الإعداد بالاستطاعة التي يجب أن تشمل جميع جوانب القوة اللازمة لمواجهة الأعداء.
- الشورى: يشير هذا إلى مبدأ التشارك في اتخاذ القرارات، وقد أرسى النبي -عليه الصلاة و السلام- هذا الأمر من خلال استشارته لأصحابه في المعارك المختلفة.
- الصبر: أشار الله -تعالى- في مواضع عدة إلى أهمية الصبر كعنصر أساسي للنصر، كما جاء في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
- الثبات: يُعتبر الثبات عاملاً مهماً لتحقيق النصر، حيث قال الله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُمُ الَّذينَ كَفَروا زَحفًا فَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَ).
- التأييد الإلهي: يُنسب النصر إلى تأييد الله للمؤمنين الذين يسعون لأسباب النصر، كما حصل في غزوة بدر عندما أيد الله الصحابة بالنصر والمطر.
- الثقة بالله -تعالى-: تعتمد الثقة الكاملة في الله على الأخذ بالأسباب مع الدعاء واللجوء إليه، كقوله: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ…).
- تقوى الله والابتعاد عن المعاصي: تعتبر التقوى عاملًا مهمًا للنصر؛ حيث دعا الله -تعالى- إلى الاستقامة والإخلاص في الأمور الدينية.
السنن الإلهية للنصر
تتواجد عدة سنن إلهية تؤدي إلى تحقيق النصر، منها:
- النصر من الله وحده: هذه هي القاعدة الأساسية في تحقيق النصر، حيث يظهر الله -تعالى- نصره لعباده المؤمنين، كما في قوله: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ).
- النصر يعد وعدًا إلهيًا: يتم تحقيقه بمشيئة الله، ويجب الإيمان بذلك، كما ورد في قوله: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا).
- تحقيق النصر يتطلب تضحيات: يتطلب الأمر صبر وتضحية، ما أكد عليه الله في قوله: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم).
- الإيمان بأن الأسباب المادية غير كافية: لا تكفي وحدها لتحقيق النصر، لكن لا ينبغي التقليل من أهميتها أيضًا.
عوائق النصر
توجد عدد من العوائق التي تعيق تحقيق النصر، منها:
- فشل في تحقيق الأسباب الداعية إلى النصر، مثلما ذُكِر آنفًا.
- ارتكاب المعاصي والذنوب، التي تُعتبر عائقًا رئيسيًا مؤديًا للهزيمة.
- التنازع والفرقة بين أفراد الأمة، لذا جاء الأمر بالإتحاد والتماسك.
- الاغترار بعدد الأعداء، وقد أشار الله -تعالى- إلى أن العدد ليس بالضرورة سببًا للنصر.
- التقاعس والاعتماد على القوى الذاتية دون الالتفات إلى النصر كمنحة من الله.
- انتشار النفاق بين المؤمنين والذي يساهم في إحباط العزائم.
- حب الدنيا ومخالفة الأوامر الشرعية كما حدث في غزوة أحد.
- عدم وضوح الهوية الإسلامية وتطبيق شرع الله في المجتمع.
- الترف والانغماس في الدينا، مما يجلب الفتن والفساد.
- غياب القدوات ووجود المحسوبيات في تولي المناصب.