تحتل أشعار الشوق والحب مكانة مميزة بين الأشكال الشعرية، حيث تعكس مشاعر الحب والاشتياق العميقة التي يشعر بها المحب تجاه معشوقه.
أشعار الشوق والحب
يُعتبر الشوق من أعمق المشاعر الإنسانية التي يمر بها المحب، إذ يحتاج المحب دوماً إلى رؤية محبوبه، وعند غيابه، تشتعل بداخله نار الاشتياق. في هذا السياق، نقدم لكم مجموعة من الأشعار التي تنقل هذه المشاعر العميقة:
قصيدة “لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقى”
تعد هذه القصيدة واحدة من روائع الشعر العربي، كتبها الشاعر الكبير المتنبي الذي اشتهر ببلاغته وفصاحته. وقد بدأ شغفه بالشعر في سن مبكرة، في العاشرة من عمره، وكلماته تحمل شغفًا وصدقًا عاطفيًا. ومن أبرز ما قال:
- لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي وَلِلحبِّ مالَم يَبق مِنّي وَما بَقي.
- وَما كُنت مِمَّن يَدخل العِشق قَلبهُ وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونكِ يَعشَقِ.
- وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ.
- وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبهُ وَفي الهجرِ فَهوَ الدَهر يُرجو وَيُتَقي.
- وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ.
- وَأَشنب مَعسولِ الثَنيّاتِ واضِحٍ سَتَرت فَمي عَنه فَقَبَلَ مَفرِقي.
- وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني فَلَم أَتَبَين عاطلاً مِن مُطَوَقِ.
- وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي.
- سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ.
معلقة امرؤ القيس
تُعتبر المعلقات من أروع ما أُنتِجته الأدب العربي، وهذه المعلقة تبرز بوضوح مشاعر الحزن والحنين لمحبوبته، حيث يُظهر امرؤ القيس سلاسة لفظه وجمالية تعبيره. ومن أبرز الأبيات:
- قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ.
- فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ.
- تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ.
- كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ.
- وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ.
- وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ.
- كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ.
قصيدة المتنبي عن الشوق والحنين
المتنبي يُعتبر من أعظم الشعراء، فقد اتسمت أشعاره بالعمق العاطفي وقدرته الاستثنائية على التعبير عن مشاعره. ومن بين قصائده التي تُبرز شوقه وحنينه، نجد قوله:
- أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ.
- أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى بَغيضًا تُنائي أَو حَبيبًا تُقَرِّبُ.
- وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ.
- وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ.
- أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ.
- وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ، وَلَكِنَّ قَلبي يا اِبنَةَ القَومِ قُلَّبُ.
أقوال أحمد شوقي عن الحنين والشوق
نواصل الحديث عن أشعار الشوق والحب من خلال اقتباسات رائعة للشاعر أحمد شوقي، التي تعكس المشاعر العميقة التي يعيشها الفرد عندما يبتعد عن محبوبه، ومن أبرز أقواله:
- أَهاجَ لَكَ الشَوقَ القَديمَ خَيالُهُ مَنازِلُ بَينَ المُنتَضى وَمُنيمِ.
- وَقَد حالَ دوني السِجنُ حَتّى نَسيتُها وَأَذهَلَني عَن ذِكرِ كُلِّ حَميمِ.
- عَلى أَنَّني مِن ذِكرِها كُلَّ لَيلَةٍ كَذي حُمَةٍ يَعتادُ داءَ سَليمِ.
- إِذا قيلَ قَد ذَلَّت لَهُ عَن حَياتِهِ تُراجِعُ مِنهُ خابِلاتِ شَكيمِ.
- إِذا ما أَتَتهُ الريحُ مِن نَحوِ أَرضِها فَقُل في بَعيدِ العائِلاتِ سَقيمِ.
- فَإِن تُنكِري ما كُنتِ قَد تَعرِفينَهُ فَما الدَهرُ مِن حالٍ لَنا بِذَميمِ.
- لَهُ يَومُ سَوءٍ لَيسَ يُخطِئُ حَظُّهُ وَيَومٌ تَلاقى شَمسُهُ بِنَعيمِ.
أقوال أحمد درويش عن الشوق والحب
يُعتبر أحمد درويش رمزاً من رموز الشعر العربي، وله الكثير من الملحقات الشعرية التي تتناول موضوعات متنوعة، بما في ذلك عواطف الحب والشوق، ومن أبرز أشعاره:
- على الأنقاض وردتُنا ووجهانا على الرملِ.
- إذا مرّتْ رياحُ الصيفِ أشرعنا المناديلا على مهل.
- وغبنا طيَّ أغنيتين، كالأسرى نراوغ قطرة الطّل.
- تعالي مرة في البال يا أُختاه!
- إن أواخر الليلِ تعرّيني من الألوان والظلّ وتحميني من الذل!
- وفي عينيك، يا قمري القديم يشدُّني أصلي إلى إغفاءةٍ زرقاء.
- تحت الشمس والنخلِ بعيدًا عن دجى المنفى قريبًا من حمى أهلي.
أشعار قيس بن ذريح عن الشوق والحنين
يعد قيس بن ذريح واحداً من أبرز الشعراء الذين عبروا عن مشاعر الشوق والحنين لمحبوباتهم. تتجلى براعته الأدبية في هذه الأبيات:
- وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّني.
- أُعارُ جَناحَي طائِرٍ فَأَطيرُ.
- فَما في نَعيمٍ بَعدَ فَقدِكِ لَذَّةٌ.
- وَلا في سُرورِ لَستِ فيهِ سُرورُ.
- وَإِنَّ اِمرَأً في بَلدَةٍ نِصفُ نَفسِهِ.
- وَنِصفٌ بِأُخرى إِنَّهُ لَصَبورُ.
- تَعَرَّفتُ جُثماني أَسيرًا بِبَلدَةٍ.
- وَقَلبي بِأُخرى غَيرَ تِلكَ أَسيرُ.