تعتبر أجمل قصائد الفراق محط اهتمام كل العشاق الذين يواجهون تجربة الفراق المؤلمة. فليس هناك ما هو أصعب على قلوب المحبين من لحظات الفراق، لكن في عالم الحب، كل شيء وارد.
أجمل قصائد الفراق
لقد أبدع الشعراء عبر العصور في التعبير عن الألم الذي يصاحب الفراق من خلال أبيات الشعر. يقول نزار قباني في قصيدته “حزن يغتالني الحزن”:
حزنٌ يغتالُني
وهمٌ يقتّلُني
وظلمُ حبيبٍ يعذّبُني
آه، ما هذهِ الحياة
التي تكتظ بالألم الذي لا ينتهي
وجروح لا تندمل
ودموع تتساقط من العيون
جرحتُ خدي
وأرقّني ليلي
وسلبتُ مني النوم
آه يا قلبي، ما أروع صبرك
على الحبيب الذي لا ينصفك رغم ظلمه الكبير والجروح العميقة
التي لا تندمل ولا تزول
ما زلتَ تحبّه
رغم كل الأذى
ما زلتَ تعشقه
رغم الجور والفجور
ما زلتَ تشتاق إليه
رغم ما يتسم به من غطرسة
قصيدة رائعة عن الفراق
في هذا السياق، لا بد من ذكر قصيدة للمتنبي، أحد أعظم شعراء العرب على مر العصور. يقول المتنبي في قصيدته “فراق ومن فارقت غير مذمم”:
فراقٌ وَمَنْ فَارَقْتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
وَأَمٌّ وَمَنْ يَمّمْتُ خيرُ مُيَمَّمِ
وَمَا مَنزِلُ اللّذّاتِ عِندي بمَنْزِلٍ
إذا لم أُبَجَّلْ عِنْدَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيّةُ نَفْسٍ مَا تَزَالُ مُليحَةً
منَ الضّيمِ مَرْمِيًا بها كلّ مَخْرِمِ
رَحَلْتُ فكَمْ باكٍ بأجْفانِ شَادِنٍ
عَلَي وَكَمْ بَاكٍ بأجْفانِ ضَيْغَمِ
وَمَا رَبّةُ القُرْطِ المَليحِ مَكانُهُ
بأجزَعَ مِنْ رَبّ الحُسَامِ المُصَمِّمِ
فَلَوْ كانَ ما بي مِنْ حَبيبٍ مُقَنَّعٍ
عَذَرْتُ وَلكنْ من حَبيبٍ مُعَمَّمِ
رَمَى وَاتّقى رَميي وَمن دونِ ما اتّقى
هوًى كاسرٌ كفّي وقوْسي وَأسهُمي
إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ
وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ
وَعَادَى مُحِبّيهِ بقَوْلِ عُداتِهِ
وَأصْبَحَ في لَيلٍ منَ الشّكّ مُظلِمِ
أُصَادِقُ نَفسَ المرْءِ من قبلِ جسمِهِ
وَأعْرِفُهَا في فِعْلِهِ وَالتّكَلّمِ
شعر جميل عن الفراق
برع الشاعر محمود درويش في التعبير عن الحب، ولذلك كتب أجمل الكلمات عن الفراق، فيقول شاعرنا الفلسطيني:
أحببتك مرغمًا ليس لأنك الأجمل
بل لأنك الأعمق
فعاشق الجمال عادةً أحمق
قصب هياكلنا وعروشنا قصب
في كل مئذنة حاوٍ ومغتصب
يدعو لأندلس إن حوصرت حلب
أخاف العيون التي تستطيع اختراق ضفافي
فقد تبصر القلب حافي
أخاف اعترافي
شعر حزين عن الفراق
عندما تهطل أمطار الفراق على أرض الحب، لا يُعرف سوى الحزن، والذي قد يأخذ شكل دمع أو كلمات. ومن بين الأشعار الحزينة، نجد ما يلي:
الحُزنُ الكامِنُ في عُمقي
حُزنٌ مَجهولُ الأسباب
والقلبُ الساكِنُ في جَنبي
مِثلُ السِّرداب
الحزنُ الكامِنُ في عُمقي
حزنٌ مَجهولُ الأسماء
حزنٌ يَتَوغَّلُ في جِسمي
حتى الإعياء
الحزنُ الكامنُ في عُمقي
حزنٌ مِن خوفٍ مجهولٍ
خوفٍ مِن كلِّ الأشياء
بَكيتُ الدُموعَ
حِذارَ الفِراق
كلمات شعرية حزينة جميلة
تمتاز شاعرات العرب بالعديد من القصائد التي تحكي عن الفراق بطريقة مؤثرة. تقول الشاعرة غادة السمان في قصيدة “مباهج الفراق”:
ما أجمل الفراق
ستبقى وسيماً وشاباً إلى الأبد في خاطر
ستظل تحبني
وتكتب لي أعذب قصائد الحب
وسأظل حين أسمع اسمك
أو أرى صورتك
أرى النجوم تركض قرب وجهي نهراً متدفّقاً من الضّوء
إلى اللانهاية سأظل أحبك
سعيدة بالتواطؤ مع خديعتك لي
أحبك دون أن أسألك من أنت وما أنت
حباً بلا شروط
حباً له بهاء خراب الفصول
حباً أعلن استقلاله عنك
سيصبح حبك لقاءً في المسافة بين الكبرياء والكتمان والمستحيل
كوكباً مُضيئاً راكضاً في مداراته البعيدة المعتمة، قمراً جديداً غامضاً
يُضاف إلى مجرتنا
يرصده الفلكيون بدهشة
متسائلين: من أين جاء؟
قصيدة حزينة مغناة
تُعتبر قصيدة “الأطلال” من أعظم القصائد التي تعبر عن الفراق، وقد برع في صياغتها الشاعر إبراهيم ناجي، وتغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم. من أبياتها:
يا فؤادي، يا فؤادي، لا تسل أين الهوى
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطلاله
وأروي عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى
لستُ أنساك وقد أغريتنِي
بفمٍ عذب المناداة رقيق
ويدٍ تمتد نحوَكَ
كَيَدٍ من خلال المَوْجِ مدّت لغريق
وبريقٍ يظمأ الساري له
أين في عينيكَ ذاك البريق
شعر فراق حزين
رغم أن مشاعر الفراق حزينة للغاية، فهي دائماً كانت مصدر إلهام للشعراء، ومن أجمل ما قيل عن الفراق:
على درب الغياب ووين ما ودي يوديني
وإذا حرك معاليقي هواك وحدني لقصاي
دعيت الله يصبرني يطمن قلبي وعيني
وطلبته مثل ما مكن غلاك وثبتة بحشاي
يشيله من عروقي قبل نار الوجد تنهيني
وربي لو اعرف اني ابثني عزمك برجواي
أموت ولا ترجيتك وقلبك مرخصًا فيني
لو انك قلتها تبغى تشوف معزتك جواي
أو انك قلتها ساعة زعل والذنب كاسيني
لجيك بكل ما فيني من أول داخلي لتلاي
وأجي لرضاك لو أخسر من أجلك سنيني
وأنا الذي منك عانيته، قتل نار العتب بشفاي