موقع جبال الشراه في المملكة الأردنية الهاشمية

تقع جبال الشراه في الأردن، وتُعتبر واحدة من أكثر سلاسل الجبال شهرة في العالم، بالإضافة إلى كونها من الأطول.

رغم ذلك، لا يعلم الكثيرون الموقع الدقيق لجبال الشراه في الأردن، لذا سنستعرض في هذا المقال أبرز المعلومات المتعلقة بها.

كيفية تشكل جبال الشراه

تشير الأبحاث الجيولوجية إلى أن جبال الشراه تشكلت نتيجة لعدة عوامل تتعلق بتكتونية الصفائح الأرضية، وتفصيل ذلك كالتالي:

يفهم الجيولوجيون أن أي ارتفاع يبلغ 300 متر أو أكثر يُعتبر جبلًا.
تشكلت سلسل جبال الشراه عبر تداخل الألواح التكتونية، حيث يتم الاصطدام فيما بينها في عملية تُعرف باسم تكتونية الصفائح.
يختلف تكوين الجبال البركانية، حيث يتم تفجير الصخور التي تحت الأرض نتيجة تراكمها لفترات طويلة، مما يشكل كومة من الصخور.
عند تشكيل هذه الجبال، تتكون الجزر كنتيجة لظهور قممها فوق مستوى المحيط.

موقع جبال الشراه في الأردن

تقع جبال الشراه في الجهة الغربية من مدينة معان، وتعتبر جبال الشوبك هي المركز الأساسي لها، حيث تمتد سلسلة جبال الشراه ابتداءً من الشوبك وعلى مسافة تصل إلى 38 كيلومتر.

تشمل جبال الشراه العديد من المحافظات مثل الكرك والشوبك، بالإضافة إلى الطفيلة ووادي موسى.

تصل ارتفاعات جبال الشراه إلى 1573 متر فوق مستوى سطح البحر.

كما تُشير معلومات أخرى إلى أن جبال الشراه تحتوي على مجموعة من السلاسل الغربية في الجزء الشرقي من الأردن، وتمتد من وادي الموجب في الغرب إلى جبال الشوبك في الجنوب، وتُعرف تلك المنطقة بجبال السعير.

تاريخيًا، يُعتبر الحوريون هم أول سكان جبال الشراه، وقد تم توثيق ذلك في العديد من المصادر التاريخية، حيث كان سعيد الحوري هو مؤسس تلك العائلة.

بعدهم، استقر الأدوميون الذين يُعتبرون من الأقوام الكنعانية في جبال الشراه، وقد تركوا تلك المناطق لينشئوا مدينة بصيرة التي ما زالت تُعتبر من القرى الأثرية.

تاريخ جبال الشراه

تحمل جبال الشراه تاريخًا وحضارة عريقة، وتوجد فيها العديد من المعالم، ومنها:

تحتوي على بساتين ممتدة في جهة العقبة، التي تعود إلى عصر العباسيين.
تتواجد عين ماء تعرف باسم عين الإمام، والتي تم تغيير اسمها إلى عين الجمام، وقد كانت لها أهمية كبيرة في عصر الدولة العباسية.
تم العثور على آثار رومانية وحجرية في جبال الشراه من قبل مستكشفي الآثار، بالإضافة إلى آثار نبطية، وذلك منذ حوالي تسعة آلاف سنة قبل الميلاد.
توجد مقابر مشهورة بالقرب من جبال الشراه، على مسافة تصل إلى 55 كيلومتر، ويتم عرض تلك المقابر في مدرسة الأمير بن طلال.

قمم جبال الشراه

تُعتبر جبال الشراه من أطول سلاسل الجبال في العالم، إذ تضم عدة قمم جبلية مرتفعة، من أبرزها:

جبل مبرك، الذي يصل ارتفاعه إلى نحو 1727 متر.
جبل أم حيطان، بارتفاع يقارب 1525 متر.
جبل البطاح، والذي يبلغ ارتفاعه حوالي 1616 متر.
رأس أم لوزة، الذي يصل ارتفاعه إلى 1674 متر.
جبل أم صوانة، بارتفاع 1615 متر.
القليعة، التي يصل ارتفاعها إلى 1619 متر.

أطول سلاسل الجبال في الأردن

يمتاز الأردن بتعدد جباله ذات القمم العالية، وأطول سلاسل الجبال الموجودة فيه تتضمن:

جبال الشراه، التي تُعتبر من أطول السلاسل الجبلية، حيث تمتد من مناطق بعيدة وتُغطي الكثير من المواقع.
سلسلة جبال علجون، التي تُعتبر الأطول بعد جبال الشراه وتقع في الاتجاه الشمال الغربي، وكانت تعرف سابقاً بسلسلة جبال العوف أو جلعاد.
يُذكر أن القائد صلاح الدين الأيوبي أدرك أهمية هذه السلاسل الجبلية وأمر بتشييد حصن كقاعدة للدفاع أثناء المعارك ضد الصليبيين وكان على جبل العوف.

أثر الأمطار على جبال الشراه

تعتبر الأمطار المتساقطة على جبال الشراه ذات تأثير مزدوج؛ إذ لها فوائد ولكن أيضًا أضرار، ومنها:

تساقط الأمطار أسهم في إنشاء بساتين على قمم الجبال، بالإضافة إلى تكوين أنواع مختلفة من الفاكهة.
عند تقليل تساقط الأمطار، تحولت هذه المناطق التي كانت بساتين إلى أراض رعوية.
تشير بعض الدراسات إلى أن الأمطار قد تؤثر على حركة الجبال، لكن لم تُظهر جبال الشراه أي تغيير كبير في هذا الجانب.
يمكن أن تساهم الأمطار الغزيرة في تآكل قمم جبال الشراه، مما قد يؤدي إلى انزلاقات أرضية.
في عام 2015، شهدت المنطقة أمطارًا غزيرة وسقوط ثلوج على القمم، وكانت واحدة من أكثر الفترات رطوبة في الأردن، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 3 درجات مئوية.

أهمية جبال الشراه

تحظى جبال الشراه بأهمية كبيرة تُظهر دورها في الحياة، ومن أبرز تلك الأهمية:

تعد موطنًا للتنوع البيولوجي، حيث تُعتبر ملاذًا للكثير من النباتات والحيوانات.
تعمل كمعبر بيولوجي، مما يسمح للحيوانات البرية بالهجرة.
سكنتها العديد من القبائل، مثل الحوريين وغيرهم من العائلات.
تُعتبر وجهة سياحية هامة، حيث تجذب السياح من كل أنحاء العالم بسبب طبيعتها الخلابة، بالإضافة إلى الرياضيين الذين يفضلون تسلق الجبال.
تُعد مصدرًا لتوازن الأرض، إذ أن أي اختلال في تلك الجبال قد يؤثر على توازن كوكب الأرض.
تحتوي على معادن نادرة وقيمة نتيجة للقوة الجيولوجية التي تشكلها.
تُعتبر مصدرًا للطاقة الكهرومائية، حيث توفر المياه للأنهار المحيطة بها، مما يجعلها صالحة للاستخدام في الشرب والري والنقل.
تساهم أيضًا في تزويد الأردن بالأخشاب والعديد من المنتجات الأخرى.