الأنبياء والرسل يمثلون رسالات الله إلى البشرية في عصر الجاهلية، حيث جاءوا لإرشاد الناس من ظلمات الجهل إلى نور الدين والمعرفة.
تباينت الروايات والأساطير بعد وفاة الأنبياء، حول مواقع دفنهم ومقاماتهم، ومن أبرز تلك القصص التي تكررت هي قصة دفن سيدنا يوسف، الذي سنستعرض في هذا المقال كافة الروايات والتفاصيل المتعلقة بمكان دفنه.
موقع قبر سيدنا يوسف عليه السلام
توجد العديد من الروايات حول موقع دفن سيدنا يوسف، ومن بينها:
- دفن في مصر، ثم نقل إلى بلاد الشام بواسطة موسى عليه السلام، حيث استقر في الحرم الإبراهيمي.
- قيل إنه دفن في مدينة نابلس، وهناك رواية أخرى تشير إلى أنه نقل إلى بيت المقدس.
- من الممكن أن يكون قد دفن في نهر النيل، بعد أن اختلف حوله المصريون القدماء، لكنهم اتفقوا في النهاية على أن يكون في النهر.
- افترض البعض أنه دفن في صندوق من المرمر داخل نهر النيل ليصل بركته إلى الجميع.
- دفن بجانب إبراهيم (خليل الله).
- وفي رواية أخرى، قيل إنه دفن بجوار والده يعقوب في مدينة الخليل.
- توفي عن عمر يبلغ 120 عامًا.
- كان إخوانه من حوله، وقد وصّى أخاه يهوذا بالقيام بأمرهم من بعده.
للمزيد من المعلومات:
نبذة عن النبي يوسف
صفات سيدنا يوسف
يوسف هو النبي الذي أرسله الله تعالى لبني إسرائيل، وقد وردت سورة في القرآن تحمل اسمه. قد أنعم الله عليه بصفات وميزاته الكثيرة، ومن أهمها:
- كرم في المعاملة والإحسان، مما أكسبه لقب “الكريم ابن الكريم ابن الكريم”.
- يمتاز بعلم واسع وفهم عميق.
- شخصية تتمتع بأخلاق رفيعة.
- بار بوالديه وكان محبوبا من قبل أبيه أكثر من إخوته.
- عفيف عن الفواحش.
- جماله كان يفوق وصف، حتى أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم شبهه بالقمر في ليلة البدر.
- يتمتع بصبر عظيم وقوة تحمل.
- كان مخلصا في عبادته.
- لقب بالصدّيق لصدقه الشديد.
- وصف الله تعالى قصته بأنها من أجمل القصص في كتابه العزيز.
معجزات سيدنا يوسف
أنعم الله على رسله بالمعجزات، وعند حديثنا عن موقع قبر سيدنا يوسف، نستعرض بعض معجزاته:
- كان لديه القدرة على تأويل الأحلام، حيث قام بتفسير حلم لشابين خلال فترة سجنه.
- أفصح عن أحلام عدة للملك، بعد أن عجز المفسرون عن تفسيرها.
- استعاد الله بصر والده يعقوب بفضل قميص يوسف حين وضع على عينيه.
- أوحى الله له بمعاملة إخوانه له.
- أوضح الله له مستقبل النبوة والكرامة من خلال رؤى أحلامه.
- أيضا أوحى الله إلى يعقوب أن يوسف لا زال حيا ويعيش تحت رعاية الله.
نبذة عن حياة سيدنا يوسف
- في طفولته، شعرت الغيرة في قلوب إخوته بسبب حب أبيه له، فأرادوا التخلص منه.
- قال تعالى: “إذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ.” (الآية 8 سورة يوسف).
- تفقوا على إلقائه في بئر بعيد حتى لا يعود.
- قال تعالى: “فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ.” (الآية 15 سورة يوسف).
- عاد إخوته إلى والدهم ودللوا على وفاة يوسف بدليل تمثل في دم مزيف على قميصه.
- قال تعالى: “قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ.” (الآية 17 سورة يوسف).
- عثر شخص على يوسف فباعه، فأصبح خادماً في بيت عزيز مصر.
- تعرض للعديد من الفتن لكنه أبى إلا أن يبقى مخلصاً لربه.
- قال تعالى: “قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ.” (الآية 33 سورة يوسف).
- أُدخل السجن، وبعد خروجه فسر أحلام الملك، فتم تعيينه رائداً لخزائن مصر.
- التقى بإخوته ورجع إلى أبيه، وتغيرت أحواله إلى أن أصبح عزيز مصر.
أحلام فسَّرها سيدنا يوسف
عُرف يوسف بتفسير الأحلام بإلهام من الله وبأسلوب علمي، ومن هذه الأحلام:
- حلم الشابين الذين كانوا معه في السجن.
- قال تعالى: “يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفتِيان.” (الآية 41 سورة يوسف).
- حلم الملك بسبع سنبلاتٍ خضرٍ وسبع سنبلاتٍ يابسات.
- قال تعالى: “قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ.” (الآية 47 سورة يوسف).
- حلم الملك برؤية سبع بقرات سمان وثلاثة عجاف.
- قال تعالى: “ثمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تحْصِنُونَ.” (الآية 48 سورة يوسف).
روايات عن دفن سيدنا يوسف
لا يمكن التحديد بدقة عن موقع دفن الأنبياء، وقد رويت الكثير من الأقاويل حول مكان دفن سيدنا يوسف، وسنوضح بعض منها لتكون مرجعاً صحيحاً:
- يعتقد البعض أنه مستقر في الحرم الإبراهيمي، بحسب ما ذكره الإمام الترمذي.
- قال ابن عساكر إن هناك جارية كانت تعمل عند المقتدر بالله ورأت يوسف عليه السلام، وأكدت جماله.
- قال أحد العلماء إن قبره يقع شرق نابلس، تحديداً في قرية بلاطة.
- ورد أنه يبعد ألف ياردة شمال بئر يعقوب في نابلس.
- كان هناك مسجد في موضع قبره لكنه تهدم ولم يتبق منه سوى ثلاثة مظاهر.
لا تفوت قراءة:
هل يُمكن الجزم بمكان قبر النبي يوسف؟
- كما ذكرنا سابقاً، هناك خلاف بين العلماء حول مكان قبر النبي يوسف عليه السلام.
- لكن كانت هناك حادثة مع عجوز من بني إسرائيل، حيث قال أبو موسى: “أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم إعرابي فأكرمه، فقال له: ائتنا، فأتاه، فسأله رسول الله: سل حاجتك، فقال: ناقة نركبها، وأعنز يحلبها أهلي.
- فرد رسول الله: “أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟” قالوا: يا رسول الله؛ وما عجوز بني إسرائيل؟ قال: “إن موسى عليه السلام لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم:
- “إن يوسف عليه السلام لما حضره الموت أخذ علينا موثقًا من الله ألا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، فقال: فمن يعلم موضع قبره؟ فقال: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها فأتته، فقال: دليني على قبر يوسف، فقالت: حتى تعطيني حكمي. فقال: وما حكمك؟ فقالت: أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه: أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: أنضبوا هذا الماء، فأنضبوه، فقالت: احتفروا، فاحتفروا، فاستخرجوا عظام يوسف، فلما أخرجوها إلى البر، إذا الطريق مثل ضوء النهار.”
معلومات عن وفاة سيدنا يوسف
توفي يوسف عليه السلام، وقد تمناه في نهاية حياته، ووفاته كانت من الصالحين، كما يظهر من قول الله عز وجل:
قال تعالى: “ربِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْملْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين.”