تقع مدينة خراسان الكبرى في منطقة تاريخية تعتبر شاسعة، تمتد حاليًا عبر شمال شرق إيران وجنوب تركمانستان وشمال أفغانستان. في هذه المقالة، نستعرض موقع مدائن خراسان الكبرى.
تاريخ مدينة خراسان
- يعود تاريخ المنطقة إلى العصور القديمة، حيث كانت جزءًا من الإمبراطورية الأخمينية التي استمرت من القرن السادس إلى الرابع قبل الميلاد، وكذلك الإمبراطورية الفارسية التي امتدت من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث الميلادي.
- غالبًا ما يتم اعتبار خراسان مرادفًا لمنطقة بارثيا، وقد تم استخدام اسم خراسان لأول مرة من قبل الساسانيين منذ القرن الثالث الميلادي.
- عقب الفتح العربي في عام 651-652م، احتفظ العرب بالاسم للدلالة على مقاطعة محددة بشكلٍ أدق، حيث استخدم العرب هذه المنطقة في البداية كمعبر أو حدود عسكرية، لكنهم سرعان ما أقاموا مستعمرات كبيرة، خصوصًا في محيط مدينة ميرف، مما أدى إلى اندماج ثقافات إسلامية وإيرانية شرقية.
- لاحقًا، استعاد خراسان استقلاله الفعلي تحت حكم السلالات مثل الشهيد، الصفراء، والسامانية (821-999م) وشكّل جزءًا من الممالك الغزنوية والسلاجقة والخوارزمية. إلا أنها تعرضت لهجوم جنكيز خان في عام 1220 ومن ثم تيمور (تامرلان) حوالي عام 1383.
- نتيجة لتاريخها المضطرب، تتمتع خراسان بتنوع عرقي ملحوظ، حيث تسكنها مجموعات مختلفة بما في ذلك التركمان في الشمال الغربي، والبداوة التي لا تزال موجودة في أقصى الجنوب الغربي.
أين تقع مدينة خراسان الكبرى
- تمتد المدينة التاريخية على طول الشمال من نهر آمو داريا (المعروف بنهر أوكسوس) غربًا وصولًا إلى بحر قزوين، بينما تمتد جنوبًا من أطراف الصحاري الإيرانية الوسطى شرقًا إلى جبال وسط أفغانستان. وقد وصف الجغرافيون العرب امتدادها إلى حدود الهند.
- يتكون الجزء الشمالي من خراسان الإيراني من نطاقين متوازيين، يضمان الامتداد الشرقي لجبال البرز والتلال المستقلة التي تتكون بشكل رئيسي من الحجر الجيري والصخور النارية والمتحولة.
- تعتبر خراسان اليوم أكبر محافظة في إيران، حيث تبلغ مساحتها حوالي 313,000 كيلومتر مربع (حوالي 115,830 ميل مربع) وتعد واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانيةً في البلاد، مع مشهد كعاصمة لها، وهو موقع ديني مقدس للمسلمين الشيعة.
- تتميز المنطقة الجبلية الشمالية بنشاط اقتصادي زراعي ورعوي نسبي، بينما يحيط الجنوب بالصحراء والسهول المالحة.
مناخ خراسان الكبرى
- يسود في خراسان مناخ بارد في الصيف وبارد في الشتاء، مع توفر كميات مناسبة من الأمطار في الشمال والشمال الغربي على الأراضي العشبية وغابات الألدر والبلوط والعرعر. تقل النباتات في الجنوب.
- تتفاوت ظروف المناخ بين مناطقها، حيث تتراوح بين الطقس الحار والجاف إلى المرتفعات الباردة، مع وجود مناخ معتدل بطبيعة الحال، حيث تسجل كمية قليلة من الأمطار والرطوبة. من أشهر الأنهار في خراسان هو نهر اعتراك وكشاف رود وجارا سو.
- تعتبر الأنهار الدائمة في خراسان، مثل اعتراك وكل مره، ورود شير وكشاف رود، ذات ملوحة متباينة في مساراتها الدنيا.
أهمية خراسان الكبرى
- تعتبر مدينة خراسان الكبرى مهد اللغة الفارسية وحضارة شرق إيران، وكانت لها أهمية كبيرة اجتماعيًا وسياسيًا في تنظيم الدولة الإيرانية. بعد ظهور الإسلام، كانت خراسان النقطة التي بدأ فيها رجال مثل أبو مسلم وطاهر زليامين نضالهم من أجل الاستقلال ضد نفوذ الأمويين والخلفاء.
- تعرضت خراسان لدمار الاحتلال المغولي، حيث واجهت الغزاة من خلال الانتفاضات والحركات مثل سار بدران. عاود الغزاة دخولها في فترة حكم الأفشار، وأصبحت أجزاء من المناطق والمدن الرئيسية خارج إيران وضمّت إلى تركمانستان وأفغانستان أثناء توسع النفوذ الاستعماري البريطاني والروسي.
- تُعتبر خراسان التاريخية والمعروفة أكبر مقاطعة في إيران، حيث تصل مساحتها إلى 314,000 كيلومتر مربع، ويحدها من الشمال جمهورية تركمانستان ومن الشرق أفغانستان، بينما تحدها من الجنوب محافظات كرمان وسيستان وبلوشستان.
- تتواجد خراسان في منطقة غنية بالجبال والصحاري مع آفاق واسعة وهدوء فريد، وقد احتلت دائمًا مكانة استراتيجية في هذا الجزء من العالم، حيث شكلت نقطة تواصل بين المناطق المأهولة والسهلية.
- مما جعل البدو الرحل يجذبهم هذا المكان منذ العصور القديمة وحتى نهاية القرن التاسع عشر عندما وُضعت الحدود، مما جعل التدفق المهاجر محدودًا.
اقتصاد خراسان
- يعتبر الاقتصاد الحديث لخراسان الإيرانية زراعيًا بنسبة كبيرة، حيث تشتهر بإنتاج الفواكه والحبوب والقطن والتبغ، إضافةً إلى مصانع الزيوت والزعفران وبعض الحرير.
- يوجد أيضًا تنوع في الثروة الحيوانية، حيث يُصدر الصوف، جلد الغنم، وشعر الماعز، بالإضافة إلى تربية الدواجن، وتشمل الموارد المعدنية الفيروز والحديد والنحاس والرصاص والزنك والكروم والمغنيسيوم والفحم.
- تتضمن المنتجات المصنعة الأسمنت، الأطعمة المعالجة، القطن المخلوط، الصوف الممشط، السكر، الأدوية، الأعلاف الحيوانية والمنسوجات، بينما تشمل الحرف اليدوية المجوهرات والسجاد والفراء والأواني الزجاجية والقماش البدوي.
التركيبة السكانية
- بحسب الإحصاءات الأخيرة، يتجاوز عدد سكان خراسان خمسة ملايين نسمة، معظمهم من المسلمين والفُرس.
- تُستخدم اللهجات المحلية في أجزاء من المقاطعة، وتستخدم اللغات الأخرى مثل التركية والكردية وبعض العربية، مع وجود بعض الأقليات الدينية التي تتحدث لغاتهم الخاصة.
- تتميز خراسان، خاصةً في شمالها، بتنوع عرقي ملحوظ في مساحة 15444 ميل مربع، حيث يمكن العثور على جميع الجماعات العرقية التي تشكل سكان إيران المعاصرة كالأكراد والأتراك والتركمان والأفغان والعرب وغيرها.
- يعود هذا التنوع العرقي إلى عوامل تاريخية، حيث تعود بعض الجماعات مثل الأتراك لقرون مضت، بينما تم استقرار الآخرين، مثل الأكراد، بالقوة.
لماذا سميت خراسان بهذا الاسم؟
- تعتبر خراسان الكبرى، المعروفة أيضًا بمقاطعة خراسان، واحدة من أهم مناطق العالم الإسلامي الشرقي، وقد ذُكرت غالبًا في المصادر العربية والعبرية خلال العصور الوسطى. تشغل موقعًا استراتيجيًا بين الشرق الأوسط وبقية آسيا، ولم يتم تحديد حدودها بشكل ثابت، بل تغيرت عبر الزمن. حاليًا، تعد خراسان المقاطعة الشمالية الشرقية لإيران، لكن حدودها الجغرافية كانت تمتد في العصور الإسلامية إلى أجزاء من الإمبراطورية الإسلامية بما في ذلك الصحراء الكبرى، وبعض مناطق وسط آسيا وأفغانستان.
- تسمى خراسان أحيانًا خراسان الكبرى وهي تقع في شمال شرق إيران، بما في ذلك جزء من آسيا الوسطى وأفغانستان.
- تعني كلمة خراسان ببساطة “الشرق، المشرق”، حيث تشمل بشكل فضفاض أراضي الإمبراطورية الساسانية شرق بلاد فارس. وغالبًا ما اعتبرت الاستخدامات الإسلامية المبكرة لكل ما هو شرق ما كان يعرف لاحقًا باسم “عجمي العراق” جزءًا من المنطقة الواسعة وغير المحددة جيدًا بشكل واضح التي شهدت توسعًا حتى وادي السند.
- خلال الفترة الإسلامية، كانت خراسان والعراق الفارسي من المنطقتين المهمتين، حيث كانت الحدود بينهما المنطقة المحيطة بمدينتي جرجان وقميس، وقد قسم الغزنويون والسلاجقة التيموريون إمبراطورتيهم إلى مناطق عراقية وخراساني.