موقع مرقد السيدة زينب في العالم العربي

تُعتبر السيدة زينب رمزًا عظيمًا في التاريخ الإسلامي، فهي زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء، حفيدة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولها أخوان هما الحسن والحسين رضي الله عنهما.

لقد نالت السيدة زينب تقديرًا واحترامًا بالغين من قبل المسلمين من جميع المذاهب، حيث يُحتفى بذكرى ميلادها في اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى من كل عام في الأوساط الشيعية.

مكان مرقد السيدة زينب

  • لقد اختلف المؤرخون في تحديد الموقع الدقيق لمرقد السيدة زينب.
  • وهنالك ثلاث فرضيات تتعلق بموقع مرقدها، أولها في المدينة المنورة حيث توفيت.
  • وتشير الفرضية الثانية إلى أنها انتقلت إلى سوريا، وبالتحديد دمشق، حيث دفنت هناك وأقيم لها مرقد في المدينة.
  • أما الفرضية الثالثة فترجح أنها انتقلت إلى القاهرة وتوفيت فيها، ودفنت في نفس المكان.
  • وبذلك، هناك ثلاث مواقع تُعتبر مرقد السيدة زينب.
  • تعود أسباب هذا الاختلاف إلى إحراق أعداء الإسلام للعديد من الكتب الإسلامية التي كانت تحتوي على معلومات هامة حول مرقد السيدة زينب.
  • بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من وجود ضريحين يُنسبان للسيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، أحدهما في دمشق والآخر في مصر، إلا أن كليهما يفتقر إلى الأدلة القاطعة التي تثبت صحتهما.
  • كما أن الذين نسبت إليهم هذه الأضرحة لم يقدموا أي سند صحيح لدعم ادعاءاتهم، ولم يتصلوا بمؤرخين موثوقين.

روايات عن مكان مرقدها

نفي القول بأنها مدفونة في دمشق

  • في الحقيقة، لا يوجد أي راوٍ تتبع أحداث تلك الفترة يمتلك سندًا موثوقًا لإثبات موقع مرقد السيدة زينب.
  • قد استند البعض إلى فكرة أن السيدة زينب هاجرت مع زوجها عبد الله بن جعفر رضي الله عنه إلى الشام أثناء المجاعة التي ألمت بالمدينة المنورة.
  • وزعموا أنها مرضت وتوفيت في الشام، وهذه الفرضية تفتقر لأي دليل موثق.
  • فليس هناك أي تسجيل تاريخي يذكر أن عبد الله بن جعفر كان يمتلك مزارع في الشام.
  • كان يأتي إلى معاوية للحصول على الجوائز، والتي كان ينفقها في سبيل الله.
  • وعلى فرض صحة ادعاء أن عبد الله بن جعفر كان لديه مزارع، لماذا كان ليأخذ زوجته زينب رضي الله عنها إلى الشام بينما كان يمكنه العودة إلى المدينة مع الأسرة؟
  • ولا يُعقل أن يُحضر عبد الله رضي الله عنه زوجته إلى الشام ويترك باقي عائلته تعاني الجوع.
  • لذا، يمكن القول بأن السيدة زينب رضي الله عنها لم تُدفن في الشام، بل الأرجح أن مرقدها يقع في المدينة المنورة حيث قضت حياتها.

ولا تنس زيارة مقالنا حول:

نفي القول بأنها مدفونة في مصر

يجب الإشارة إلى أن الضريح المزعوم للسيدة زينب في مصر غير موجود، حيث نفى العديد من العلماء هذه الفرضية بناءً على أدلة تؤكد وجود مرقدها في المدينة. وإليكم بعض الأدلة:

قول الشيخ المراكبي

  • نفى الشيخ محمود المراكبي وجود مرقد السيدة زينب في القاهرة، حيث نشر كتابًا بعنوان (القول الصريح عن حقيقة الضريح) أكد فيه على عدم وجود ذلك المرقد.

عدم ذكر ذلك من الرحالة

  • لم يتم ذكر مرقدها في أي من الروايات التي كتبها الرحالة الذين زاروا مصر، ومن بينهم: ابن جبير وياقوت الحموي، الهروي، وابن بطوطة.

قول الأستاذ فتحي حافظ الحديدي

  • أكد الأستاذ فتحي الحديدي أنه لم يُذكر أن زينب بنت علي رضي الله عنها زارت مصر.

قول الحافظ ابن عساكر

  • يشير الحافظ ابن عساكر في كتابه (تاريخ دمشق) إلى أن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أمر بترحيل زينب وآل البيت من الشام إلى الحجاز.
  • وقد أرسل معهم رجلاً أمينًا لضمان وصولهم إلى المدينة حيث عاشت حتى وفاتها.

اتفاق المؤرخين على عدم مجيء السيدة زينب لمصر

  • توافق العديد من المؤرخين، مثل ابن ميسر ونور الدين السخاوي وابن دقماق، على أن السيدة زينب رضي الله عنها لم تدخل مصر، ومن ثم لم يُمكن أن تُدفن فيها.

التعريف بالسيدة زينب

ولادتها

  • وُلِدت السيدة زينب في الخامس من جمادى الأولى في السنة السادسة للهجرة، وهي الابنة الثالثة لعلي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء.
  • جاءت إلى الحياة في المدينة المنورة، حيث تنتمي إلى العترة الشريفة والنسب الطاهر.
  • تلقبت زينب بعدة ألقاب مثل أم الحسن والحوراء والطاهرة والغريبة، إضافةً إلى أم كلثوم.
  • تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر وأنجبت منه محمداً وعونًا.

مواقفها الشجاعة

  • تميزت ببطولتها خلال معركة كربلاء، حيث واجهت صدمة فقدان أخيها الحسين، فقامت بجمع جسده والرفع به إلى السماء قائلة إنه قربان لله.
  • كما واجهت ابن زياد بشجاعة، حيث سخِر منها بأكاذيب، لكنها لم تتردد في الرد بقوة عندما استدعتها الظروف.
  • كان آخر ما قالته له: “ثكلتك أمك يا ابن مرجانة”.

وفاتها

  • توفيت السيدة زينب في الخامس عشر من شهر رجب، وقد اختلف المؤرخون حول السنة التي توفيت فيها، فهناك من يقول إنها توفيت في العام 62 هجريًا، وآخرون يرون أنها تُوفيت في العام 65 هجريًا.

كما يمكنك الاطلاع على:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top