تعد قصة سفينة نوح من القصص الرائعة التي وردت في القرآن الكريم، التي تحمل الكثير من الحكمة والعبر. في هذا المقال، سنستعرض المكان الذي استقرت فيه سفينة سيدنا نوح، ونلقي الضوء على أحداث الطوفان وقوم نوح، بالإضافة إلى معلومات أخرى ذات صلة.
أين استقرت سفينة نوح؟
وفقاً لما ورد في القرآن الكريم، فإن جبل الجودي هو المكان الذي رست فيه سفينة سيدنا نوح، كما جاء في قوله تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الآية 44).
معلومات عن جبل الجودي الذي استقرت عليه سفينة نوح
الموقع الجغرافي
تباينت آراء العلماء حول المكان الذي رست فيه سفينة سيدنا نوح، ومن بين الآراء التي تم طرحها:
- يعتقد الأصفهاني أن جبل الجودي يقع بين جبلين ويتميز بمكانه في منطقة طيء بشبه الجزيرة العربية.
- هناك رأي آخر يشير إلى أن جبل الجودي عبارة عن سلسلة جبال تعرف باسم الكادرين، والتي تقع بالقرب من بعضها.
- كما يُشير بعض العلماء إلى أن جبل الجودي يقع في تركيا قرب الحدود العراقية، بالقرب من مدينة الموصل.
- وفقًا للتوراة، فإن جبال أرارات، المعروفة أيضًا باسم جبل ماسياس، تقع في منطقة أرمينيا، وهو الموقع الذي استقرت فيه سفينة سيدنا نوح.
- يعتقد فريق آخر أن جبل الجودي موجود في تركيا، وبالتحديد في مدينة شرناق.
للمزيد من التفاصيل، يمكنكم متابعة القراءة:
أسماؤه
جبل الجودي يعرف بعدة أسماء، ونستعرضها على النحو التالي:
- اسم “الجودي” هو الاسم الذي أطلقه العرب على هذا الجبل، وهو ذات الاسم الذي ورد في القرآن.
- أما الإيرانيون فيطلقون على جبل الجودي اسم جبل نوح.
- الأتراك يطلقون عليه تسمية “كاراداغ”، والتي تعني الجبل المنحدر.
- في الكردية، يُعرف الجبل باسم “كاردو”.
- بينما يُطلق عليه في اليونانية اسم “جوردي”.
قصة نوح عليه السلام
تُعد قصة سيدنا نوح من أجمل القصص المذكورة في القرآن الكريم، التي تحوي الكثير من العبر. وتوجد سورة كاملة في القرآن تحمل اسم سورة نوح:
- أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا نوح إلى قومه من بني راسب ليدعوهم لعبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، كما جاء في قوله: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ ،وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالا (24))-سورة نوح.
- وقد ذكرت هذه الأسماء خمسة رجال صالحين، كان قوم نوح يحبونهم ويقتدون بأفعالهم.
- بعد وفاة هؤلاء الرجال، وسوس الشيطان لشعب نوح احترامهم وعبادتهم.
- فصنعوا لهم أوثانًا وبدأوا في عبادة هذه الأوثان، مما جعل هذا الجهل يتوارثه الأجيال.
- لذلك، أرسل الله سيدنا نوح لدعوتهم لعبادة الله وحده.
- لم يؤمن به إلا عدد قليل، بينما استمر الآخرون في رفض دعوته وتمسكوا بأصنامهم، مما جعلهم ينكرون الحق.
- كما جاء في القرآن الكريم: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا(5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)} [نوح].
- استمر عناد قوم سيدنا نوح وازداد جحودهم، وكانوا مصرين على عبادة الأصنام.
- لذا دعا نوح على قومه بالهلاك، واجتمع في القرآن الكريم في قوله: (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا)(27).
معلومات عن سفينة نوح
سبب بناء السفينة
- عندما يئس سيدنا نوح من دعوة قومه التي استمرت تقريبًا 950 عامًا، ولم يؤمن برسالته سوى القليل.
- دعا الله لتدميرهم، وتحدث عن ذلك في القرآن: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ).
- ثم أمر الله نوحًا ببناء سفينة لينجو بها من آمن برسالته، ولتهلك من كفر.
- جاء في القرآن الكريم: (وَاصنَعِ الفُلكَ بِأَعيُنِنا وَوَحيِنا وَلا تُخاطِبني فِي الَّذينَ ظَلَموا إِنَّهُم مُغرَقونَ).
- بدأ سيدنا نوح ببناء السفينة، وظل قومه يسخرون منه حينما رأوه يعمل كنجار بعد أن كان نبيًا.
- كما ورد في القرآن: (وَيَصنَعُ الفُلكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيهِ مَلَأٌ مِن قَومِهِ سَخِروا مِنهُ قالَ إِن تَسخَروا مِنّا فَإِنّا نَسخَرُ مِنكُم كَما تَسخَرونَ* فَسَوفَ تَعلَمونَ مَن يَأتيهِ عَذابٌ يُخزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقيمٌ).
طوفان نوح ونجاة السفينة
- عند الانتهاء من بناء السفينة، أمره الله بأن يحمل معهم زوجين من كل نوع من المخلوقات.
- كما حمل نوح معه أهله وبعض المؤمنين الذين استجابوا لدعوته.
- نفذ نوح أمر الله وركب الجميع في السفينة، بعدها أمر الله السماء بأن تمطر بغزارة وتخرج الأرض الماء.
- بدأ الطوفان، وجرت السفينة فوق الماء متجاوزةً الأمواج العالية.
- ثم نادى نوح ابنه للركوب معه في السفينة، لكنه رفض قائلًا أنه سيصعد إلى جبل يعصمه من الغرق، لكنه في النهاية غرق مع الكافرين.
- جاء ذلك في القرآن: (قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).
- أمر الله الأرض أن تبتلع الماء، فتقبلت الماء، وتوقفت السماء عن المطر، فراست السفينة بسلام على الجبل.
- ونجا سيدنا نوح ومن معه من المؤمنين، وعبروا عن شكرهم لله على نجاتهم وعبادته.