آداب السلام في الإسلام
- إن كلمة “السلام” تحمل معاني عديدة، مثل الأمان والطمأنينة والبعد عن كل سوء. كما تعتبر إحدى وسائل الخير التي وصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم.
- يجب أن ندرك أن نشر السلام يعد من الأمور التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، وتعزز المحبة والألفة بين القلوب، وتزيل أي مظاهر للعداوة أو الكراهية.
حق الراجل على الماشي
- من آداب السلام أن يبدأ الأصغر بتحية الأكبر سناً، وأن الذي يسير يجب أن يسلم على الجالس.
- يؤكد ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه في حديث مرفوع: “يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير”.
الإحسان في الرد على التحية
يتعين على المسلم أن يرد على السلام بلطف واحترام، من خلال قول “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته”. حيث يُذكر في القرآن الكريم: “وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا”.
السلام عند دخول المنزل
من الآداب المستحبة في الإسلام أن يسلم الشخص عند دخول المنزل، من خلال التحية المتعارف عليها “السلام عليكم”. وقد أوحى الله لنا بذلك في قوله: “فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”.
التحية بوجه مبتسم
يُفضل في الإسلام تقديم السلام بابتسامة ووجه بشوش، تعبيراً عن الود والطيبة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ”.
إعادة السلام ثلاث مرات في حال عدم السماع
إذا قام شخص بإلقاء السلام ولم يُسمع، فإن من المستحب أن يعيد التحية ثلاث مرات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذَا أتَى علَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عليهم، سَلَّمَ عليهم ثَلَاثًا”.
عدم إلقاء السلام أثناء قضاء الحاجة
من الآداب المعمول بها عدم التحية أو رد السلام أثناء قضاء الحاجة. فقد قال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: “أنَّ رَجُلًا مَرَّ ورَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَبُولُ، فَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرُدَّ عليه”.
التحية للأصدقاء والغرباء
في الإسلام، يُشجع على إلقاء السلام سواء على المعارف أو الغرباء، حيث يمثل السلام تعبيراً عن الود والترابط. فقد قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ”.
إلقاء التحية قبل مغادرة المجلس
يُعتبر من الأدب الإسلامي إلقاء السلام قبل مغادرة المجلس، لضمان عدم ظهور الانفصال بشكل مفاجئ. وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا انتهَى أحدُكم إلى مجلِسٍ فليسلِّم، فإنَّ بَدا له أن يجلِسَ فليجلِس، ثمَّ إذا قامَ فليسلِّم فلَيسَتِ الأولَى بأحقِّ من الآخرةِ”.
التعالي بالسلام والرد
يُفضل في الإسلام إلقاء السلام بصوت واضح، كما يجب رد السلام بصوت عالٍ ومسموع.
تحية الأطفال
يُشجع في الإسلام على تعليم الأطفال كيفية إلقاء السلام والرد عليه، وهي جزء من تربية القيم الأخلاقية. وقد ذكر أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “أنَّهُ مَرَّ علَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عليهم وقالَ: كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَفْعَلُهُ”.
فضل إفشاء السلام
من الجدير بالذكر أن من يتبع آداب السلام ينال فضلاً عظيماً ويكسب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى. ومن الأحاديث النبوية التي تدل على فضل إفشاء السلام:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رجلًا مرَّ علَى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ- وَهوَ في مجلسٍ فقالَ: السَّلامُ عليكم فقالَ عَشرُ حَسَناتٍ فمرَّ رجلٌ آخرُ فقالَ: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللَّهِ فقالَ عِشرونَ حَسنةً، فمرَّ رجلٌ آخرُ فقالَ السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ فقالَ ثلاثونَ حَسنةً).
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناسُ أَفشُوا السلامَ، وأطعِموا الطعامَ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ؛ تدخُلوا الجنَّةَ بسلامٍ”.
- كما قال صلى الله عليه وسلم: “أنَّ مِن موجِباتِ المَغفرةِ بذلُ السَّلامِ، وحُسْنُ الكلامِ”.