تتضمن آيات القرآن الكريم جوانب هامة عن العمل، حيث يُعتبر العمل عبادة في ديننا وقد حث الرسول عليه وآثار النفع المتوقع على الأمة. في هذا السياق، سوف نستعرض بعض الآيات التي تدعو إليها الله سبحانه وتعالى للعمل.
تعريف العمل في الإسلام
- يعني العمل الأنشطة المتنوعة التي يقوم بها الإنسان، سواء كانت في مجالات السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع.
- وهو أي جهد يبذله الفرد لتحقيق نفع مادي مثل الزراعة والصناعة، أو نفع معنوي مثل التعليم والقضاء.
لذا يمكنكم الاطلاع على:
أخلاقيات العمل في الإسلام
- يلزم أن يكون العمل شرعياً، مع ضرورة الالتزام بالأمانة والإخلاص ومراعاة القوانين.
- يجب على العامل ألا يسمح لعمله أن يلهيه عن طاعة الله، وأن يخلص له في عمله.
- من الضروري الحفاظ على كرامة العامل، ويجب على أصحاب الأعمال التحلي بالتواضع وسرعة دفع الأجور.
أهمية العمل في الإسلام
- يعتبر العمل أساس حياة الإنسان وتطوره، وقد أوجد الله موازنة بين حقوق العامل وصاحب العمل.
- لا يمكن إنكار أهمية العمل للفرد والمجتمع، حيث قام أسلافنا المسلمون ببناء حضارتهم من خلال الإخلاص في العمل.
- لقد جعل الله من العمل عبادة، وهو عامل مهم لزيادة الثواب والحسنات لكل مسلم.
- تتضح مكانة العمل في الإسلام من كونه الأساس لعمارة الأرض وعنصراً حيوياً في حياة الإنسان.
- قد بدأ إعمار الأرض بالعمل، كما جاء في إحدى آيات القرآن (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب).
- التوجه في العمل يجب أن يكون وفقاً لمبادئ إسلامية، بحيث يكون العمل مشروعاً يرضي الله لكي ينال البركة.
- النشاط والجد في العمل هما مفتاح التوفيق من الله، كما يعود جزاء العمل ليس فقط في الدنيا بل في الآخرة. حيث يرتبط جزاء العمل بالاجتهاد فيه.
- يمكن تقسيم العمل إلى نوعين: العمل من أجل الآخرة والعمل من أجل المستقبل.
مكانة العمل في الإسلام
- يحمل مفهوم العبادة في الإسلام معاني عميقة، حيث يُعَد العمل من أهم عناصرها حتى يفوق أحياناً النوافل.
- قال تعالى: (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون).
- لقد خلقنا الله لتحقيق رسالة معينة وعمارة الأرض، كما ورد في قوله تعالى: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون).
- أمر الإسلام بالسعي لتحقيق الرزق، حيث قال تعالى: (هوَ الَّذِى جَعَلَ لَكم ٱلْأَرْضَ ذَلولاً فَامْشواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكلواْ مِنْ رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنّشور).
- في موضع آخر: (فابتغوا عند الله الرزق وٱعبدوه وٱشكروا له).
- أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن أفضل طعام يتناوله الإنسان هو ما كسبه من عمل يده.
- على الرغم من مكانة الأنبياء الرفيعة، إلا أنهم كانوا يعملون في حرف ويكتسبون معايشهم.
- كما ذكر إلهام الله بقوله: (ٱلَّذِينَ ءَامَنواْ وَعَمِلواْ ٱلصَّالِحَاتِ طوبَى لَهمْ وَحسْن مَئَابٍ).
- إلى جانب ذلك، حث الإسلام على العمل وحذر من الكسل والاعتماد على الآخرين.
- على الناس أن يقنعوا بما قسمه الله لهم من رزق، فالله مُقسم الأرزاق وخالقها وله فيه حكمة.
- قال تعالى: (أَهمْ يَقْسِمونَ رَحْمَتَ رَبَّكَ نَحْن قَسَمْنَا بَيْنَهمْ مَعِيشَتَهمْ فِى ٱلْحَيَاةِ ٱلْدّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذْ بَعْضهمْ بَعْضًا سخْرِيًّا وَرَحْمَةِ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعونَ).
- بتواجد العمل، يتحقق الأمن الاجتماعي وتتحقق الاكتفاء الذاتي للأسر مما يقلل من ظاهرة السرقة والتسول.
- يعتمد تقييم الإنسان في المجتمع على عمله، وقد أحب الله تعالى الذين يجمعون بين العمل والعبادة.
- قال تعالى: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة).
ندعوكم لقراءة مقالنا عن:
دعوة الإسلام للعمل
- يشجع الإسلام الأفراد على أن يكونوا قدوة في العمل السليم والكسب من خلال الجهد والمثابرة.
- يدعو الإسلام إلى الاهتمام بالعمل وتكريس الجهد له، مع ضرورة الالتزام بالعادات والمبادئ الصحيحة.
- حيث يشدد الإسلام على أهمية الصبر في السعي، فالصبر والرضا بقسمة الله هما أساس النجاح في هذا الطريق.
ثواب العمل الصالح في الإسلام
- يُعتبر العمل الصالح رمزاً للهوية الإسلامية وشعارها، يكون طريقاً إلى صلاح القلوب وسلامتها.
- يؤكد الإسلام على أهمية العمل والكسب حيث قال تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون).
- وذكر الله تعالى: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور).
- تشير هذه الآية إلى ضرورة السعي الإيجابي والتفاعل مع الحياة بشكل مثمر.
آيات قرآنية تتعلق بالعمل
سوف نستعرض كيف حث الله على العمل من خلال الآيات التالية:
- في سورة القصص الآية 80، قال الله تعالى: (وَقَالَ ٱلَّذِينَ أوتوا ٱلْعِلْمْ وَيْلَكمْ ثَوَاب اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يلَقَّاهَا إلا ٱلصَّابِرونَ).
- وورد في سورة يونس الآية 9: (إنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنوا وَعَمِلوا ٱلصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ ربّهم بإيمَانِهِم تَجْرِى مِنْ تَحْتِهِم ٱلأنْهَار فى جَنَّاتِ ٱلْنَّعِيمِ).
- وقد خصّ الله الصابرين في سورة هود الآية 11 بقوله: (إلَّا ٱلَّذِينَ صَبَروا وَعَمِلوا ٱلْصَّالِحَاتِ أولَئِكَ لَهم مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبيرٌ).
- وفي سورة الكهف، يقول الله تعالى في الآية 30: (إنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنوا وَعَمِلوا ٱلْصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نضَيِّع أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً).
- وتأتي الآية 110 في سورة الكهف: (قلْ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلكمْ يوحَى إِلَىَّ إَنَّمَا إلَهكم إلهٌ وَاحدٌ فَمن كان يَرْجوا لِقَاءَ رَبِّه فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا).
- وأكد الله على جزاء العمل الصالح في سورة النساء الآية 120: (وٱلَّذينَ ءَامَنوا وَعَمِلوا ٱلصَّالِحَات سَندخِلَهم جَنَّاتٍ تَجْرِى من تَحْتِها الأنهار خالدين فيها أبداً وعد الله حقاً ومن أصدق من الله قيلاً).
- وفي سورة النساء أيضاً الآية 124: (ومن يَعمل من الصَّالحات من ذكرٍ أو أنثي فأولئك يدخلونَ الجنَّة ولا يظلمون نقيراً).
- في مضمار العودة إلى الله، ذكر الله في سورة مريم الآية 60: (إلَّا من تَابَ وءَامَن وعَمِلَ عملاً صالحاً أولئك يدخلون الجنَّة ولا يظْلَمون شيئًا).
- وأيضاً في سورة مريم الآية 76، ذكر الله الذين اهتدوا إلى دينه: (ويزيد الله ٱلَّذينَ ٱهْتَدوا هدًى والْباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ مراداً).
- وفي سورة طه، يخبرنا الله أيضاً في الآية 82: (وإنِّى لغَفَّار لِمَن تَاب وءامن وعمل صالحاً ثمَّ ٱهْتَدى).
- في سورة سبأ الآية 4، جاء في قوله تعالى: (ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم).
- وفي سورة آل عمران الآية 57: (وأمَّا ٱلَّذين ءامنوا وعملوا ٱلصَّالحات فَيوَفِّيهِم أجورهم والله لا يحب الظَّالمين).
- بينما تنبه سورة فصلت في الآية 33 بأن (ومن أحسن قولاً مِمَّن دعا إلي الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين).
فضائل العمل في الدنيا والآخرة
في الدنيا:
- العمل عبادة: يُعتبر العمل عبادة في الإسلام إذا كان الغرض منه كسب الرزق الحلال وتلبية متطلبات النفس والأسرة. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ يحبُّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.” (رواه ابن ماجه).
- تحقيق الاكتفاء: العمل يساهم في تحقيق الاستقلال المادي للفرد ويجنبه الاحتياج للآخرين، مما يعزّز مكانته الاجتماعية.
- إدارة الوقت: العمل الجاد يسمح بالفائدة المثلى من الوقت، ويعزز الإنتاجية على المستويات الفردية والجماعية.
في الآخرة:
- ثواب العمل الصالح: يعتبر العمل في هذه الحياة وسيلة للحصول على الأجر والثواب في الآخرة، خاصةً إذا كان العمل مخلصًا لله، كما قال تعالى: “وَأَنَّ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى” (سورة النجم، 39).
- العمل كملاذ لتجنب الفقر: قد يُعتبر العمل وسيلة لتفادي الوقوع في براثن الفقر والاحتياج في الآخرة، حيث يمكن أن يساهم في الخير والنفع العام.
ضوابط العمل في القرآن الكريم
يضع القرآن الكريم ضوابط للعمل يجب أن تتماشى مع القيم والأخلاقيات الإسلامية:
- النية الصادقة: يتوجب أن يكون العمل خالصاً لوجه الله، كما جاء في قوله تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ” (سورة البينة، 5).
- الإنصاف: يجب أن يكون العمل عادلاً وموثوقاً، خالياً من الغش والتضليل، حيث قال تعالى: “وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ” (سورة الرحمن، 9).
- التقوى: ينبغي أن يكون العمل مسنوداً بالتقوى والالتزام بالشريعة الإسلامية، كما ورد في قوله: “وَاتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا” (سورة الأحزاب، 70).
آيات قرآنية عن الإتقان في العمل
- قال الله تعالى: “وَاتْقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا” (سورة الأحزاب، 70). تشير هذه الآية إلى أهمية الصدق وإتقان العمل والفكر.
- قال الله أيضاً: “وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ” (سورة المؤمنون، 8). تُظهر هذه الآية أهمية الالتزام بالعهود وإتمام العمل بإتقان.
- قال الله: “وَسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوٰةِ” (سورة البقرة، 45). تبيّن أن العمل يتطلب الصبر والإخلاص في تنفيذ العبادات والمهام.