يسعى الكثير من الأفراد لمعرفة من هو ابن قدامة. يُعرف ابن قدامة بأنه موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام العدوي، وهو واحد من أبرز العلماء في التاريخ الإسلامي، وله مجموعة مميزة من الأقوال والأفكار.
أشهر أقوال ابن قدامة
- عندما سُئل ابن قدامة الحنبلي عن مفهوم الموفق السعيد، قال: هو الذي تستمر حسناته حتى بعد توقف أنفاسه. فإذا مات العبد، فإن ما ينفعه هو ما ادخاره من أعمال صالحة تظل جارية له بعد وفاته.
- قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الموتى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ)
- كان السلف يفضلون من يظهر لهم عيوبهم، بينما نحن نميل إلى تجنب من ينبهنا بأخطائنا.
- في كتابه “المغني”، في فصل إجابة الدعوة، قال: إذا دُعي مسلم إلى وليمة تتضمن معصية، مثل شرب الخمر أو الاستماع للزمر، وكان بإمكانه تعديل هذا المنكر، فعليه حضور الدعوة وإنكار المعصية، لأنه بذلك يؤدي فرضين: إجابة أخيه المسلم وإزالة المنكر.
- وإذا لم يتمكن من إنكار المنكر، فلا يحضر، وإذا حضر ولم يعلم بالمنكر حتى وقت حضوره، ثم لم يستطع الإنكار، فعليه الانصراف.
- قال ابن قدامة في مقاومة البدعة: وأنا إذا كنت مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم– في حزبه، متبعًا سنته، لا أبالي بمن يخالفني، ولا أشعر بالوحشة لفراق من يتركني، لأنني أؤمن بأن جميع الخلق، حتى لو خالفوا السنة، لن تزيدني المخالفة إلا تمسكًا وأشعر بارتياح لذلك، فالأمور كلها بيد الله وقلوب العباد محصورة بين أصبعيه.
- رحمه الله، أكد ابن قدامة على أهمية العمل من خلال اتباع كتاب الله وسنة رسول الله، فقال: “من أراد النجاة غدًا ورفقة أئمة الهدى، عليه بكتاب الله؛ ليعمل بما فيه وليتبع رسول الله وصحابته، ليكونوا نموذجًا له فلا يخرج عن أقوالهم وأفعالهم.”
من هو ابن قدامة؟
يعتبر ابن قدامة أحد أبرز العلماء، وقد قدم إلى دمشق مع عائلته وعمره عشر سنوات. بدأ بحفظ القرآن ثم حفظ المختصر للخرقي، متلقيًا العلم على يد والده وأبي المكارم بن هلال وآخرين. رحل إلى بغداد برفقة أحد أقاربه، الحافظ عبد الغني، حيث بدأ بتأليف كتاب “المغني” في شرح الخرقي، الذي يتكون من عشرة مجلدات.
آراء العلماء في ابن قدامة
تحدث سبط ابن الجوزي بإعجاب عن ابن قدامة، ومن أبرز آرائه:
- كان إمامًا في مختلف الفنون.
- تميز بالعدل والورع وكثير الحياء.
- أظهر زهدًا في الدنيا وتواضعًا عظيمًا.
- كان محبًا للمساكين وذو أخلاق حميدة.
- تميز بالكرم وكثرة العبادة، حيث كان يقرأ سبعًا من القرآن كل يوم وليلة.
- اعتبر الشيخ موفق الدين أحد أئمة المسلمين المتميزين.
- ووصفه ابن رجب في “طبقات الحنابلة” بالفقيد الزاهد والإمام المتميز في الإسلام.
- قال تلميذه ابن النجار عنه إنه غزير الفضل وكامل العقل وذو وقار عظيم.
- ذكر الذهبي في كتابه “سير الأعلام النبلاء” أن ابن قدامة يُعتبر الشيخ والإمام والقدوة والعلامة المجتهد.
من هم أشهر أساتذة ابن قدامة؟
درس ابن قدامة علوم الحديث على يد مجموعة من المشايخ البارزين منهم:
- هبة الله حسن الدقاق.
- أبو الفتح بن البطي.
- أحمد بن المقرب.
- علي بن تاج القراء.
- أحمد بن محمد الرحبي.
- يحيى بن ثابت.
- أبو المكاري بن هلال.
- أبو الفضل الطوسي.
- المبارك بن الطباخ.
ما هي أبرز مؤلفات ابن قدامة؟
عرف ابن قدامة بمهاراته في التأليف، حيث له العديد من المؤلفات الهامة من بينها:
- كتاب “روضة الناظر وجنة المناظر”: وهو يتناول القواعد الفقهية وأهم الاختلافات في أصول الفقه مع الأدلة المتعلقة بتلك المسائل، ويتكون من ثمانية فصول.
- كتاب “التوابين”: يتناول هذا الكتاب أخبار التائبين على مر العصور بدءًا من النبي آدم إلى القرن السابع الهجري، مستعرضًا قصص توبتهم.
- كتاب “المغني”: يعتبر من أفضل الكتب في الفقه، حيث يركز على الأدلة والترجيح والاستنباط، وتدور موضوعاته حول الفقه المقارن.
- كتاب “التبيين في أنساب القرشيين.”
- كتاب “الرسالة في تخليد أهل البدع في النار.”
- كتاب “مشيخة ابن قدامة”: ويذكر فيه أسماء شيوخه.
لماذا بدأ ابن قدامة رحمه الله كتابه مسائل الحكم الشرعي؟
أولى الإمام ابن قدامة اهتمامًا كبيرًا بتهذيب كتابه، حيث قام بحذف ما لا يليق من الكلام في ما يجب وعلى ما يستحيل في حق الله، فضلًا عن التحقق من عدم الاستمرار في الخلافات بين العلماء حول الحدود والتعريفات.