يُعتبر الإمام مالك بن أنس أحد الأئمة الأربعة الذين أسسوا المذاهب الإسلامية المختلفة، ويُعتبر قدوة في مجال طلب العلم والبحث عنه في كل آن.
يشتهر الإمام مالك بمكانته البارزة كواحد من أهم علماء الحديث عبر التاريخ الإسلامي، وتُعَد أقواله مؤثرة بشكل كبير في أوساط العلماء والمجتمع الإسلامي. لذا، سنستعرض في هذا المقال أبرز أقوال الإمام مالك وبعض المعلومات الأساسية عنه.
أشهر أقوال الإمام مالك
عُرف مالك بن أنس منذ صغره بالتفوق والاجتهاد وحرصه على تحصيل العلم. فقد حفظ القرآن الكريم وتفرغ لحفظ أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أدرك قيمة العلم والتعليم مبكرًا في حياته.
ويحكى أنه باع سقف منزله الخشبي في سبيل تحقيق أهدافه العلمية. لا يزال مالك بن أنس يُذكَر بأقواله الحكيمة التي لم تنسَ عبر الزمن، ومن أبرز هذه الأقوال:
- “من لم يعد كلامه من عمله كثر كلامه”.
- “ما بت ليلة إلا رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.”
- “ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك”.
- “كل أحد يؤخذ من قوله، ويترك، إلا صاحب هذا القبر -صلى الله عليه وسلم-.”
- وأضاف لشاب قرشي: “يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم”.
- “إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير”.
أقوال مالك بن أنس حول طلب العلم
اشتهر الإمام مالك بن أنس بشغفه الكبير بالعلم، وقد عُرف حرصه على التعلم منذ صغره. ومن أبرز أقواله في هذا السياق، عندما تولى الفتوى في سن مبكرة: “لا يُفتى ومالك في المدينة”. وقد نال هذه المكانة الرفيعة بفضل سعيه المستمر في طلب العلم. ومن أهم أقوال الإمام مالك حول العلم:
- “العلم نور يجعله الله حيث يشاء ليس بكثرة الرواية”.
- عند سؤاله عن طلب العلم، قال: “حسن، جميل، لكن انظر ما يلزمك من حين تصبح إلى أن تمسي، فالزمه”.
- قال أيضًا: “وحق على من طلب العلم أن يتحلى بالوقار والسكون والخشية، والعلم جميل لمن أوتي خيره، وهو قسم من الله فلا تُمكّن الناس من نفسك. ومن سعادة الإنسان أن يُوفق للخير، وإن من شقوة الإنسان أن يستمر في الأخطاء، وذلٌ وإهانة للعلم أن يتحدث العبد عن العلم أمام من لا يستمع له”.
أقوال مالك بن أنس حول العقيدة
قدّم الإمام مالك بن أنس بعض الأقوال المعبرة عن العقيدة وعلاقة الإنسان بالله، ومنها:
- عندما سأله أبو السمح عن رؤية الله يوم الحساب، أجاب الإمام مالك: “نعم” وذكر الآية الكريمة: “وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة”. ولديه قول آخر في هذا الموضوع: “كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون”.
- قال: “الإيمان قول وعمل يزيد وينقص”.
- وأكد: “الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء”.
- أجاب عند سؤاله عن أهل الحديث: “أهل السنة الذين ليس لهم لقب يُعرفون به لا جهمي ولا قدري ولا رافضي”.
آراء العلماء في مالك بن أنس
يعتقد العلماء أن الإمام مالك بن أنس يحتل مكانة متميزة في التاريخ الإسلامي، فهو من أبرز علماء الفقه والحديث. يُعزى له حبه المستمر للعلم وجهوده الحثيثة لحضور مجالس العلم، مما أهله لنيل هذه المكانة العالية بين العلماء. ومن بين أقوال العلماء عن مالك بن أنس:
- قال الإمام الشافعي: “إذا جاء الأثر، كان مالك النجم، وهو وسفيان القرينان”، وأضاف: “مالك بن أنس معلمي، وعنه أخذت العلم”.
- وأشاد الإمام أحمد بن حنبل قائلًا: “هو إمام في الحديث والفقه”.
- وقال ابن معين: “مالك من حجج الله على خلقه”.
- وذكر بهلول بن راشد: “ما رأيت أنزع بآية من مالك مع معرفته بالصحيح والسقيم”.
- وقال القطان عنه: “هو إمام يُقتدى به”.