الموت هو حقيقة لا مفر منها، وهو نصيب كل إنسان، بما في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لها تأثير عميق في قلوب المسلمين، مما دفع الشعراء لكتابة قصائد وأبيات شعرية تعبر عن حزنهم العميق.
في هذا المقال، سنستعرض أجمل ما قيل في وفاة الرسول، بالإضافة إلى نعي مكتوب يعبر عن المشاعر المؤثرة بمناسبة رحيله.
لحظات احتضار رسول الله
تبدأ قصة احتضار رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول في العام الحادي عشر للهجرة. كان يتواجد في منزل السيدة عائشة رضي الله عنها، وعندما اشتدت عليه سكرات الموت كان في حضنها، وقد رفع إصبعه نحو السماء وقال:
(اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى)، وقد كرر هذه الدعوات ثلاث مرات، عندما توفي كان عمره 63 عامًا. يُعتبر موت سيدنا محمد من علامات الساعة، وعند مغادرة روحه الطاهرة، كانت بين يدي السيدة عائشة رضي الله عنها.
الساعات الأخيرة قبل الوفاة
كانت الساعات الأخيرة قبل وفاته صعبة ومؤثرة. في تلك الفترة، كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو الذي يقود المسلمين في الصلاة. طلب الرسول في صباح يوم وفاته من ابنته فاطمة أن تحضر إليه، وأخبرها whispering أنه سيلقى ربه، مما جعلها تبكي، لكنه جعلها تبتسم عندما أخبرها أنها ستكون أول من يلحق به من أهل بيته. كما أنها كانت سيدة نساء العالمين، وكانت ضمن آخر وصاياه هي الخير للنساء، ودعا للحسن والحسين وعبر عن محبته لهم.
أجمل ما قيل في وفاة الرسول
شعر المسلمون بالفزع والحزن العميق بعد وفاة الرسول، مما أدى لاشتعال مشاعر الحزن في قلوبهم، حيث نظم الكثير منهم قصائد تعبر عن حزنهم. ومن بين هذه الأبيات ما كتبه شاعر الرسول حسان بن ثابت:
- ما بالُ عَيني لا تَنامُ كَأَنَّما كُحِلَت مَآقيها بِكُحلِ الأَرمَدِ.
- جزعاً على المهدِيِّ أصبحَ ثاوِياً يا خيرَ منْ وطئَ الحصا لا تبعدِ.
- جنبِي يقيكَ التربَ لهفَى ليتنِي غيبتُ قبلكَ في بقيعِ الغرقَدِ.
- أأقيمُ بعدَكَ بالمدينة بينهُمْ يا لهفَ نفسي ليتني لم أولدِ.
- بأبي وأمِيّ منَ شهدتُ وفاتهُ في يومِ الاثنينِ النبيّ المهتدِي.
- فظلِلْتُ بعدَ وفاتهِ متلدِّداً يا ليتني أسقيتُ سمَّ الأسودِ.
- أوْ حلَّ أمرُ اللهِ فينا عاجلاً من يومنا في روحةٍ أو في غدِ.
- فنقومُ ساعتنا فتلقَى طيباً محضاً ضرائبُهُ كريمَ المحتدِ.
- يا بكرَ آمنةَ المبارَكُ ذكرهُ ولدَتْكَ محصنةٌ بسعدِ الأسعُدِ.
- نورٌ أضاءَ على البريةِ كلها من يهدَ للنورِ المباركِ يهتدِي.
- يا ربِّ فاجمعنا معاً ونبينا في جنةٍ تنبِي عيونَ الحسدِ.
- في جنةِ الفردوسِ واكتبْها لنا يا ذا الجلالِ وذا العلى والسؤددِ.
- واللهِ أسمعُ ما حييتُ بهالكٍ إلاَّ بكيتُ على النبيِّ محمدِ.
- ضاقتْ بالأنْصارِ البلادُ فأصبَحُوا سوداً وجوههمُ كلونِ الإثمدِ.
- ولقدْ ولدناهُ وفينا قبرُهُ وفضولُ نعمتهِ بنا لمْ تجحدِ.
- صلَّى الإلهُ ومن يحفُّ بعرشهِ والطيبونَ على المبارَكِ أحمدِ.
- فرحتْ نصارى يثربٍ ويهودُها لمّا توارَى في الضريحِ المُلْحدِ.
نعي وفاة الرسول مكتوبة
كتب الشاعر أبو أسحاق القاسم نعيًا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويعد من الشعراء الذين عاشوا وعاصروا حياته. وقد عبر عن حزنه العميق في الأبيات التالية:
- لبيك رسول الله من كان باكيًا فلا تنس قبرًا بالمدينة ثاويًا.
- جزى الله عنا كل خير محمدًا فقد كان مهديًا وقد كان هاديًا.
- وكان رسول الله روحًا ورحمة ونورًا وبرهانًا من الله باديًا.
- أيضا كان رسول الله بالخير آمرًا وكان عن الفحشاء والسوء ناهيًا.
- وكان رسول الله بالقسط قائمًا وكان لما استرعاه مولاه راعيًا.
- أيضا كان رسول الله يدعو إلى الهدى فلبى رسول الله لبيه داعيًا.
- أيُنسى أبرُ الناس بالناس كلهم وأكرمهم بيتًا وشِعبًا وواديًا.
- تكدر من بعد النبي محمدٍ عليه سلام الله ما كان صافيًا.
- ركنّا إلى الدنيا الدنية بعده وكشفت الأطماع منا مساويا.
- وكم من منار كان أوضحه لنا ومن علمَ أمسى وأصبح عافيًا.
- إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى تقلب عُريانًا وإن كان كاسيًا.
- وخيرُ خصال المرء طاعةُ ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيًا.
كلمات مؤثرة عن الرسول
كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها واحدة من أكثر الأشخاص حبًا لرسول الله، وقد شعرت بحزن عميق لفراق والدها الذي توفي على كفيها.
قالت فاطمة رضي الله عنها كلمات مؤثرة في رثاء أبيها، مما يعكس مدى حزنها:
- اغبرَّ آفاق السماء وكورت.
- شمس النهار وأظلم العصران.
- والأرض من بعد النبي كئيبة.
- أسفًا عليه كثيرة الرجفـان.
- فليبكه شرق البلاد وغربهـا.
- ولتبكه مضر وكل يمانـي.
- وليبكه الطود المعظم جـدُّه.
- واليت ذو الأستار والأركان.
- يا خاتم الرسل المبارك صنوه.
- صلى عليك مُنَزِّل الفرقـان.
- نفسي فداؤك ما لرأسك مائلاً.
- ما وسدوك وسادة الوسنان.
أبيات نعي النبي محمد
كتبت الصحابية صفية بنت عبد المطلب، وهي من سادات قريش وأقرباء الرسول، أبيات شعر تصف فيها حزنها العميق بمناسبة رحيل النبي:
- ألا يا رسول الله كنت رخاءنـا.
- وكنت بنا برًّا ولم تـك جافيًـا.
- لعمري ما أبكـي النبـي لموتـه.
- ولكن لهرج كان بعـدك آتيًـا.
- كأن على قلبـي لفقـد محمـد.
- ومن حبه من بعد ذاك المكاويـا.
- أفاطـم صلـى الله رب محمـد.
- على جدث أمسى بيثرب ثاويـا.
- أرى حسنًـا أيتمتـه وتركتـه.
- يبكي ويدعو جده اليـوم نائيًـا.
- فدا لرسول الله أمـي وخالتـي.
- وعمي ونفسي قصره وعياليـا.
- صبرت وبلغت الرسالة صادقًـا.
- ومن صليب الدين أبلج صافيا.
- فلو أن رب العرش أبقـاك بيننـا.
- سعدنا ولكن أمره كان ماضيًـا.
- عليك مـن الله السـلام تحيـة.
- وأدخلت جنات من العدن راضيًا.
رثاء رسول الله من أبو بكر الصديق
أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان من أقرب الأصدقاء للرسول، ومساعده الأول في نشر الدعوة الإسلامية. وقد عبر عن حزنه في وفاة الرسول بعدة أبيات:
القصيدة الأولى
- يا عين بكي ولا تسأمي.
- وحق البكاء على السيد.
- على خير خِنذف عند لبلا.
- أمسى يغيب في الملحد.
- فصلى المليك ولِي العبا.
- دورب البلاد على أحمد.
- فكيف الحياة لفقد الحبيب وزين المعاشر في المشهد.
- فليت الممات لنا كلنا.
- وكنا جميعاً مـع المهتدى لما رأيت نبيّنـا متجدلاً.
- ضاقت علي بعرضهن الـدور.
- وارتعت روعة مستهـام والـه.
- والعظم مني الوهن واهن مكسور.
- أعتيق ويحك إن حِبك قد ثـوى.
- وبقيت منفرداً وأنت حسيـر.
- يا ليتني من قبل مهلك صاحبـي.
- غيبت في جدث، على صخور.
- فلتحدثن بدائع من بعده.
- تعيى بهن جوانح وصدور.
القصيدة الثانية
- لمـا رأيـت نبيّنـا متـجـدلاً.
- ضاقت عليَّ بعرضهـن الـدور.
- وارتعتُ روعةَ مستهـام والـهٍ.
- والعظم مني الوهن واهنٌ مكسور.
- أعتيقُ ويحك إن حِبك قدً ثـوى.
- وبقيت منفرداً وأنـت حسيـر.
- يا ليتني من قبل مَهْلِك صاحبـي.
- غُيِّبتُ في جدث ، عليَّ صُخور.
- فَلْتَحْدُثَنَّ بدائـعٌ مِـن بَعـده.
- تَعْيَى بهنّ جوانـحٌ وصـدور.
بوستات عن وفاة الرسول
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتل مكانة عميقة في قلب كل مسلم. لذا، يسعى الكثيرون للعثور على بوستات تعبر عن مشاعر الحزن لفقده، ومن بين تلك العبارات الجميلة نذكر:
- فحانت ساعة التشييع للحبِّ، سأحفرُ قبرهُ جُرحاً على قلبي، وأحضنهُ أشيَّعهُ الى لُـبـِّــي.
- الرمل قد حوى، جسم من الضياء، والعالم انطوى، بالحزن والبكاء.
- الصباح قد رحل، وقضى صوت الأمل، منذ إن أغمض عينيه رسول الأمم.
- تبكي المرسل الدنيا، والدمعات تنصب، والزهراء في نوح، في كف الأسى تكب، للزهراء درب في، رضاها يرتضي الرب.
- القلب فوق القبر خر، والرمل قد شم النحر، صاح الحسين بالقمر، وداعا يا محمد.
- كيف لا يحلو على ثغري هواه، من ترى ملحمة النصر سواه، وهو من رب السماوات اجتباه.
- أيا زهراء جئناك ندوس الهم والجمرة، وفي أحشائنا نارٌ هي الآلام والحسرة، وندعو الله بالضلع وحق الكسر والعصرة.
- كتبت أسم المصطفى، فوق السماء والفضاء، فوق نجوم وامضه، في القلب فاح عطر وشذى.
- ماذا على من شم تربة أحمد، أن لا يشم مدى الزمان غواليا، صبت علي مصائب لو إنها، صبت على الأيام صارت لياليا.
- نورت بروحك يا طه، جنات الروح ومأواها، فالجنة روحك احلها، فهي بها صارت تتباهى.
- وظـنــوا مـــت يا طــه، وما مات النور، ولــكــــن كـنـت بالأحياء، ضميراً محفـور.
- من كل ذرة تــتحــسس الرحيــــل، مالك يا اللي رمـــــــت الجفى بديل، بعدك هذا العمر جنة مستحــــيل، ونزع الروح أيضًا مشهده طويل.
رثاء الإمام علي في رسول الله
الإمام علي بن أبي طالب، ابن عم الرسول وأول من أسلم من الصبيان، قد عبر عن حزنه في وفاة النبي من خلال الأبيات التالية:
- من بعد تكفين النبي ودفنه نعيش بآلاءِ ونجنح للسلوى.
- رزئنا رسول الله حقا فلن ترى بذلك عديلاً ما حيينا من الردى.
- وكنت لنا كالحصن من دون أهله له معقل حرزٌ حريز ٌمن العدى.
- وكنا بمرآكم نرى النور والهدى صباح مساء راح فينا أو أغتدى.
- لقد غشيتنا ظلمة بعد فقدكم نهاراً وقد زادت على ظلمة الدجى.
- فيا خيرَ من ضم الجوانح والحشا ويا خيرَ ميت ضمه التربُ والثرى.
- كأن أمور الناس بعدك ضمت سفينة موج حين في البحر قد سما.
- وضاق فضاء الأرض عنا برحبه لفقد رسول الله إذا قيل قد مضى.
- فقد نزلتْ بالمسلمين مصيبة كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفا.
- فلن يستقل الناس ما حل فيهم ولن يُجبر العظم الذي منهم وهى.
- وفي كل وقت للصلاة ِيهيج ما بلال ويدعو باسمه كلما دعا.