نادراً ما يتبادر إلى الذهن أن تكون المشكلة أعمق مما يُعتقد، مثل العوامل الوراثية أو نمط غذائي غير صحي.
أسباب رائحة الفم الكريهة الناتجة عن المعدة
- يلعب الجهاز الهضمي دورًا حيويًا في صحة الفم، إذ يمكن للرائحة الكريهة أن تشير إلى مصدر المشكلة. كلما كانت رائحة الفم أكثر سوءًا، زادت قدرة الطبيب على تحديد مصدرها بدقة.
- الطبيب المتمرس يمكنه بسهولة تحديد ما إذا كانت الرائحة تنبعث من المعدة أو نتيجة سوء النظافة الشفوية، فقط عن طريق تقييم رائحة الفم بعد أن يطلب من المريض فتح فمه والتنفس.
- رغم أن هذه المشكلة شائعة، فإن الأطباء قد يواجهون صعوبات في تحديد أسبابها بدقة.
- قد تنتج رائحة الفم الكريهة عن الإصابة بداء الارتجاع المعدي المريئي، وهو من الأمراض المزمنة الشائعة التي تعاني منها العديد من الناس دون أن يلاحظوا.
- إذا كانت الرائحة تشبه الأمونيا، فقد تشير إلى وجود مشكلات صحية في الكلى، وفقًا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة.
- تم اكتشاف ارتباط وثيق بين رائحة الفم الكريهة وبعض أنواع البكتيريا المرتبطة بقرحة المعدة وعسر الهضم، لكن ما زالت هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم آلية تأثير هذه البكتيريا.
- يمكن أن يؤدي انسداد الأمعاء أيضًا إلى انبعاث رائحة كريهة نتيجة تخمر الطعام في الجهاز الهضمي بسبب عدم اكتمال عملية الهضم.
للراغبين في المزيد من المعلومات، لا يفوتكم قراءة مقالنا عن:
داء الارتجاع المعدي المريئي
- يعتبر داء الارتجاع المعدي المريئي من الأمراض الشائعة على مستوى العالم وأحد الأسباب الرئيسية لرائحة الفم الكريهة المنبعثة من المعدة.
- قد يكون الارتجاع معديًا وراثيًا بسبب عيوب خلقية في الصمام الفاصل بين المعدة والمريء، أو نتيجة تراجع كفاءة هذا الصمام بسبب أنماط الحياة غير الصحية.
- عوامل مثل حساسية الطعام تلعب دوراً أيضاً في تفاقم أعراض الارتجاع، حيث أن تناول الأطعمة المقلية والمعجنات والتوابل قد يزيد من حمض المعدة.
- النوم بعد تناول وجبة دسمة مباشرة، مع تناول كميات كبيرة من الطعام، يُعدّ من العادات التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
- تناول المشروبات الغازية والشاي والقهوة يمكن أن يزيد الأمور سوءًا، لذلك يُنصح مرضى الارتجاع بتجنبها.
- بعض الأدوية، مثل مسكنات الألم غير الستيرويدية (NSAIDs)، ينبغي على مرضى الارتجاع تجنبها، نظرًا لتأثيراتها السلبية على بطانة المعدة.
أعراض الارتجاع المعدي المريئي
- تعتبر رائحة الفم الكريهة من المعدة من أبرز الأعراض التي يعاني منها مرضى الارتجاع، وغالبًا ما لا يلاحظونها بسبب تعود أنفهم عليها.
- تشمل الأعراض الأخرى ألم الصدر وصعوبة في البلع والشعور بالحمض المرتد.
- بعض الأعراض تظهر أثناء الليل، مثل السعال المزمن والأرق والتهاب الحنجرة.
علامات الخطر المرتبطة بالارتجاع المعدي
- زيادة الوزن والسمنة.
- في فترة الحمل، يمكن أن تزيد الأعراض بسبب ضغط الجنين على المعدة، ولذلك فإن الحوامل يجب أن يراقبن نظامهن الغذائي.
- التدخين.
مضاعفات الارتجاع المعدي المريئي
- تضيق المريء، حيث يتأذى الجزء السفلي من المريء بسبب ارتجاع الحمض ويتشكل تراكم للأنسجة مما يؤثر على عملية البلع.
- تكوين قرحة أو ثقب في جدار المريء نتيجة تأثرها بحمض المعدة مما يؤدي إلى نزيف يؤثر كذلك على البلع.
- احتمالية الإصابة بسرطان المريء (مريء باريت)، حيث يسبب الارتجاع تغييرات في أنسجة المريء مما يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان على المدى الطويل.
تشخيص الارتجاع المعدي المريئي
المنظار الطبي
- يُستخدم المنظار لإدخال أنبوب مرن مع كاميرا، حيث يساعد في التعرف على حالتي المريء وتحديد ما إذا كان هناك تقرحات.
- يمكن أخذ عينات من أنسجة المريء لفحصها والكشف عن أي مضاعفات.
- يمكن إجراء هذه العملية تحت التخدير الكلي أو بدون وفقًا لحالة المريض.
اختبار حمض المعدة
- يشمل هذا الاختبار استخدام جهاز صغير لقياس مدة وشدة الارتجاع، يتصل إما بحزام يرتديه المريض أو بجهاز محمول.
- يمكن أن يكون الجهاز عبارة عن أنبوب رفيع يُدخل عبر الأنف إلى المريء، أو جهاز صغير يُوضع داخل الأنبوب لينزل بشكل طبيعي مع البراز بعد يومين.
الضغط المريئي
- يتم قياس قوة تقلصات عضلات المريء أثناء البلع، ويمكن أن يساعد هذا الاختبار في التأكد من عدم حدوث مضاعفات خطيرة.
الأشعة السينية
- يتم إعطاء سائل الباريوم للمريض قبل إجراء الأشعة السينية لملء المعدة والمريء، مما يساعد الطبيب على رؤية أي مشكلات أو مضاعفات محتملة.
لا تتردد في قراءة المزيد في مقالنا عن:
علاج الارتجاع المعدي المريئي
كما ذكرنا، يُعتبر داء الارتجاع مرضًا مزمنًا قد يلازم المريض مدى الحياة، لذا يجب على المريض إجراء تغييرات في نمط حياته لتجنب تفاقم الأعراض.
تغيير نمط الحياة
يمكن تقليل أعراض المرض في بداياته من خلال تعديل بعض السلوكيات اليومية والالتزام بروتين صحي.
- يُوصى المدخنين بالتوقف عن التدخين لما له من تأثير مباشر على رائحة الفم الكريهة.
- السمنة سمة شائعة بين مرضى الارتجاع وقد تتسبب في تفاقم الأعراض.
- يُنصح بتقليل تناول الأطعمة المقلية والدهنية والمعجنات والحلويات.
- التقليل من تناول الشاي والقهوة، ويفضل استبدالها بمشروبات عشبية.
- تجنب تناول الطعام قبل النوم بأربع ساعات على الأقل، والاكتفاء بشرب الماء بعد ذلك.
- ينبغي رفع الجزء العلوي من السرير بمقدار 30 درجة لتقليل حالات الارتجاع أثناء النوم.
العلاج الدوائي
في مراحل متقدمة من المرض، قد لا يكون تغييرات نمط الحياة كافيًا، ما يتطلب استخدام أدوية تقلل من الحموضة أو تتحكم في حركة المعدة.
- مثبطات مضخة البروتون مثل اللانزوبرازول والأوميبرازول تقوم بخفض حمض المعدة بشكل فعال.
- مضادات مستقبلات الهستامين تخدم في تقليل الحموضة المرتفعة ليلاً.
العلاج بالأعشاب
يلجأ بعض المرضى إلى استخدام الأعشاب كعلاج طبيعي، حيث أن بعض الأعشاب قد تساعد في تخفيف الأعراض.
- يعتبر شاي البابونج مفيدًا لتخفيف الاضطرابات الهضمية ويُنصح بتناوله بعد كل وجبة.
- ينصح بتناول إكليل الجبل مع الزنجبيل لتحسين أداء الجهاز الهضمي.
الوقاية من الارتجاع المعدي المريئي
- يجب على الأشخاص العناية بنظامهم الغذائي والابتعاد عن الأطعمة التي تسبب الحموضة.
- تناول وجبات صغيرة بدلاً من الإفراط في تناول الطعام دفعة واحدة.
- تجنب الاستلقاء بعد الوجبات مباشرة أو ممارسة الرياضة بدون فترة راحة كافية.
- تقليل مستويات التوتر والقلق، واستشارة الاختصاصين النفسيين عند الحاجة.
تقليل رائحة الفم الكريهة الناتجة عن المعدة
للتخلص من رائحة الفم الكريهة، من الضروري معالجة الأسباب الجذرية، وهناك عدة عادات يمكن أن تسهم في تحسين الوضع.
- ينبغي على المريض توخي الحذر بشأن نوعية الطعام الذي يتناوله وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والتوابل.
- يمكن أن يُساعد مضغ العلكة في تحسين رائحة الفم بفضل طعمها وابتكار اللعاب.
- يجب الحفاظ على صحة الفم من خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا واستخدام الخيط.
- استخدام غسول فم ذو نكهة قوية يساعد في تحسين رائحة الفم.
- يُعتبر تناول الزبادي جزءًا مفيدًا من الروتين للحد من عسر الهضم.
اقرأ المزيد عن: