يُعد البهاق عند الأطفال اضطراباً يؤثر على الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين، مما يؤدي إلى تفتيح بعض أجزاء الجلد لتظهر كالبقع البيضاء. وتتجاوز الإصابة بالبهاق نطاق البالغين، مما يثير قلق الأمهات بشأن إصابة أطفالهن به. لذا، من المهم تسليط الضوء على أسبابه.
الأسباب المؤدية للبهاق عند الأطفال
لا يوجد سبب واضح يتفق عليه الجميع حول الإصابة بالبهاق، حيث يمكن أن تحدث الإصابة في أي مرحلة عمرية. يُعتبر هذا المرض غير معدٍ، ومع ذلك، هناك عدة عوامل قد تساهم في ظهوره، ومنها:
- عدم قدرة الخلايا الصبغية على إنتاج الميلانين، مما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء.
- انتشار هذه البقع في مناطق مختلفة من الجسم، مثل الفم والذراعين والساقين.
- التعرض المفرط لأشعة الشمس، والذي قد يؤدي إلى حروق جلدية وتصادغ في الجلد.
- تفاقم الحالة نتيجة للتوتر والضغط النفسي، واضطرابات المزاج لدى الطفل.
- اضطرابات النظام المناعي، مثل الأمراض الذاتية والوراثية.
- التعرض للاصابات المتكررة، مثل الحروق ولسع الحشرات، التي يمكن أن تؤثر على الجلد.
- استخدام المواد الكيميائية الضارة، أو التعرض لفيروسات معينة.
ما هو البهاق وأنواعه عند الأطفال
البهاق هو حالة جلدية تحدث نتيجة اختلال في الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين، مما يسبب ظهور بقع بيضاء تختلف في اللون والدرجة عن الجلد المحيط. وفيما يلي بعض أنواعه:
- يتم تصنيف البهاق بناءً على عدد وموقع البقع؛ حيث يُعرف البهاق البؤري بوجود بقع قليلة في منطقة واحدة.
- في أغلب الأحيان، يقتصر هذا النوع على اليد والوجه.
- البهاق المعمم يظهر مع انتشار عدد كبير من البقع بشكل متماثل على جانبي الجسم، ويُعتبر أكثر الأنواع شيوعاً.
- أما البهاق القطاعي، فيكون فيه ظهور البقع على جانب واحد فقط من الجسم، وغالباً ما يظهر في مراحل مبكرة ويختفي بعد عام أو عامين.
- على الرغم من ظهور البقع بشكل أكثر وضوحاً على أصحاب البشرة الداكنة، إلا أن جميع الأطفال من مختلف الخلفيات قد يتعرضون له.
- يمكن أن تتأثر مناطق مثل الشفاه والعينين والمرفقين والركبتين بالبهاق.
- يجب استشارة الطبيب في حال ظهور بقع بيضاء على جلد الطفل، لأن البهاق غير معدٍ ولا ينتقل عن طريق اللمس أو الدم.
- يُعتبر هذا المرض وراثياً، ويزيد من فرص ظهوره العوامل البيئية والنفسية.
أعراض البهاق لدى الأطفال
من الأعراض الرئيسية للبهاق هو التغيير الملحوظ في لون الجلد وظهور بقع بيضاء، لكن هناك أعراض أخرى قد تصاحبه، تشمل:
- تغير في لون الشعر والحواجب والرموش، مع تحول لون الجلد إلى الأبيض.
- يمكن أن يحدث تغيّر أيضًا في لون العينين وتبييض المخاط في الأنف.
- قد يلاحظ فقدان ملحوظ في الشعر في الحالات الشديدة.
- تعرض الجلد للاحمرار المفرط عند التعرض لأشعة الشمس.
- التهاب الجلد بسهولة، خاصة في المناطق المصابة.
- يضاف إلى ذلك العرض الرئيسي، وهو ظهور البقع البيضاء في المناطق التي تتعرض للشمس، مثل الوجه واليدين.
كيفية التعامل مع علاج البهاق لدى الأطفال
يهدف العلاج إلى استعادة لون البشرة الطبيعي، وتوجد عدة خيارات علاجية يجب تحديدها بعد استشارة الطبيب، منها:
- العلاج بالأدوية المضادة للالتهاب، مثل كريمات الكورتيكوستيرويد.
- تُطبق الكريمات على البقع المصابة، وتظهر نتائج فعالة خاصة في المراحل المبكرة.
- على الرغم من سهولة استخدامها، قد تستغرق النتائج وقتًا حتى تظهر.
- أحد الآثار الجانبية المحتملة هو ضعف الجلد ورقته مع ظهور خطوط.
- مراهم مثبطات الكالسينيورين تؤثر على الجهاز المناعي، ولكن يُنصح بها فقط لمناطق صغيرة.
- كالسيبوتريول يُستخدم أيضًا، ويتميز بقدرته على تعزيز إنتاج الميلانين وحماية الخلايا.
- العلاج بالضوء، بمساعدة الأشعة فوق البنفسجية، يمكن أن يُقلل من تقدم المرض.
- لزيادة فعالية العلاج الضوئي، يُنصح بدمجه مع العلاجات الأخرى.
هل يمكن استعادة لون الجلد الطبيعي بعد العلاج؟
يسعى العلاج إلى استعادة لون الجلد، ولكن يجب ملاحظة أن العلاجات المتاحة حالياً لا تضمن الشفاء التام، وتشمل النقاط التالية:
- النتائج الناتجة عن العلاج غير دائمة.
- لا تمنع انتشار المرض، ولكن هناك حالات لأطفال استعادوا لون بشرتهم في مراحل مبكرة.
- تقل فرص الشفاء مع تقدم العمر وظهور المرض في مراحل متأخرة.
كيف يمكن حماية الطفل من البهاق؟
إليكم بعض الطرق الوقائية لتجنب الإصابة بالبهاق:
- تجنب التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة، واستخدام واقي للشمس.
- ارتداء ملابس واقية وتغطية الرأس لحماية الطفل.
- مداواة أي تقرحات أو جروح باستخدام مراهم مضادة للبكتيريا.
- تطبيق مرهم خاص بالبهاق لمدة شهر لضمان الشفاء السريع.
- تجنب تلامس الطفل مع المواد الكيميائية الضارة.
- تناول فيتامين (د) بانتظام لتعزيز تجديد الخلايا.
- توفير بيئة مستقرة للطفل لتجنب التوتر.
- إمكانية استخدام الكورتيزون الموضعي لإعادة نشاط الخلايا الصبغية.
المضاعفات المحتملة للبهاق لدى الأطفال
يمكن أن يتعرض المصاب بالبهاق لبعض المضاعفات المترتبة على حالته، مثل:
- فقدان السمع في بعض حالات البهاق.
- احتمال التعرض لحروق الشمس التي تسبب الألم.
- مشاكل في العين، بما في ذلك التهابات القزحية.
- تغييرات في الرؤية وإنتاج الدموع.
- زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الجلد في المستقبل.
- التأثير على الصحة النفسية للطفل في بعض الأحيان.
كيفية تهيئة الطفل نفسياً للبهاق
يجب أن يشعر الأطفال المصابين بالبهاق بالدعم والتقبل في المجتمع، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- توفير المعلومات للطفل حول مرضه وكيفية التعامل معه.
- تشجيع الطفل على التواصل مع أصدقاءه وعدم إجباره على البقاء وحده.
- عدم حث الطفل على إخفاء البقع أو تغطيتها.
- توفير الحب والدعم العاطفي، وتقبلهم كما هم.
- توضيح أن البهاق ليس مرضاً معدياً.
- شرح مفهوم البهاق للأشخاص المحيطين بالطفل لتفادي أي مواقف محرجة.
- في حال تعرض الطفل لمشاعر قلق أو اكتئاب، ينبغي استشارة طبيب نفسي.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه عبر التركيز على مهاراته ومواهبه.
- تحفيز الطفل على المشاركة في الأنشطة التي يحبها.