أنواع التسونامي وأسبابها

تُصنَف أنواع التسونامي بحسب المناطق والمواقع التي تتأثر سلبًا جراء حدوثها، حيث تنشأ هذه الظاهرة نتيجة سلسلة من الأمواج القوية الناتجة عن زلزال كبير يحدث في أعماق المحيط.

يُعرف التسونامي بأنه موجات بحرية ضخمة وقوية تصل حتى الشاطئ، وتندفع إلى داخل المدن على شكل فيضانات مدمرة للمنشآت والمنازل، مما يلحق أضرارًا جسيمة، بما في ذلك فقدان أرواح العديد من الأشخاص وتدمير معالم المدن.

أنواع التسونامي

قسم العلماء التسونامي إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي كما يلي:

• المحلي: يُعتبر النوع الذي يؤثر سلبًا على المواقع القريبة من منطقة حدوث التسونامي.
  • عادة ما ينشأ هذا النوع تحت سطح البحر، نتيجة زلزال يسبب أمواج تصل إلى مسافات تصل إلى 100 كم، مما يؤدي إلى تدمير تلك المساحات.
  • تكون أضراره خطيرة جدًا، إذ تحدث خلال فترة قصيرة تتراوح بين 10 إلى 60 دقيقة بعد الزلزال، مما يتيح للوحات الضخمة الوصول إلى اليابسة بسرعة.
• هذه المدة الزمنية ليست كافية لإجراءات الإخلاء وتحذير السكان، مما يعرضهم للخطر.
• الإقليمي: يمتد تأثيره إلى مسافات تتراوح بين 100 إلى 1000 كم من منطقة الحدث. تزداد الأضرار كلما زادت المسافة التي تخترقها الأمواج.
  • لكن في هذا النوع، تحتاج الأمواج إلى وقت أطول للخروج من نقطة الحدث إلى اليابسة، حيث يتراوح الوقت بين ساعة إلى ثلاث ساعات، مما يمنح فرصة أفضل للإخلاء والتحذير.
  • ومع ذلك، كلما زادت المسافة التي تصل إليها الأمواج، تقل فرص الإخلاء الكامل للمساحات المتأثرة.
• البعيد: يُعتبر الأشد دمارًا، إذ يمتد تأثيره إلى مسافات تزيد عن 1000 كم من موقع الحدث. قد يظهر في البداية كأمواج محلية ولكنه يتجاوز المحيط إلى مساحات واسعة، ويُعرف هذا النوع باسم تسونامي بعيد.
  • يسمح هذا النوع بوقت طويل كافٍ للإخلاء والهروب من موجات التسونامي، ولكنه يُدمر المناطق والمباني بشكل شامل.

التسونامي البعيد وتأثيراته

فيما يلي تقرير مبسط حول حدوث تسونامي بعيد وتأثيراته:

• 2004: في 26 ديسمبر من ذلك العام، شهد المحيط الهندي زلزالًا بقوة 10 درجات على مقياس ريختر تحت مياه الساحل الشمالي لمقاطعة سومطرة في إندونيسيا.
  • هذا الحدث تسبب في وفاة حوالي 250,000 شخص، ودمر مساحات شاسعة شملت السواحل والجزر والمواقع المهمة.
  • تأثرت دول عدة جراء تسونامي، منها تايلاند والهند وسريلانكا.

أسباب حدوث التسونامي

رغم اختلاف أنواع التسونامي، إلا أن هناك أسبابًا رئيسية تؤدي إلى حدوثها، نذكر منها:

• تحدث إزاحة لجزء كبير من المياه، مما يدفع الماء للاندفاع نحو اليابسة مسببًا التسونامي.
• يمكن تشبيه الأمر بجلسة في حوض الاستحمام، حيث يتم إزاحة جزء من الماء مما يؤدي إلى تكون موجات كبيرة قد تخرج من الحوض.
• يمكن أن تحدث هذه الإزاحة نتيجة عدة عوامل، مثل الزلزال أو الانهيارات الأرضية أو النشاط البركاني أو ذوبان الأنهار الجليدية أو النيازك.
• ومع ذلك، يكون الزلزال هو السبب الأكثر شيوعًا، نظرًا لتحرك القشرة الأرضية بشكل مفاجئ.
• يؤدي تحرك القشرة إلى ظهور فتحات كبيرة على قاع المحيط، وعندما يتدفق الماء لملء الفتحات، يحدث التسونامي.

ما يحدث أثناء التسونامي

قام العلماء بشرح تفاصيل التسونامي بدءًا من تحرك المياه بعد وقوع العدوان مثل الزلزال، وحتى وصول الأمواج إلى الشاطئ. نقتبس التفاصيل كما يلي:

• أولاً: تبدأ المياه بالتحرك نتيجة حدوث الزلزال أو البركان، مما يؤدي لتشكل أمواج كبيرة تبدأ بالانتشار من نقطة وقوع الحدث.
• ثانيًا: تتحرك هذه الأمواج بسرعة كبيرة، حيث يمكن أن تتجاوز سرعتها 500 ميل في الساعة، ويمكنها السفر لمسافات مختلفة تتراوح أحيانًا إلى أكثر من 1000 كم.
• ثالثًا: عند مرور الأمواج في الأعماق البحرية، يكون ارتفاعها قليلًا لا يتجاوز عدة أقدام.
  • هذا هو السبب وراء صعوبة التنبؤ به في بداية حدوثه، حيث لا يُمكن رؤيته بوضوح في الأعماق.
• رابعًا: عندما تقترب الأمواج من اليابسة أو المناطق الضحلة، يحدث تكدس للأمواج مما يزيد من ارتفاعها، ويظهر التسونامي.
  • قد يظهر انخفاض في مياه الساحل لبعض الوقت، مما يُعطل حركة الناس نحو المناطق المفتوحة.
  • عند وصول الأمواج إلى الشاطئ، فإنها عادة ما تأخذ شكل جدار عالٍ من الماء، يندفع نحو اليابسة بقوة هائلة وسرعة كبيرة.
  • تتفاوت شدة الأمواج حسب تضاريس الساحل، ويمكن أن تتبعها أمواج إضافية بعد فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الدقائق.

مواقع حدوث أمواج التسونامي

عادة ما تكون المناطق الساحلية عرضة لحدوث التسونامي، وفيما يلي أبرز المواقع التي يتكرر فيها حدوث ذلك وفقًا للعلماء:

• يمكن أن occurs in أي موقع مائي، مثل البحار أو المحيطات، ولكنه يحدث بشكل متكرر في المحيط الهادئ بسبب النشاط الزلزالي والبركاني المتكرر في هذه المنطقة.
• الدول ذات السواحل الطويلة على المحيط الهادئ تعد أكثر عرضة لتأثيرات التسونامي، مثل اليابان والولايات المتحدة.
• لذا تعتمد المناطق الساحلية على أنظمة تحذير مبكر، لتمكين السكان من الإخلاء السريع والانتقال إلى أراضٍ مرتفعة بعيدًا عن الأمواج.
• يُستخدم نظام التحذير “DART” في المحيط الهادئ لمراقبة الأعماق بشكل مستمر والإبلاغ الفوري في حالة حدوث تسونامي.