يُعتبر الوسواس القهري مرضاً نفسياً معروفاً، ويعرف علمياً باضطراب الوسواس القهري. يتميز هذا الاضطراب بظهور أفكار متكررة واستحواذية، مصحوبة بسلوكيات متكررة يقوم بها الشخص جسدياً أو ذهنياً. يصعب على الأفراد المعاناة من هذه الأعراض مقاومة هذه الأفكار والسلوكيات. بحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في عام 2001، كان الوسواس القهري واحداً من بين أكثر 20 حالة إعاقة مرتبطة بالصحة النفسية على مستوى العالم.
أسباب الوسواس القهري
لا تزال الأسباب الدقيقة وراء حدوث الوسواس القهري غير واضحة، غير أن هناك عدة نظريات تهدف لتفسير هذه المشكلة. تفترض النظرية البيولوجية أن الوسواس القهري يمكن أن يُعزى إلى تغيرات كيميائية تحدث في جسم الإنسان أو إلى نوعية عمل الدماغ نفسه. أما النظرية الوراثية فتشير إلى إمكانية وجود عوامل وراثية تلعب دوراً في ظهور هذا المرض، على الرغم من عدم تحديد جينات معينة ترتبط كلياً بالوسواس القهري حتى وقتنا الحالي. وبالنسبة للنظرية البيئية، فقد تشير إلى إمكانية تأثير عوامل خارجية مثل العدوى أو الالتهاب في زيادة خطر الإصابة.
تتطلب هذه النظرية مزيداً من الدراسة، حيث توجد عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس القهري، ومن هذه العوامل:
- عوامل وراثية: أفراد الأسرة أو الوالدين الذين عانوا من الوسواس القهري قد يزيدون من احتمالية الإصابة.
- تجارب الحياة المجهدة: الصدمات النفسية أو الأحداث المقلقة قد تلعب دوراً في زيادة الضغط النفسي وبالتبعية زيادة احتمال الإصابة بالوسواس القهري.
- مشاكل نفسية أخرى: الارتباط بين الوسواس القهري والعديد من الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى الإدمان على مواد ضارة.
أنواع الوسواس القهري
توجد أنواع متنوعة من اضطراب الوسواس القهري، حيث يمكن تصنيف الحالات إلى عدة أنواع وفئات. ومن بين هذه الأنواع:
-
وسواس التحقق:
- يشمل التأكد المستمر من وجود الأمان في المنزل، مثل قفل الأبواب أو نظام الحماية، وقد يرافق هذا النوع مشاعر قلق متعلقة بالصحة النفسية مثل الفصام أو الحمل.
-
وسواس التلوث:
- يشعر الفرد بالخوف من التلوث ويدرك الأشياء من حوله كغير نظيفة، مما يدفعه إلى تنظيف يديه بشكل مبالغ فيه، حتى يؤدي ذلك إلى تضرر بشرته.
- يترتب على هذا الوسواس إنفاق الأموال بشكل زائد على أدوات التنظيف والمعقمات، وقد يؤثر سلباً على الأجهزة الكهربائية جراء التنظيف المستمر.
تأثير الوسواس القهري على السلوكيات اليومية
الأشخاص المصابون غالباً ما يتجنبون:
- استخدام المراحيض العامة.
- مناولة مقبض الأبواب.
- تناول الطعام خارج المنزل.
- الخضوع لإجراءات طبية.
-
وسواس الاكتناز:
- يشمل الاحتفاظ بأشياء لا فائدة منها مثل الصحف القديمة أو الأطعمة المتعفنة، مما قد يؤدي إلى فوضى في المنزل ويشكل خطراً في حالة حدوث طارئ.
- تعمل هذه السلوكيات على تقييد المساحة الحركية وتؤدي إلى انزعاج نفسي كبير.
قد تنشأ دوافع الاكتناز بسبب:
- الخوف من إيذاء الآخرين من خلال الاحتفاظ بالأشياء الضارة.
- رغبات عاطفية ترتبط بالذكريات التي ترتبط بتلك الأشياء.
- الشعور بضرورة الاحتفاظ بأشياء قد يحتاجونها في المستقبل.
-
وسواس التلوث العقلي:
- لا يتعلق بالأوساخ بل بالأفكار السلبية والمسيئة التي قد يتعرض لها الفرد من الآخرين، مما يخلق شعوراً بعدم الراحة.
أمور قد يخاف منها المريض:
- الذكريات المؤلمة أو الكلمات التي قد تؤدي إلى استياء داخلي.
- الشعور بالذنب تجاه ذكريات مؤلمة.
- الأشخاص الذين قد يتسببون في أذى نفسي للفرد.
وسواس الأذى:
- يشمل خوف الفرد من إيذاء الآخرين أو حتى نفسه، بعيداً عن التفكير في الانتحار.
- يقوم المصاب بتجنب العنف ويفكر بتصورات بناءً على مشاعر مفزعة لا يرتبط بها بالفعل.
- مثل التفكير في إيذاء أفراد الأسرة أو الأصدقاء دون مبرر.
-
وسواس التناظر والترتيب:
- تشير الحاجة إلى تنظيم الأشياء وترتيبها بشكل معين.
-
وسواس التفكير العميق والأفكار الطفولية:
- هواجس تتعلق بأفكار مزعجة تتطلب الانتباه المستمر.
-
وسواس التحكم الذاتي:
- الشعور بفقدان السيطرة على الأفعال والسلوكيات الشخصية.
الاضطرابات المرتبطة بالوسواس القهري
يتداخل العديد من اضطرابات القلق مع أنواع الوسواس القهري، ومن هذه الاضطرابات:
- هوس نتف الشعر: حيث يعاني الأفراد من رغبة قوية في سحب الشعر دون سبب واضح.
- الوسواس المرتبط بالأدوية: قد تؤدي بعض الأدوية إلى ظهور أعراض الوسواس.
- اضطراب صورة الجسم: حيث ينصب اهتمام الشخص على مظهر الآخرين بشكل مفرط.
- سلوكيات إيذاء النفس: مثل وخز الجلد أو إحداث جروح، مما قد يؤدي لمشاكل صحية خطيرة.