تُظهر أخلاقيات العمل المهني تأثيراً كبيراً على سمعة المؤسسة أو الشركة، سواء كانت تلك الأخلاقيات إيجابية أم سلبية، مما يؤدي بالتالي إلى التأثير على أرباحها في النهاية.
سنتناول في هذا المقال تعريف أخلاقيات العمل المهني وأهميتها وخصائصها، بالإضافة إلى كيفية التدريب عليها وعلامات اكتساب هذه الأخلاقيات.
تعريف أخلاقيات العمل المهني
أخلاقيات العمل، والتي تعرف بالإنجليزية بـ Work Ethic، تعكس القيم المستندة إلى الالتزام بالعمل الجاد والاجتهاد.
كما تعبر عن اعتقاد الفرد وفهمه لفوائد العمل الأخلاقي، حيث تسهم في تعزيز الثقة بالنفس ودعم الشخصية. ومن الأمثلة على أخلاقيات العمل نجد: (الصدق في الأداء – السعي لاكتساب مهارات جديدة).
يتطلب الأمر تشجيع العاملين الذين يتمتعون بأخلاقيات إيجابية على الاستمرار في تطوير مهاراتهم وتحفيزهم بشكل دائم. وفي هذا الإطار، تعرف بعض المصادر أخلاقيات العمل المهني بأنها تعبير عن السلوكيات الأخلاقية النابعة من الاجتهاد والإخلاص في العمل.
أهمية أخلاقيات العمل المهني
تعتبر أخلاقيات العمل المهني من الأساسيات الضرورية في القطاعات التجارية، خصوصاً في إطار التعامل الحسن مع العملاء. تؤدي التفاني في العمل إلى تعزيز صورة المؤسسة في السوق وتساهم في القضاء على ممارسات العمل غير المثمرة.
كما تجلب هذه الأخلاقيات فوائد لأصحاب الأعمال، حيث تساعد أصحابها في بناء بيئات عمل مزدهرة، وفقاً لما أشار إليه عدد من الدراسات العالمية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه الأخلاقيات في تحسين إنتاجية العاملين وزيادة روحهم المعنوية.
خصائص أخلاقيات العمل
تمتاز أخلاقيات العمل بعدة خصائص، من أبرزها:
-
المصداقية والثقة
تعتبر الثقة أحد العناصر الأساسية لأخلاقيات العمل، حيث يتعهد العامل الذي يمتلك أخلاقيات العمل الإيجابية بالتزامه بالمواعيد المحددة للمشاركة في الأنشطة المتعلقة بعمله. ويظهر ذلك من خلال حضوره الفعلي، مما يعكس مدى احترامه للوقت ورغبته في بناء موثوقية مع زملائه ورؤسائه.
-
العمل المتفاني
يمتاز الموظف الذي يمتلك أخلاقيات العمل الإيجابية بإخلاصه تجاه وظيفته، حيث يكرس وقته لضمان أداء عمله بأفضل صورة. فالاستعداد لبذل مجهود إضافي في حال عدم إنجاز العمل كفيل بإظهار مدى حبه لعمله وإخلاصه له.
-
السلوكيات المهنية
تعد السلوكيات المهنية الإيجابية جزءًا أساسيًا من أخلاقيات العمل في أي منظمة. هذا يتضمن مراعاة المعايير الخاصة بالملابس والسلوكيات العامة في مكان العمل. على العاملين تجنب الانشغال بهواتفهم الشخصية خلال ساعات العمل، والإلتزام بالسلوكيت المهنية التي تعزز بيئة العمل.
طرق التدريب على أخلاقيات العمل
الأخلاقيات في العمل ترتكز على احترام الفرد لنفسه وللآخرين، مما يساعد على تنظيم النشاطات في المؤسسة. لذلك، ينبغي على الأفراد اتباع خطوات معينة لتدريب أنفسهم على هذه القيم:
- تطوير العادات اللازمة لتحقيق الأداء المهني الفعال.
- الالتزام بتطبيق العادات التي تم بناؤها لتعزيز أخلاقيات العمل، حيث يتطلب ذلك المثابرة والمتابعة.
- تدريب النفس على الالتزام والتركز وتعزيز هذه الأخلاقيات في الأعمال اليومية.
علامات تدل على اكتساب الفرد لأخلاقيات العمل
تظهر على الأفراد علامات تدل على اكتسابهم لأخلاقيات العمل، من بينها:
-
الالتزام بالمواعيد المحددة
التزام الفرد بالحضور في المواعيد المحددة للعمل يعد دليلاً واضحًا على اكتسابه لأخلاقيات العمل المهنية.
-
الإنتاجية المطلوبة
إنجاز المهام المطلوبة والوصول إلى مستويات الإنتاج المتوقعة يدل بشكل واضح على امتلاك الفرد لمبادئ أخلاقيات العمل.
-
قلة الشكاوى
يؤشر تقليل الشكاوى والتذمر في العمل إلى ارتفاع مستوى الأخلاقيات المهنية التي يتحلى بها الموظف.
-
العمل في أصعب الظروف
ينبغي توضيح أن العمل في حالات المرض ليس سلوكًا مقبولاً، لذا يجب على الموظف أخذ فترة الراحة الضرورية لتجنب أي تأثير سلبي على أدائه.
-
الانتهاء من العمل
يجب على كل عامل الالتفات إلى أهمية الانتهاء من مشروعاته ومهامه ضمن المواعيد المحددة وباحترافية.
علاقات وأخلاقيات العمل
تتوزع أخلاقيات العمل عبر كافة العلاقات داخل المؤسسة، حيث تُعتبر وسيلة وصل بين الإدارة والعاملين، مما يعزز الاحترام المتبادل بينهم. ومن أهم العلاقات المهنية التي تتشكّل في بيئة العمل تشمل:
- علاقات الإدارة والمشرفين.
- علاقات الموظفين والعمال.
- علاقات العملاء والمستهلكين.
مكانة العمل في الإسلام
يحظى العمل بمكانة رفيعة في الدين الإسلامي، حيث تُؤكد النصوص القرآنية وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية العمل. يظهر ذلك في قول الله تعالى: ( فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون).
كان الإسلام يشجع على السعي لأجل العمل وكسب الرزق، ويدعو إلى الاجتهاد والإخلاص حيث جعل الله جزاءً كبيرًا للموظفين المجتهدين. كما ورد في القرآن: (من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
هذه النصوص تؤكد على ضرورة العمل وكسب الرزق بطرق حلال، وتشدد على أهمية الالتزام في العمل لنيل الأجر والمكافأة.
أخيرًا، تُبرز الأحاديث النبوية مكانة العمل وأثره في حياة الفرد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أكل أحدٌ طعامًا قط، خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده).
كما نجد حديث آخر يتحدث فيه النبي عن عمل الأنبياء وما له من أهمية: (ما بَعَثَ الله نَبيًا إلا رَعَى الغَنم). مما يُبرز مكانة العمل وقدسيته في الدين.