مدينة بودابست تُعتبر العاصمة الرسمية لجمهورية هنغاريا، وتضم واحدة من أهم المقرات المركزية في البلاد، بما في ذلك خطوط الطيران الهنغارية وشبكات السكك الحديدية والطرق. في هذا المقال، سوف نستعرض موقع مدينة بودابست، سكانها وثقافاتهم، اقتصادها، وتاريخها.
مدينة بودابست
- تقع بودابست في قارة أوروبا وتُعد واجهة هنغاريا في مجالي الثقافة والسياحة. تشتهر المدينة بميزات عديدة، منها فنون العمارة الرائعة، ونهر الدانوب الذي يمر في وسطها، والحمامات الحرارية الموزعة في أرجائها، بالإضافة إلى تنوع مقاهيها.
- كما تشتهر بودابست بالموسيقى الرائعة، بما في ذلك ألحان باتوك وكودالي، فضلاً عن موسيقى الجاز والكليزمر.
- تعد بودابست المركز الإداري والصناعي والاقتصادي لهنغاريا، حيث يعيش فيها ما يقرب من خُمس إجمالي سكان الدولة. وتُلقب المدينة بلقب “ملكة الدانوب”.
موقع بودابست
- تُعتبر بودابست واحدة من المدن الكبرى الواقعة شمال هنغاريا في أوروبا، وقد سكنتها البشرية منذ العصور القديمة، تحديداً بالقرب من ضفاف نهر الدانوب حيث تلتقي المرتفعات الغربية بالسهول الشرقية والجنوبية.
- تتكون المدينة من ثلاثة أقسام متجاورة كانت تُعرف سابقًا ببودا وأبودا، إضافة إلى جزيرة مارجريت الموجودة في نهر الدانوب.
- تبلغ مساحة بودابست أكثر من 500 كيلومتر مربع، وقد تم تقسيمها بين ضفتي النهر، مما أدى إلى وجود ثمانية جسور تربط الأجزاء الشرقية والغربية من المدينة.
- يتواجد معظم سكان المدينة في المنطقة الشرقية، التي تُعرف تاريخياً بــ”مدينة بودا” والتي تشتهر بتلالها التي تضم العديد من الكنائس التاريخية والمنازل القديمة، بالإضافة إلى قمة كاسل هيل التي تحتوي على قصر الملك.
- أما مدينة بيست فتقع على هضبة حيث توجد بها إدارات الحكومة ومصانع عديدة، بينما تُعتبر منطقة السكن وسط المدينة.
- تُعد جزيرة مارجريت في نهر الدانوب إحدى المعالم السياحية الجذابة في المدينة.
سكان بودابست وثقافاتهم
- تأسست بودابست عام 1873 من خلال اتحاد الثلاث مدن (بودا، بست، وأبودا)، ومنذ ذلك الحين، زاد عدد السكان بشكل ملحوظ حتى بلغ أكثر من مليون نسمة مع بداية القرن العشرين.
- وخلال النصف الأول من القرن العشرين، عانت المدينة من نقص حاد في الإسكان، مما دفع الحكومة إلى تقديم قروض ميسرة للمواطنين لبناء مساكن، إلا أن هذه المشكلة لا تزال قائمة حتى اليوم.
- تسود الأصول المجرية بين سكان المدينة، حيث يُعد اللغة المجرية هي اللغة الأساسية. في الشأن الديني، تعتنق الأغلبية الديانة المسيحية ويكون معظمهم تابعين للكنيسة الكاثوليكية، والبعض ينتمي لطوائف أخرى مثل الكالفينية واللوثرية.
- يشارك سكان بودابست في العديد من الأنشطة الثقافية، حيث يتجمعون في الميادين العامة في فصل الشتاء لإقامة حفلات موسيقية متنوع، كما يستمتعون بالسباحة في الينابيع الحرارية. هناك أيضًا عروض للأوبرا والباليه تقدم في شتى أنحاء المدينة.
اقتصاد بودابست
- تُعد بودابست مركزًا ماليًا ومصرفيًا مهمًا في البلاد، حيث تضم مقرات حيوية مثل شركات الطيران الهنغارية، وشبكات السكك الحديدية، وطرق النقل، بالإضافة إلى الموانئ المطلة على نهر الدانوب.
- في بداية القرن العشرين، كان يعتمد اقتصاد المدينة على المشاريع الصناعية الصغيرة التي استخدم فيها العديد من العمال والحرفيين.
- وخلال الأربعينات، تمكنت المصانع الكبرى من استعادة النشاط الاقتصادي ورحبت بفرص عمل جديدة للسكان.
- تنتج المصانع المنتشرة في المدينة أكثر من نصف المنتجات المتاحة في هنغاريا، بما في ذلك مواد البناء والسلع الغذائية والأجهزة الكهربائية.
تاريخ بودابست
تاريخ بودابست غني ومتعدد الأبعاد، يتضمن العصور القديمة ومملكة المجر وكذلك التاريخ الحديث، وهو ما سيتم توضيحه في النقاط التالية:
العصر القديم
- تم اكتشاف بعض المواقع الأثرية في منطقة بودابست الحالية تعود للعصور الحجرية، مما يدل على أن السكان القدامى استقروا على ضفاف نهر الدانوب منذ العصر النحاسي أي قبل حوالي 2000 سنة من الميلاد، حيث استقر الإسكيثيون هناك في القرن السادس قبل الميلاد.
- سيطرت الإمبراطورية الرومانية على المنطقة في القرن الثاني قبل الميلاد، وأقامت حصنًا ومكانًا مدنيًا يُعرف بأكوينكوم، مما جعلها عاصمة إدارية صغيرة.
- على الرغم من ازدهار الاقتصاد في تلك الفترة، إلا أن الملك “أتيلا” من الإمبراطورية الهونية هاجم المدينة في القرن الخامس الميلادي، وأسس مملكةً سكنت فيها الأقوام الآفارية حتى القرن التاسع الميلادي.
مملكة المجر
- دخل المجريون المدينة الحالية عام 896 بقيادة الملك أرباد، وتوجهوا إلى الجبال الواقعة غرب منطقة بودابست الحالية، والتي كانت تتمتع بتضاريس وعرّة ظنوا أنها ستحميهم. وفي عام 1000، أسس المجريون المملكة الهنغارية واعتنقوا المسيحية.
- مع مرور الوقت، استقر بعض التجار من أوروبا على ضفتي نهر الدانوب، مما أدى إلى تأسيس مدينتي بودا وبست.
- ازدهرت المدينتان اقتصاديًا بسبب الأنشطة التجارية، على الرغم من تعرضهما لغزو المغول في عام 1242، إلا أنه تم إعادة بناءهما حيث بُنيت القلعة الحصينة بأمر الملك الهنغاري.
- ظلت المدينتان تحت حكم الملك الهنغاري حتى عام 1526، حين فتح السلطان العثماني “سليم الأول” المدينة وحوّل الكنائس إلى مساجد.
تاريخ بودابست الحديث
- في عام 1686، فقدت الدولة العثمانية السيطرة على بودا وبست وبدأت إمبراطورية هابسبورغ في النمسا الحكم. بدأت ثقافة المجر في الظهور بالمنطقة اعتبارًا من منتصف القرن التاسع عشر، وكان هناك تفاعل ثقافي وسياسي بين السكان. وفي عام 1848، تم إعلان مدينة بست عاصمة الدولة المجرية.
- تلا ذلك اتحاد بين بودا وبست عام 1873، وفي نفس العام انضمت إليهما مدينة أبودا وجزيرة مارجريت، مما أدى إلى نشوء المدينة الحديثة بودابست وزيادة عدد سكانها بشكل ملحوظ في القرن التاسع عشر.
مناخ بودابست
- يسود المناخ القاري في مدينة بودابست، حيث يكون الشتاء باردًا نسبيًا، وغالبًا ما يستمر حتى نوفمبر حتى أوائل مارس، مع تكرار تساقط الثلوج.
- وتنخفض درجات الحرارة ليلاً لتصل إلى -10 درجات مئوية، في حين يبدأ فصل الربيع في شهري مارس وأبريل، فيما يُعتبر فصل الصيف حارًا ويمتد من مايو وحتى منتصف سبتمبر.