تدور الكثير من الأحاديث حول جبل قاف، حيث تثار العديد من الأسئلة بشأنه، وأحد الأسئلة الأكثر شيوعاً هو: أين يقع جبل قاف؟ وهل هو موجود بالفعل؟ في هذا المقال، سوف نستعرض معلومات عن هذا الجبل ونجيب على هذا التساؤل.
ما هو جبل قاف؟
يعتبر جبل قاف من أبرز الجبال التي تحيط بالأرض، وقد يعتبر تكوينه من الزمرد الأخضر جزءًا من أساطير بني إسرائيل.
أين يقع جبل قاف؟
على الرغم من كونه جبلاً أسطوريًا، فإن هناك إجابة لسؤال “أين يقع جبل قاف؟” بحسب الأساطير، يُقال إنه يوجد في أطراف العالم ويحيط بالأرض.
أقوال حول جبل قاف
- تتحدث الأساطير والخرافات الإسرائيلية عن جبل قاف أنه يحتوي على أطواق من السماء.
- يقال إن ارتفاعه يتطلب السير عليه لأكثر من خمسمائة عام.
- كما قيل إن طوله يسمح بالسير عليه لمدة تصل إلى ألفين من السنين.
- ولعظمته، تم رفع سماء الدنيا عليه.
- وقد خلق الله جبلًا آخر خلف جبل قاف بعد الانتهاء من خلقه.
- ووفقًا لما ورد في “الدر المنثور”، فإن كل ما يتعلق بجبل قاف في الأساطير الإسرائيلية غير دقيق.
- حيث تم إغفال معلومات مهمة تظهر حقيقة جبل قاف.
- وفي كتاب “عرائس المجالس” للثعالبي، ورد أن عبدالله بن سلام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعلى جبال الأرض.
- فأجابه رسول الله بأن جبل قاف هو الأعظم، حيث يبلغ ارتفاعه مسيرة خمسمائة عام وطوله ألفي سنة، وقد خلق من زمرد أخضر.
موقف العلماء من كتاب “عرائس المجالس” بشأن الجبل
- أغلب العلماء لم يعتمدوا كتاب “عرائس المجالس”، إذ اعتبروا أنه ليس مرجعًا معتمدًا لأي تفسير.
- لأن محتواه في الأساس مجرد أساطير استندت إلى روايات غير موثوقة.
- كما أن الثعالبي، مؤلف الكتاب، معروف بعدم قدرته على التفريق بين الأحاديث الصحيحة وغير الصحيحة.
- ذكر ابن أبي الدنيا أن الله خلق جبلًا يُسمى قاف.
- ويحيط جبل قاف بالعالم بأسره، وتمتد جذوره إلى الصخرة التي تتواجد عليها الأرض.
- عندما يريد الله إحداث زلزال في أي مكان، يأمر جبل قاف بتحريك جذور ذلك المكان فيحدث الزلزال بالفعل.
رأي العلماء في جبل قاف
- أبرز العلماء أكدوا أن جبل قاف ليس له أساس واقعي، ويُعتبر مجرد خرافة من مخيلات بني إسرائيل.
- هذا ما نُسب إليهم بسبب الأحاديث المتعددة والمتضاربة، بالإضافة إلى إدخال الكثير من الروايات الكاذبة.
- يقول بعض العلماء إن الحديث عن جبل قاف يتعلق بغرابة الرواية وليس بدليل على وجوده الحقيقي.
- ويؤكد ذلك ما استنتجه رواد الفضاء عند الطواف حول الأرض وتصويرها، حيث لم يجدوا أي أثر لجبل قاف.
- وأعلى قمة حقيقية معروفة هي قمة جبل إيفرست.
جبل قاف في القرآن الكريم
- وردت روايات عديدة تفيد بأن جبل قاف المذكور هو ذاته قاف الذي أقسم الله به في القرآن.
- حيث قال الله عز وجل: “ق والقرآن المجيد”.
- انتشرت شائعات حول القرآن الكريم تتعلق بذكره للخرافات، ولكن هذا غير دقيق؛ إذ إن “ق” في الآية هي كلمة تعبر عن اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى.
- رفض ابن كثير نسبت الخرافات المتعلقة بجبل قاف إلى القرآن الكريم.
الصوفية وجبل قاف
أشار عبد الرحمن الجامي وفريد الدين العطار إلى أن جبل قاف يمثل هدفاً للطلاب والمريدين الذين يتعلمون تحت إشراف شيخ وفق منهج متبع.
تشير بعض الروايات إلى أن أحدهم زار هذا الجبل في إحدى الليالي واستقبله الملك بيري، ولكن تبقى هذه الرواية غير مؤكدة.
جبل الطور
يتسبب الحديث عن جبل قاف وزعم بعض الأشخاص بوجوده في القرآن في تشكيك الكثيرين بوجود أي جبل ذُكر في القرآن.
ومع ذلك، فإن الأمر ليس دقيقًا، إذ إن جبل الطور هو أحد الجبال المذكورة بالفعل في القرآن الكريم.
أين يقع جبل الطور
- يقع جبل الطور في شبه جزيرة سيناء، وتحديدًا في جنوب مصر بالقرب من دير سانت كاترين وجبل كاترين.
- ارتفاع جبل الطور يبلغ حوالي 2290 متر فوق مستوى سطح البحر.
ما هي طبيعة جبل الطور
يعتبر جبل الطور من أبرز الوجهات السياحية.
عند تسلق جبل الطور، يمكنك الاستمتاع بمشاهدة مناظر طبيعية خلابة وجميلة.
كما يُتيح للزوار رؤية سلاسل جبال أخرى تحيط به، خاصةً في أوقات الشروق والغروب.
الأهمية الدينية لجبل الطور
يُعتبر جبل الطور من أعظم الجبال على الأرض، حيث ذُكر في القرآن واعتُمد في العديد من الآيات، ولأسباب التالية:
- يرتبط جبل الطور بسيدنا موسى عليه السلام.
- كان هذا الجبل مسرحًا للتحدث بين سيدنا موسى وكلام الله، حيث تلقى فيه الوصايا العشر، التي تعتبر مهمة في العديد من الديانات، مثل الإبراهيمية واليهودية والمسيحية والإسلام.
رأي العلماء في جبل الطور
- يؤكد العلماء أن سيدنا موسى تحدث مع الله عز وجل عند جبل الطور.
- ويرون أن “الطور” هو مصطلح يُطلق على كل الجبال، وليس جبلاً محددًا يسمى جبل الطور.
- يرى بعضهم أن اسم “الطور” يشير إلى أي جبل يحتوي على نبات.
- بينما يرى آخرون أن كلمة “الطور” تعود في أصلها إلى السريانية.
رأي الأئمة في جبل الطور
أشار كل من البغوي والخازن وابن الجوزي إلى رواية أخرى عن ابن عباس وأنس بن مالك، تفيد أن الجبل الذي تحدث فيه سيدنا موسى مع الله هو جبل يُعرف بجبل الزبير.
أقوال حول جبل الطور
- توجد آراء قوية ومتناقضة بشأن ما إذا كان جبل الطور لا يزال موجودًا أم لا.
- بناءً على الرواية القائلة باسم جبل الزبير، فإنه غير موجود حالياً.
- وكما ورد في القرآن الكريم: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً).
- إذا كان هناك جبل مستمر اليوم، فمن المحتمل أن يكون هو جبل الطور.
- توجد احتمالات كثيرة تشير إلى أن الله أعاد خلق الجبل بعد أن جعله دكاً، كما ورد في الآية.
- يتفق كثير من الناس على أن القول بوجود جبل الطور حتى الآن غير صحيح.
- وعند الرجوع إلى القرآن الكريم وآراء العلماء، نجد أن الجبل دُكّ دكاً.