تُعد قصة أهل الكهف من بين أروع القصص المذكورة في القرآن الكريم، وهي تبرز عجائب الله سبحانه وتعالى وقدرته الفائقة.
ويعتبر كهف أهل الكهف من المعالم السياحية والدينية الهامة، حيث يحرص الكثير من الزوار على التعرف على هذا الكهف ويستفيدون من زيارته. اليوم، نستعرض اسم الكهف ونبذة عن أهله.
اسم كهف أهل الكهف
- يمثل كهف أهل الكهف واحدًا من المقاصد المشهورة التي لا تزال موجودة في زماننا الحالي.
- يقبل أفراد من مختلف الأديان، سواء من المسلمين أو المسيحيين أو اليهود، على زيارة هذا المكان تقديرًا لقيمته الدينية.
- تم ذكر هذا الكهف في القرآن الكريم، وهو الكهف الذي لجأ إليه الفتية الذين يُعرفون بأهل الكهف (الرقيم).
- يقع كهف الرقيم في المملكة الأردنية الهاشمية، تحديدًا في محافظة الرقيم.
- كانت تُعرف تلك المحافظة قديمًا باسم الرجيب، وتم تغيير اسمها ليتماشى مع شهرة هذا الكهف.
- تقع المحافظة على بُعد مسافة قليلة من جنوب شرق عمان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية.
من هم أصحاب الكهف؟
- قد يتساءل البعض، خصوصًا من لا يعرفونهم أو من ينتمون إلى ديانات غير الإسلام، عن هوية أصحاب الكهف.
- هم الفتية الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى وتخلوا عن عبادة الأصنام وما يفرضه عليهم قومهم من آداب وممارسات.
- توجهوا إلى عبادة الإله الواحد، وقد أطلق عليهم لقب أهل الكهف في القرآن الكريم، بينما عُرفوا في الإنجيل باسم السبعة النائمون.
- عاش هؤلاء الفتية في زمن مليء بالاضطهاد تجاه المسيحية، وكان يحكمهم الحاكم ديقيانوس.
- تمثل قصة أصحاب الكهف من بين القصص الغنية بالعبر والدروس لمن يقرأها أو يستمع إليها، وتُظهر عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى في خلقه.
- تحمل القصة معجزات خلقية تفوق قدرة البشر، وهي دليل على قدرة الله عز وجل التي لا تنتهي.
ما هي ديانة أهل الكهف؟
- عند الحديث عن أهل الكهف، نحتاج إلى التعرف على دينهم.
- اتفق الفقهاء والباحثون وعلماء الإسلام على أن ديانة هؤلاء الفتية تُعتبر التوحيد.
- لم يُذكر نص صريح يدل على أنهم يتبعون دينًا محددًا أو منهجًا معروفًا.
- بيد أنهم كانوا مؤمنين بالله بمقتضى الوحدانية، ويعتنقون إيمانًا قائمًا على الأدلة العقلية.
- أبرز دليل على ديانة أهل الكهف هو قوله تعالى: (هَؤلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ).
- يتمتع الفتية بمكانة عظيمة عند الله، حيث إنهم يُعتبرون من الصديقين والشهداء وأولي العزم.
- لا يزال زمن وجودهم غامضًا، وقد أخفى الله تعالى سرهم حتى يوم القيامة.
- اهتدوا من دون وجود نبي كحال نبي الله إبراهيم عليه السلام، وذلك قبل أن يُوحَى إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كم سنة ظل أهل الكهف في الكهف؟
- يوضح القرآن الكريم المدة التي لبث فيها أصحاب الكهف داخل كهفهم، كما جاء في الآية الكريمة:
- (وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا قلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يشرِكُ في حكمِهِ أَحَداً).
- بذلك، مكثوا في الكهف لمدة ثلاثمائة سنة شمسية بحساب أهل الكتاب.
- لكن عند حساب المدة بالسنة القمرية، تضيف تسع سنوات إلى العدد المذكور بسبب الفرق بين السنة الشمسية والقمرية.
- اختار أهل الكهف العزلة بسبب إيمانهم بوحدانية الله، وذلك هربًا من حاكم فاسد يدعوهم لعبادة الأوثان.
- رفض الفتية الانصياع لتلك الدعوة وتمسكوا بدينهم، فاختاروا الاعتزال في كهفهم كتنفيذ لأمر الله.
ما هي الأحداث التي تلت استيقاظ أهل الكهف؟
- بعد فترة طويلة من النوم، تساءل أهل الكهف كم لبثوا في كهفهم.
- جاءت الإجابة من الله تعالى في قوله: (وَكَذلِكَ بَعَثناهم لِيَتَساءَلوا بَينَهُم قالَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم قالوا لَبِثنا يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ قالوا رَبكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم).
- اعتقد كل منهم أنه نام يومًا أو بعضه، حيث دخلوا الكهف في الصباح واستيقظوا مع نهاية النهار.
- لكن حينما نزل أحدهم لشراء الطعام اكتشف أن المدينة قد تغيرت على نحو كامل ولم يتبق منها شيء مما كان قبل دخوله الكهف.
- عندما قدّم أحدهم نقودًا لشراء الطعام، اندهش البائع من تلك النقود، وعندما استفسر البائع، سرد له القصة والتغيرات التي حدثت.
- عندما رجع أحدهم إلى الكهف، أسلمهم الله إلى قدره، وتوفي الفتية فيه.
- اقترح الناس بناء مسجد فوق الكهف أو تحويله إلى مزار ديني لاستلهام العبر من تلك القصة.
كم عدد أهل الكهف والدروس المستفادة من قصتهم؟
تفاوتت الآراء حول عدد الفتية في الكهف، وقد ورد هذا الاستفسار في كتاب الله تعالى:
(سَيَقولونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَيَقولونَ خَمسَةٌ سادِسُهُم كَلبُهُم رَجمًا بِالغَيبِ وَيَقولونَ سَبعَةٌ وَثامِنُهُم كَلبُهُم قل رَبّي أَعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما يَعلَمُهُم إِلّا قَليلٌ فَلا تمارِ فيهِم إِلّا مِراءً ظاهِرًا وَلا تَستَفتِ فيهِم مِنهُم أَحَدًا).
وفي خاتمة المطاف، تبين أن الله تعالى هو الأعلم بعددهم. ومن هنا نستشف بعض الدروس القيمة من القصصة:
- تُعلمنا القصة أن مشيئة الله تعالى ترتبط بكل الأمور الدنيوية.
- أن الله تعالى هو العليم بكل ما يحدث، ولذلك يجب علينا أن نكون حذرين ولا نجادل في ما أقره الله.
- تشير القصة إلى أن من يتمسك بعبادة الله ويرفض ما دون ذلك، سوف ينال منزلة عظيمة عند الله، قد تصل إلى مرتبة الصديقين والشهداء.
قصة أصحاب الكهف في الكتاب المقدس
- وُجدت قصة أصحاب الكهف أيضًا في الكتاب المقدس، حيث ذُكر أن الفتية كانوا سبعة أشخاص وقد أُشير إلى أسمائهم.
- عاش هؤلاء في زمن إمبراطور يوناني، وقيل أنهم كانوا جنودًا.
- أمرهم الإمبراطور بتقديم بعض السكان كقرابين للأوثان، لكنهم رفضوا ذلك.
- هددهم الإمبراطور بالعذاب، مما دفعهم للهروب إلى كهف أو مغارة واسعة شرق المدينة.
- اشتهروا بنومهم تحت رحمة الله لفترة تزيد عن مئتي عام.
موقع كهف أهل الكهف
يُعتقد أن كهف أهل الكهف يقع في منطقة “رقيم”، التي يُعتقد أنها قريبة من مدينة “عمّان” في الأردن. يُعتبر كهف الرقيم موقعًا أثريًا هامًا ومرتبطًا بالقصة المذكورة في سورة الكهف، حيث يُرى كملهجئ للفتية الذين آمنوا بالله هربًا من الاضطهاد.
تفاسير لسبب تسمية كهف الرقيم بهذا الاسم
- الرقيم كاسم لمكان: يُعتقد أن “الرقيم” يشير إلى اسم المنطقة أو الكهف نفسه، مما يُعبر عن موقع لجأ إليه الفتية.
- الرقيم كتعريف للكتابة: بعض المفسرين يقدمون أن “الرقيم” دلالة على الكتابة أو النقوش التي كانت على جدران الكهف، والتي قد تتعلق بقصة أهل الكهف.
- دلالة على القصة والتاريخ: الاسم يُعتبر رمزًا للذكرى والتاريخ، حيث يحمل في معناه قصة الفتية الذين ناموا في كهفهم كعبرة للمؤمنين في الصبر والثبات على الدين.
عبر من قصة أهل الكهف
- الإيمان والثبات: توضح قصة أهل الكهف متانة إيمانهم وقوة ثباتهم في مواجهة الاضطهاد.
- رحمة الله: تكشف القصة عن رحمة الله التي وفرت للفتية الأمان والراحة لفترة طويلة.
- أهمية الصحبة الصالحة: تُبرز أهمية الصداقة في تعزيز الإيمان والتوجه نحو الخيرات.
- الحذر من الفتن: تنبّهنا القصة بأهمية اتخاذ الحيطة والحذر من الفتن التي قد تُعكر صفو الدين.
- التفكر في قدرة الله: تُشجع القصة على التأمل في قدرة الله وعظمته، مُظهرة أنها تكمن في القدرة على إحياء الفتية بعد نوم طويل.
- التوازن بين الدين والدنيا: تُذكّرنا القصة بأن هناك حاجة للتوازن بين الحياة الدنيوية وعبادة الله، وهو ما يمكن تحقيقه بالإخلاص.