تتميز الحياة المستقرة بالاعتماد على الزراعة التي تستفيد من فيضان الأنهار في مواسم محددة، بينما تنحسر المياه في مواسم أخرى.
ما هي السهول الفيضية؟
- السهول الفيضية هي الأراضي المنخفضة التي تتمركز بالقرب من المجاري المائية مثل الأنهار والبحيرات العذبة وغيرها.
- تشكّلت هذه السهول من خلال ترسيب الأنهار للطمي والعناصر الغذائية عقب مواسم الفيضان أو بعد العواصف والأمطار الغزيرة أو ذوبان الثلوج.
- تمتاز السهول عادةً بتضاريس مسطحة وتربة غنية بالخصوبة نظراً لتراكم العناصر الغذائية على مر العصور.
- يجدر بالذكر أن الأنهار في عصور سابقة كانت أكبر وأكثر جريانًا، مما ساهم في تكوين سهول فيضية واسعة وخصبة.
- ومع ذلك، فقد شهدنا في الوقت الحالي تقليص حجم الأنهار وانحسار جريانها.
- ويرجع ذلك إلى انخفاض معدلات الأمطار وزيادة درجات الحرارة التي أدت إلى جفاف المياه وغياب تكوين سهول فيضية جديدة.
أهمية السهول الفيضية للإنسان
1– إنشاء الحضارات
- تأسست الحضارات القديمة في السهول القريبة من السهول الفيضية، حيث استغل الإنسان البدائي هذه الأراضي للزراعة وبناء المساكن.
- تأسست أقدم الحضارات في العالم، مثل الأكادية والسومرية والأشورية، في المناطق ذات السهول الفيضية.
- كما قامت الحضارة البابلية بين نهري دجلة والفرات في بلاد ما بين النهرين.
- تأسست الحضارة الفرعونية في وادي النيل، وحضارة سِند التي نشأت على سهول نهر السند، إلى جانب حضارة هاربا.
2– تحسين الزراعة
- تميزت السهول الفيضية بكونها مناطق زراعية خصبة ومسطحة، حيث نادراً ما كانت تحتوي على صخور كبيرة أو كتل.
- كل هذه العوامل ساهمت في استقرار الإنسان وتطوير الزراعة كنشاط دائم لإنتاج الغذاء بدلاً من التنقل بحثاً عن الطعام.
- من أبرز الزراعة التي تاريخياً نشأت على السهول الفيضية هي في بلاد الأرجنتين.
- حيث كانت زراعة بلاد مامباس تعتبر سلة الخبز للأرجنتين، وأكبر مصدر للحبوب والماشية في أمريكا الجنوبية.
3– تأثيرها على النقل
- شكلت تضاريس السهول الفيضية بيئة مثالية لبناء الطرق والجسور والمطارات.
- تؤدي الأنهار ذات الجريان البطيء القريبة من هذه السهول دوراً حيوياً في نقل البضائع عبر السفن والعبارات،
- مما يجعلها أكثر فعالية وكفاءة مقارنة بوسائل النقل البرية التقليدية.
- على سبيل المثال، تعتبر سهول نهر الميسيسبي وسهول نهر ميسوري في الولايات المتحدة الأمريكية ممرات حيوية للنقل.
- هذا سهل التجارة بين شرق وغرب الولايات المتحدة، وجعل المدن مثل ميسوري وسانت لويس وممفيس مراكز ثقافية وتجارية هامة.
يمكنكم أيضًا ознакомиться بـ:
أهمية السهول الفيضية للبيئة
- تعمل السهول الفيضية على استيعاب المياه الناتجة عن الفيضانات، مما يقلل من سرعة مجاري المياه ويخفف من تعرية التربة.
- تساهم في الحفاظ على نقاء وجودة مياه الأنهار، ما يجعلها مناسبة للشرب للإنسان والحيوان.
- لأن هذه السهول تلعب دورًا في تنظيم الرواسب والطمي وترشيحه، مما يقلل من التلوث.
- تساعد في تنظيم درجة حرارة المياه من خلال تظليل الجداول والأنهار بالنباتات الطبيعية للسهول الفيضية.
- تشكل مصدراً هاماً للمياه الجوفية.
- يعمل ترسيب الطمي على جوانب النهر على تعزيز خصوبة التربة، مما يوفر تربة مناسبة للزراعة ويزيد من الإنتاجية، بالإضافة إلى توفير بيئة لزراعة الغابات.
- تعتبر السهول الفيضية موطناً لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية، التي انتقلت من المواطن الجافة إلى مناطق تتوفر فيها الغذاء والمياه.
- كما كانت تأوي أنواع مهددة بالانقراض قبل توفر الإنسان البدائي بالمناطق.
- اعتبرت أيضًا ملاذًا لأكثر الأحياء البحرية، مثل أسماك السلمون، التي تعتمد عليها في مرحلة المياه العذبة من دورة حياتها.
- تسهم السهول الفيضية حاليًا في تعزيز الاقتصاد من خلال زيادة الإنتاج الزراعي ودعم قطاع النقل وتسهيل بيئة الاستثمار.