تُعَدُّ الكانديدا من الحالات المرضية الشائعة نسبياً، ويمكن علاجها بسهولة إذا تم اتباع العلاج بشكل مستمر. إلا أن بعض الحالات مثل كانديدا الدم تُظهر مستوى أكبر من الخطورة. في هذا المقال، سنستعرض أنواع الكانديدا، الأعراض المرتبطة بكل نوع، وكيفية علاجها باستخدام تدخلات طبية من قبل المختصين.
ما هي الكانديدا؟
- يُعتبر فطر الكانديدا نوعاً من أنواع الخمائر ويعيش بشكل طبيعي في جسم الإنسان، حيث يبقى في معدلات متوازنة دون أن يُسبب الشواغل الصحية.
- بينما يتكون من خلايا واحدة، يمكن أن يتكاثر هذا الفطر بشكل لاجنسي.
- يعتمد فطر الكانديدا في تغذيته على التفاعلات الكيميائية داخل الجسم أو على تناول الخلايا الميتة أو السكريات الموجودة في الجهاز الهضمي.
- يوجد الكانديدا بصورة طبيعية في مختلف أنحاء الجسم، ويزداد تواجده في المناطق المعرضة للحرارة والرطوبة، مثل الجلد والأغشية المخاطية والجهاز الهضمي والفم.
- إذا حدثت تغييرات في البيئة المحيطة به، فقد يتكاثر الكانديدا بسرعة، مما يسبب عدوى فطرية.
- يوجد حوالي عشرين نوعًا من فطر الكانديدا، ومن أكثر الأنواع المُسبِّبة للعدوى للإنسان هو كانديدا البيكانز.
- تعتبر العدوى الفطرية الناجمة عن الكانديدا حالة طبية خطيرة، خاصة عند الذين يعانون من أمراض مثل السرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، حيث تصل نسبة الوفيات في حالات كانديدا الدم إلى خمسة وأربعين في المئة نتيجة تعقيدات المرض.
أسباب تفشي فطر الكانديدا
- الاستهلاك المفرط للسكريات والكربوهيدرات المكررة.
- استخدام المضادات الحيوية بشكل غير صحيح، مما يؤدي إلى تدمير البكتيريا النافعة في الأمعاء والفم، وبالتالي تغيير التوازن الطبيعي للفطريات في الجسم.
- الإرهاق والإجهاد يضعف الجهاز المناعي، مما يزيد من قابلية الجسم للإصابة بفطر الكانديدا.
- يمكن أن تنتقل العدوى من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل أو إلى الرضيع أثناء فترة الرضاعة.
- فترة العلاج الكيميائي لمرضى السرطان تساهم في ضعف المناعة، مما يتيح فرصة أكبر للإصابة بفطر الكانديدا.
- فقدان المناعة الناتج عن فيروس نقص المناعة البشرية يعد أحد الأسباب الأولية لاكتشاف الكانديدا، خاصة عندما تظهر في الفم.
أنواع العدوى بفطر الكانديدا
- يتواجد فطر الكانديدا بشكل طبيعي في عدة مناطق من الجسم، مما يجعله عرضة للإصابة.
- تشمل العدوى عدة مناطق مثل الجلد والأعضاء التناسلية والفم والحلق، وأخطرها العدوى في الدم.
- كل منطقة مصابة تحمل أعراضا مختلفة، وسنتناول أعراض كل منطقة ومدى خطورتها.
1- الكانديدا الفموية
- تُعتبر عدوى شائعة يمكن اكتشافها بسهولة من قبل أطباء الأسنان وتسمى أيضاً بداء المبيضات الفموي.
- تتزايد فطريات الكانديدا في منطقة الفم والحلق، مما يتسبب في ظهور بقع بيضاء.
- تُعرف هذه البقع باسم القلاع الفموي، وغالباً ما تؤثر على الأطفال حديثي الولادة، بينما نادراً ما تصيب البالغين.
- قد تشمل هذه العدوى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة مثل أولئك الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو يعانون من متلازمة نقص المناعة.
- طويلة الأمد من تناول المضادات الحيوية تساهم في قتل البكتيريا النافعة مما يؤدي إلى زيادة نمو فطر الكانديدا، مما يُشكل خطراً على مرضى السكري والذين يستخدمون الستيرويدات أو بخاخات الربو.
أعراض الكانديدا الفموية
- ظهور بقع بيضاء على اللسان أو داخل الفم، بالإضافة إلى التهاب الحلق وأحيانا صعوبة في البلع.
- التشققات في زوايا الفم تعتبر أيضًَا من الأعراض، وينبغي على الأفراد زيارة الطبيب عند ظهورها.
- الإهمال في علاج الكانديدا الفموية قد يؤدي إلى تفشي العدوى إلى الدم، وهو ما يتطلب اهتمامًا تكميليًا.
2- عدوى الكانديدا في المنطقة التناسلية
- تصيب هذه العدوى الرجال والنساء، لكنها تُعتبر أكثر شيوعًا بين النساء، حيث يُقدَّر أن نحو 75% من النساء قد يتعرضن لهذه العدوى مرة واحدة على الأقل في حياتهن.
- تبدأ الأعراض بالحكة الشديدة في منطقة المهبل، مع ظهور تقرحات واحمرار.
- إفرازات بيضاء من المهبل تعتبر أحد الأعراض الهامة، وكذلك حدوث آلام أثناء الجماع.
- بينما يزيد خطر إصابة الرجال غير المختونين، حيث تظهر الأعراض على شكل طفح جلدي وحكة في منطقة القضيب.
- يمكن أن تنتقل العدوى إلى الشريك إذا تُركت دون علاج.
3- عدوى الكانديدا في الجلد
- من المواقع الشائعة لعدوى فطر الكانديدا هو داخل ثنايا الجلد، مثل الإبطين ومنطقة الحفاض لدى الأطفال.
- تشمل الأعراض ظهور طفح جلدي أحمر وحكة، وأحياناً قد يرافقها ألم.
العدوى الفطرية الغزوية
- تعتبر هذه العدوى من أخطر الأنواع، لأنها ليست مقتصرة على منطقة معينة، بل تتكاثر في الدم، مما يُعرض جميع أعضاء الجسم للخطر.
- يمكن أن تصل العدوى للقلب، الدماغ، العيون، العظام، الكبد وأعضاء أخرى.
- تُصيب هذه العدوى عادةً الأشخاص المقيمين لفترات طويلة في المستشفيات أو الأفراد ذوي المناعة المنخفضة.
- الأطفال حديثو الولادة الذين وزنهم منخفض هم أيضاً عرضة للإصابة.
- تُعتبر أعراض الكانديدا في الدم غير محددة، وغالبًا ما تتداخل مع أعراض أخرى، لكن من الأعراض الشائعة ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة المستمرة.
أعراض الكانديدا في الدم
- الشعور بالإمساك أو الإسهال يمكن أن يكون من الأعراض المشتركة.
- يمكن أيضاً أن تُسبب التهاب في القولون.
- قد تساهم في انسداد الجيوب الأنفية والصداع.
- الإحساس بحرقان في اللسان وسوء رائحة النفس أيضاً يعدان من الأعراض.
- قد تحدث حكة في المستقيم، والتهاب البروستاتا عند الرجال.
- مشكلة حرقة المعدة قد تكون من الأعراض الشائعة أيضاً.
العلاج
- يختلف العلاج بناءً على نوع العدوى وشدتها، إلا أن العلاج الرئيسي يعتمد على مضادات الفطريات.
- ينبغي الحرص على اتباع نظام غذائي صحي متوازن، وتجنب الأطعمة التي تُزيد من فرصة تفشي الكانديدا مثل السكريات والمعجنات والخبز الأبيض ومنتجات الألبان واللحوم.
- في حالة كانت المضادات الحيوية السبب، فيجب التوقف عن استخدامها بعد استشارة الطبيب لتعديل الجرعة إذا لزم الأمر.
- يُفضل على المريض تقليل مستويات القلق والتوتر، لأن هذه العوامل قد تؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة فرصة نمو الكانديدا.
علاج العدوى الفموية
- تُظهر العلاجات الموضعية مثل كلوتريمازول ونيستاتين نتائج فعّالة في علاج العدوى الفموية.
- إذا كانت العدوى تمتد إلى البلعوم، فقد نحتاج إلى استخدام مضادات فطرية جهازيّة مثل فلوكونازول أو إتراكونازول.
- في حالات العدوى الشديدة أو المقاومة للعلاجات السابقة، يمكن النظر في استخدام دواء أمفوتيريسين بي.
علاج عدوى الأعضاء التناسلية
- تعتمد طرق علاج العدوى الفطرية في الأعضاء التناسلية على مضادات الفطريات المتاحة، وعادة ما تكون بشكل تحاميل أو مراهم، وتتراوح مدة العلاج بين يوم واحد إلى أسبوع.
- في بعض الحالات، يمكن علاج العدوى الخفيفة أو المتوسطة بجرعة واحدة من المضادات الفطرية عن طريق الفم.
- يجب ملاحظة أنه قد يحدث تكرار الإصابة بعد انتهاء العلاج.
علاج عدوى الكانديدا في الدم
- عند إصابة المريض بالعدوى الفطرية الغزويّة، يعتمد العلاج على عوامل عدة منها عمر المريض، حالته المناعية، ومكان العدوى.
- في حالات البالغين تستخدم عادةً أدوية مثل إيشينوكاندين، حيث تُعطى عبر الوريد، ويمكن استخدام فلوكونازول أو أمفوتيريسين بي حسب الحاجة.
- من المهم الاستمرار في العلاج لمدة أسبوعين بعد التحسن، حتى بعد اختفاء الكانديدا من الدم.
- إذا وصلت العدوى إلى أعضاء أخرى، مثل العظام أو المفاصل، قد يتطلب الأمر فترة أطول من العلاج.
الاختبارات والتشخيص
- للتأكد من كون المرض كانديدا، قد يلزم إجراء بعض الاختبارات.
- تتضمن هذه الاختبارات تلك التي تجرى في مختبرات معينة وأخرى يمكن تنفيذها في العيادات مثل الكانديدا الفموية.
1- اختبار اللعاب
- يطلب الطبيب من المريض ملء كوب بالماء في الصباح ثم إضافة القليل من اللعاب.
- بعد مرور ساعة، يُفحص الكوب، فإذا لم يحدث تغير فهذا يشير إلى عدم وجود الكانديدا.
- وجود بقع بيضاء عائمة على السطح يعني إصابة المريض بالكانديدا.
2- تحليل الدم
- يتم سحب عينة من الدم لتحليل نسبة الأجسام المضادة، حيث إذا كانت مرتفعة، فهذا يشير إلى زيادة نمو الفطريات.
- أما إذا كانت النسبة طبيعية، فهذا يدل على عدم وجود أي مشكلة.
3- تحليل البراز
- يساعد هذا الاختبار في الكشف عن وجود فطريات في القولون أو الأمعاء وهو من الاختبارات الأكثر دقة.
- يمكنه تحديد نوع الفطريات مما يساعد الطبيب على وصف العلاج الملائم.
4- مسحة القطن
- يتم إجراء هذا الاختبار بواسطة طبيب الأسنان للكشف عن الكانديدا الفموية، حيث تُستخدم قطعة قطن لمسح المناطق البيضاء.
- إذا تم إزالة الطبقة بسهولة فهذا يعزز احتمالية وجود العدوى الفطرية، أما إذا لم تُزال، فهذا قد يعني وجود عدوى أخرى.
- في حال الشك بوصول العدوى للأعضاء الداخلية، قد يتم اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير الحاسوبي لتأكيد التشخيص.