قصائد وأشعار عن الحب والغزل
قصيدة “قراءة في وجه حبيبتي” لمحمود درويش
عندما أتأمل فيك.
أرى مدناً ضائعة.
أرى أزماناً قرمزية.
أرى الموت والكبرياء.
أرى لغةً لم تُدوَّن.
وآلهةً تتجلى.
أمام المفاجأة الفائقة.
وتنتشرين أمامي.
صفوف من الكائنات بلا أسماء.
وما وطني إلا هذه العيون التي.
تجهل الأرض وجودها.
وأخصص ليلي على خنجر.
واقف في جبين الطفولة.
والموت هو بداية الليلة السعيدة المقبلة.
وأنت تتألقين.
كعصفورة نادمة.
حين أتمعن فيك.
أرى كربلاء.
ويوتوبيا.
والطفولة.
وأقرأ لائحة الأنبياء.
وسفر الرضا والرذيلة.
أرى الأرض تلعب.
فوق رمال السماء.
أرى سبب اختطاف المساء.
من البحر.
والشرفات المتسلطة.
قصيدة “أترى أجبت على الحقائب”
هل أجبت على الحقائب حين سألت: .. لماذا ترحلين؟
أوراقك الحائرة تذوب في الحنين .. لو كنت قد فتشت فيها للحظة.
لوجدت قلبي تائهاً في دروب السنين .. وأخذت أيامي وعطر العمر.. كيف تسافرين؟
المقعد الفارغ يلومنا على هذا الجحود .. ما زال صوت بكائه في القلب.
حين يتأرجح المسكين يسألني: هل نعود؟ .. في درجك الحائر واجهت بالهموم.. قصائدي.
كانت تتألم وحيدة كخيال بعيد .. لماذا هجرت قصائدي؟!
قد علمتني أننا بالحب نبني كل شيء .. يا خالد، لقد علمتني أن حبك كان مقدراً كساعة ميلادي.
فقد جعلت حبك عمراً أصبح حلمي اليومي .. وغدي إني عبدتُك في عوالم قصائدي.
والآن جئت لتحطمي معابدي؟! .. وزجاجة العطر التي حطمتها يداك.
كم كانت تطل في شوق كلما شاهدتك .. وكم عانقت أنفاسك الحائرة فأسكرها شذاك.
كم مزقتها دمعة نمت رحيلها على جفنيك .. واليوم يختطف التراب دماءها.
ويموت عطر كان كل ما تمنيته .. والغرفة الصغيرة لماذا أنكرت يوماً خطواتنا.
شربت كؤوس الحب منا وارتوت فيها أيامنا .. والآن تحترق الأماني في رباها.
الغرفة الصغيرة تعذبني بكاءها .. في الليل تسأل: ماذا صنعت بنا يوماً لنصل إلى نهايتها؟
قصائد وأشعار حب وغزل مكتوبة
يمر الكثير من العشاق بأوقات عصيبة، وفي هذه الفترات تكون أرواحهم متعطشة لسماع كلمات مفعمة بالمشاعر الرقيقة التي تخرج من القلب. فما أروع أن تأتي كلمات الحب في الوقت المناسب ومن الشخص الذي نحبه. إليكم مجموعة من الأشعار والقصائد الرومانسية:
قصيدة “قارئة الفنجان” لنزار قباني
جلست وعينيها مرتعشتين.
تتأمل فنجاني المقلوب.
قالت.
يا ولدي لا تحزن.
فالحب لك هو المكتوب.
يا ولدي.
قد مات شهيداً.
من مات على دين المحبوب.
فنجانك ذو عالم مرعب.
وحياتك مليئة بالأسفار والحروب.
ستحب كثيراً كثيراً.
وستموت كثيراً كثيراً.
وستعشق كل نساء الأرض.
وترجع كملك مغلوب.
في حياتك، يا ولدي، امرأة.
عيناها سبحان من خلقها.
فمها مرسوم كالعناقيد.
ضحكتها كالموسيقى والورود.
لكن سماءك ممطرة.
وطريقك مسدود مسدود.
فحبيبة قلبك، يا ولدي.
نائمة في قصر محصن.
والقصر كبير، يا ولدي.
تحرسه كلاب وجنود.
وأميرة قلبك نائمة.
من يدخل حجرتها مفقود.
من يطلب يدها.
من يقرب من سور حديقتها مفقود.
من حاول فك ضفائرها.
يا ولدي.
مفقودٌ مفقود.
بصَّرت ونجَّمت كثيراً.
لكني لم أقرأ أبداً.
فنجاناً يشبه فنجانك.
لم أعرف أبداً يا ولدي.
أحزاناً تشبه أحزانك.
مقدورك أن تظل تسير.
في الحب على حد الخنجر.
وأن تبقى وحيداً كالأصداف.
وستبقى حزيناً كالصفصاف.
مقدورك أن ترحل دوماً.
في بحر الحب بلا أشرعة.
وتحب ملايين المرات.
وتعود كملك مخلوع.
قصيدة “لقاء ولقاء” لبدر شاكر السياب
لست أنت التي حلمت بها الروح، ولست التي أغني هواها.
كان حب يشد حولي ذراعيك ويقرب من الشفاه بعضهما.
واشتياق كأنه يسرق الروح فلا يوجد في العيون إلا صداها!
وانتهينا فقلت إني سأنساه وغنغمت سألتقي سواها.
أمس طال اللقاء حتى تثاءبتِ وشاهدت ملولتي.
في ارتخاء النسيج تطويه يمناك، وعيناك ترمقان الشمال.
في الغياب الطويل والمقعد المهجور، ترمي يدي عليه الظلال.
في الشفاه القليلة تدنو من الكوب وترتد ثم تلقى سؤالا.
التقينا، هل هكذا يلتقي العشاق؟ أم نحن وحدنا البائسان؟
لا ذراعان في انتظاري عند الباب ولا قلب يأخذ الثواني.
في انتظاري ولا فم يعتصر الأزمان في قبلة ولا مقلتان.
تسرقان الطريق والدمع من عيني، والداء والأسى من كياني.
قد سئمت اللقاء في غرفة يغمرها اكتئاب الغروب.
الضياء الكسول والمزهريات تراءى بهن خفق اللهيب.
كالجناح الثقيل في دوحة صفراء على ضفة الغدير الكئيب.
وافترشت الوجوه كأنها تماثيل، احتواهم معبد مهجور.
سمرت قبلة التلاقي على شفتاي فرجعت كما يطل الأسير.
من كوى سجنه إلى بيته النائي، كما يخفق الجناح الكسير.
إلى الغدير البعيد كالموجة الزرقاء جاشت، فحطمتها الصخور!
عُزف حتى الحديث بين الأحاديث وحتى التقاؤنا بالعيون.
في قلبي الشقي مثل الأعاصير وفي ساعدي مثل الجنون.
التقينا؟ هل كان شوقي للقائك اشتياقاً إلى الضياء الحزين؟
وتكدس الوجوه في الغرفة الجوفاء، والشاي والخطوات والألحان.
أشعار وقصائد حب وغزل رومانسية
يمثل المعنى الحقيقي للحب في الكلمات التي تخرج من القلب، وفي المشاعر المرتبطة بالحبيب. فالحب يخلق شعوراً بالفرح والاطمئنان والأمل. إليكم هنا مجموعة من الأشعار الرومانسية:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي .. وللحب ما لم يبق مني وما بقي.
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه .. ولكن من يبصر جفونك يعشق.
وبين الرضا والسخط والقرب والنوى .. مجال لدمع المقلة المترقرق.
وأحلى الهوى ما شكّ في الوصل ربه .. وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي.
وغضبى من الإدلال سكرى من الصبى .. شفعت إليها من شبابي الفصيح.
وأشنب معسول الثنيات واضح .. سترت فمي عنه فقبلت مفرقي.
وأجياد غزلان كجيدك تبعتني .. فلم أتبيّن عاطلاً من مطوق.
وما كل من يهوى يعف إذا خلا عفافي .. ويرضي الحب والخيل تلتقي.
سقى الله أيام الصبى ما يسعدها .. ويفعل فعل البابلي المعتق.
إذا ما لبست الدهر مستمتعاً به .. تخرّقت والملبوس لم يتخرق.
ولم أر كالألحاظ يوم رحيلهم .. بعثن بكل القتل من كل مشفق.
أدرن عيونا حائرة كأنها .. مركبة أحداقها فوق زئبق.
عشية تعدونا عن النظر البكاء .. وعن لذة التوديع خوف التفرّق.
نودعهم والبين فينا كأنّه قنا .. ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق.
قواض مواض نسج داود عندها .. إذا وقعت فيه كنسج الخدرنق.
هواد لأملاك الجيوش كأنها .. تخيّر أرواح الكماة وتنتقي.
قصيدة “والله إني مفارق شعر الغزل”
والله إني مفارق شعر الغزل.
منذ رأيتك وأنا غارق.
كامل الأوصاف والجمال قد اكتمل.
جمالك أكرمني وخصك بالخلق.
من كحل عينيك عيوني تتألق.
وكلما نظرت إليك، يسطع في عيني بريق.
القمر، وكأنه غاب وأفل.
يستحي في محجر عينيك.
صورتك، يا ربي، تزين الكون.
تاج يليق بك وحدك.
كل القصائد لك والجمل.
تستحق الشعر ما دمت تستحقه.
يا صلة شعري وأنا ما زلت في الارتباك.
كلما قدّمت دروبك لي تضيق.
ارتويت من الشعر حتى الثمالة.
وصرت أهوجس في قصائدي وأسترق.
ليتني، يا زين، لم أكن عشيقاً.
وليت ربي لم يجعلني لك عشيقاً.
قبل أن أعرفك، لم أكن شغوفاً بالغزل.
ومنذ أن عرفتك، اشتعل قلبي بحريق.
قصيدة “يا حبيبي فيك”
يا حبيبي، فيك ظني لا يخيب.
حتى لو حدث بيننا صد وجفا.
شمس حبك في عيوني لا تغيب.
وفي حنانك، يا نور عمري، وفاء.
فيك معنى الحب، يا روحي، يطيب.
صادق شوقك، وتكون شوقي صادقة.
حتى لو ذهبت بعيداً، من قلبي قريب.
في غرامك هامت أحلام قلبي واكتفائي.
في غيابك مشتعلة مثل اللهيب.
ومنذ عرفتك، لم يطفأ شوق قلبي.
صدق أنني وافي، يا أغلى حبيب.
لا يوجد مثلي في الوفاء.
قصيدة “الصبح بعيونك أنت غير”
الصبح بعيونك أنت أروع.
مع طلتك وإحساسك الحالم.
بالمختصر، صباح الخير منك.
أحلى صباح الخير بالعالم.
في سماء صدري لك نجوم وقمر.
وفي محيط القلب، شمسك مشرقة.
لا تحسب إن الغلا وقت عابر.
والله إن حبك علامة في قلب القلب.
قصيدة “بي مثل ما بك يا قمرية الوادي” لأحمد شوقي
بي مثل ما بك، يا قمرية الوادي.
ناديت ليلى فقومي في الدجى نادي.
وأرسلي الشجن أسجاعاً مفصلة.
أو كرّري من وراء الأيك إنشادي.
تلفت الروض لما نادت هاتفة.
كما تلفت الركبان بالحادي.
كم هاج مبكاك من مجروح أفئدة.
تحت الظلام ومن مقروح أكباد.
لا تكتمي الوجد، فالجرحان من شجن.
ولا الصبابة، فالدمعان من واد.
يا حلوة الوعد، ما نسّاك ميعادي.
عن الهوى أم كلام الشامت العادي.
كيف انخدعت بحسادي وما نقلوا.
أنت التي خلقت عيونك حسادي.
طرفي وطرفك كانا في الهوى سبباً.
عند اللقاء، ولكن طرفك البادي.
تذكري هل تلاقينا على ظمأ.
وكيل بَل الصدى ذو الغلة الصادي.
وأنت في مجلس الريحان لاهية.
ما سرت من سامر إلا إلى نادي.
تذكري منظر الوادي ومجلسنا.
على الغدير كعصفورين في الوادي.
والغصن يحلو علينا رقة وجوى.
والماء في قدمينا رايح غاد.
تذكري نغمات هنا وهناك.
من لحن شادية في الدوح أو شادي.
تذكري قبلة في الشعر حائرة.
أضاعت فمشت في فرقك الهادي.
وقبلة فوق خد ناعم عطر.
أبهى من الورد في ظل الندى الغادي.