يتحدث مقالنا اليوم عن أبيات شعرية تتعلق بالحب للشاعر المعروف نزار قباني، الذي تمكن عبر عقود من الزمن من التأثير في القلوب بكلماته العذبة والمليئة بالمشاعر، مما يعكس مجموعة واسعة من المشاعر الإنسانية، في مقدمتها الحب.
من هو نزار قبّاني؟
نزار قباني هو أحد أبرز الشعراء العرب والسوريين، وُلِد عام 1923 في دمشق. حصل على شهادة الثانوية العامة من المدرسة الوطنية للعلوم كما عاش فترة من حياته في لندن حيث وافته المنية في 30 أبريل 1998.
هل يقتصر شعر نزار قباني على الحب؟
- يمتاز شعر نزار قباني بأنه لا يقتصر على مواضيع الحب فحسب، بل أثار الكثير من الجدل في العصر الحديث بين أقرانه من الشعراء المعاصرين. لذا، يعد شعره اليوم محور حديثنا حول موضوع أبيات شعر عن الحب لنزار قباني.
- ساهم دراسته في كلية الحقوق بالجامعة السورية في صقل شخصيته، بالإضافة إلى إتقانه للغة الإنجليزية مما أزدهرت موهبته بفضل عمله مع أحد السفراء السوريين في لندن.
أبرز أعمال نزار قباني
- هل تسمعين صهيل أحزاني.
- مئة رسالة حب.
- قالت لي السمراء.
- قاموس العاشقين.
- الرسم بالكلمات.
- أنت لي.
- أحبك والبقية تأتي.
غناء أشعار نزار قباني
الأغاني التي تحمل كلمات وقصائد نزار قباني قد تغنى بها عدد من الفنانين في الأجيال السابقة والحالية، ومن أبرزهم:
- أم كلثوم: غنت له قصيدتين شهيرتين هما: “أصبح عندي الآن بندقية” و”رسالة عاجلة إليك”.
- عبد الحليم حافظ: قدم قصيدتين هما:”رسالة من تحت الماء” و”قارئة الفنجان”.
- نجاة الصغيرة: أبدعت في غناء “ماذا أقول له” و”كم أهواك” و”أسألك الرحيل”.
- فايزة أحمد: أدت قصيدة “رسالة من امرأة”.
- فيروز: أمتعت جمهورها بغنائها “وشاية” و”لا تسألوني ما اسمه حبيبي”.
- ماجدة الرومي: قدمت ثلاث قصائد هي:”بيروت يا ست الدنيا” و”مع الجريدة” و”كلمات”.
- كاظم الساهر: غنى 4 قصائد ومنها “إني خيرتك فاختاري” و”زيديني عشقاً” و”علّمني حبك” و”مدرسة الحب”.
- أصالة: أدت قصيدة “اغضب”.
أبيات شعر عن الحب لنزار قباني
- سأقول لك أحبّك.
سأقول لك “أحبك”.
عندما تنتهي كل لغات العشق القديمة.
فكل ما تبقى للعشاق لا شيء ليقولوه أو ليفعلوه..
وهنا تبدأ مهمتي.
في تغيير عالم هذا الكون.
شجرةً بعد شجرة.
وكوكباً بعد كوكب.
قصيدةً بعد قصيدة.
سأقول لك “أحبك”..
وتضيق المسافة بين عينيك ودفاتري.
ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتيّ أنا.
وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة هي يدي أنا..
سأقولها عندما أتمكن من استحضار طفولتي، وأحلامي، وألعابي،
وذكرياتي معك على شواطئ بيروت..
حين كنت ترتعشين كسمكة بين أصابعي..
فأغطيك عندما تنامين،
بمفرش مليء بنجوم الصيف..
سأقول لك “أحبك”..
وحقول القمح حتى تنضج بحاجة إليك..
والينابيع حتى تتفجر وتتجدد..
والحضارة حتى تتطور..
والعصافير حتى تتعلم الطيران..
والفراشات حتى تتعلم الرسم..
سأقول لك “أحبك”..
عندما تسقط الحدود بينك وبين القصيدة..
ويصبح النوم على صفحات الكتابة..
ليس بالأمر اليسير كما تتصورين..
خارج إيقاع الشعر..
ولا أن أدخل في حوار مع جسد لا أعرف كيف أنطق به..
كلمة تلو الأخرى..
إنني لا أعاني من عقدة المثقفين..
لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتحدث بذكاء..
والعيون التي لا تسأل..
إن شرط الشهوة عندي مرتبط بشرط الشعر
فالمرأة قصيدة أموت حين أكتبها..
وأموت عندما أنساها..
سأقول لك “أحبك”..
عندما أشفى من حالة الانقسام التي تمزقني..
وأعود شخصاً واحداً..
سأقولها، عندما تصبح المدينة والصحراء.. اتساقًا في داخلي.
مع مغادرة جميع القبائل من ضفاف دمي..
الذي حفَّره حكماء العالم الثالث على جسدي..
هذه التجربة التي خضتها على مدى ثلاثين عاماً..
أثرت على ذاكرتي.
وأصدرت حكماً من هجر الماضي..
بتهمة الأنوثة..
لذا، لن أقول لك “أحبك” اليوم..
وربما لن أقولها غداً..
فالأرض تحتاج إلى تسعة أشهر لتثمر زهورها
والليل يتألم ليلد نجمه..
والإنسانية تنتظر الآلاف من السنين لتخرج نبيها..
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت..
لتصبحي حبيبتي؟
شعر الحب لنزار قباني عن الحبيب
أحبك.. أحبك.. والبقية تأتي.
حديثك سجادة فارسية..
وعيناك عصفورتان دمشقيتان..
تطيران بين الجدار وبين الجدار..
وقلبي يسافر كحمامة فوق مياه يديك،
ويأخذ قيلولة تحت ظل السوار..
وأنا أحبك..
لكن أخاف من الغرق فيك،
أخاف من الوحدة فيك،
أخاف من الاندماج فيك،
فقد علمتني التجارب أن أبتعد عن عشق النساء،
وموج البحار..
أنا لا أناقش حبك.. فهو نهاري.
ولست أناقش شمس النهار.
أنا لا أناقش حبك..
فهو يحدد في أي يوم سيأتي.. وفي أي يوم سوف يغادر..
وهو يقرر وقت الحوار ونسق الحوار..
دعيني أعد لك الشاي،
أنت أجمل ما في صباح هذا اليوم،
وصوتك فن راقٍ على ثوب مرمري..
وعقدك يتراقص كالطفل تحت المرايا..
وما من شيء أفضل من ارتشاف الماء من شفتيك..
دعيني أعد لك الشاي، هل قلت أنني أحبك؟
هل قلت أن سعادتي تكمن في قدومك..
وحضورك يشبه حضور القصيدة
وحضور المراكب، والذكريات البعيدة..
دعيني أترجم كلمات المقاعد وهي ترحب بك..
دعيني، أعبر عما تفكر به الفناجين،
عندما تفكر بشفتيك..
وبالملعقة والسكر..
دعيني أضف لك حرفاً جديداً..
على أحرف الأبجدية..
دعيني أغير طبيعتي قليلاً
وأجمع بين الحضارة والبربرية..
شعر نزار قباني عن الحب للرجل
أحبك حتى ترتفع السماء.
لأستعيد عافيتي.
وكلمات من دمي.
وأخرج من جنات التلوث.
التي تحيط بقلبي.
فالأرض بدونك..
كذبة كبيرة..
وتفاحة فاسدة..
حتى أدخل في دين الياسمين
وأدافع عن حضارة الشعر…
وزرقة البحر…
واخضرار الغابات…
أريد أن أحبك.
حتى أكون مطمئناً.
لأنك بخير..
بخير..
والأسماك الشعرية التي تتراوح في دمي.
لا تزال بخير…
أريد أن أحبك..
حتى أتحرر من الجفاف..
وملوحة الدموع..
وتصلب أصابعي..
وفراشاتي الملونة
وقدرتي على البكاء…
أريد أن أحبك.
حتى أستعيد تفاصيل منزلنا الدمشقي.
غرفةً تلو الأخرى..
بلاطةً بلاطة..
حمامةً حمامة..
وأتحدث مع خمسين علبة من الفل.
كما يصنع الصائغ.
أريد أن أحبك، يا سيدتي.
في زمن..
أصبح فيه الحب معاقاً..
واللغة معاقةً..
وكتب الشعر، معاقةً..
فلا الأشجار قادرةٌ على الوقوف على قدميها
ولا العصافير قادرةٌ على استعمال أجنحتها.
ولا النجوم قادرةٌ على التنقل…
أريد أن أحبك..
كونٍ من غزلان الحرية..
آخر رسالة من محبي القلب.
وتشنق آخر قصيدة..
مكتوبة باللغة العربية…
أريد أن أحبك..
قبل أن يصدر مرسوم فاشي.
وأريد أن أتناول فنجان قهوة معك..
وأريد أن أكون معك.. لدقيقتين
قبل أن تسحب القوة الأمنية تحتنا من الكراسي..
وأريد أن أعانقك..
قبل أن يقبضوا على شفتي وذراعي
وأريد أن أبكي بين يديك.
قبل أن يفرضوا ضريبة جمارك.
على دموعي…
أريد أن أحبك، يا سيدتي.
وأغير التقاويم.
وأعيد تسمية الشهور والأيام.
وأضبط ساعات العالم..
على إيقاع خطواتك.
ورائحة عطرك..
التي تدخل إلى المقهى..
قبل دخولك..
إني أحبك، يا سيدتي
دفاعاً عن حق الفرس..
في أن تصهل كما تشاء..
وحق المرأة.. في أن تختار فارسها
كما تشاء..
وحق الشجرة في أن تغيّر أوراقها
وحق الشعوب في أن تغيّر حكامها
متى ما شاءت….
قصيدة “إلا إنت” لنزار قباني
فيها إيه الدنيا دية … إلا انت؟
كل غالي يهون علي … إلا انت.
وابتساماتي وآهاتي منك انت …
واللي حبيته في حياتي هو انت.
فيها إيه الدنيا إلا انت؟
طول مانت جنبي روحي وقلبي.
في دنيا تانية ملهاش وجود.
وإن غبت عني … أحس اني لا ليا دنيا ولا وجود.
إيه حياتي كلها من غيرك انت؟
ذكرياتي فيها إيه حلو إلا انت؟
إلا انت…
واللي بسهر له ليلاتي برضه انت.
واللي حبيته في حياتي هو انت.
فيها إيه الدنيا إلا انت؟
عشت أيامي وأحلامي في حبك.
كل آمالي أعيش العمر جنبك.
كل ثانية في عمري بتقولك بحبك.
كل قلبي لك ياريت لي مكان في قلبك.
طول ليلي ونهاري معاك … يابشوفك يابستناك.
يا بدور عليك وألقاك.
إلا انت.
فيها إيه الدنيا دية … إلا انت؟
كل غالي يهون عليا … إلا انت.
وابتساماتي وآهاتي منك انت.
واللي حبيته في حياتي هو انت.
فيها إيه الدنيا إلا انت؟