أين تقع بلاد الأندلس وما هي حدودها؟ يُشير مصطلح “الأندلس” إلى منطقة كانت تُعرف قديماً بدولة إسبانيا، وذلك خلال الفترة الممتدة من عام 711 حتى عام 1492 ميلادياً. في تلك الحقبة، كانت بلاد الأندلس تحت حكم المسلمين الذين أطلقوا عليها هذا الاسم.
أين تقع بلاد الأندلس وما هي حدودها؟
كانت إسبانيا القديمة تُعرف بالأندلس، وتحديداً تقع هذه المنطقة في القارة الأوروبية. تتميز بلاد الأندلس بموقعها المطل على كل من البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، كما أنها تتاخم مضيق جبل طارق.
من الشمال، تحدها فرنسا، وتشترك مع منطقتي إكستريمادورا وأندلسيا كاستيا، بينما تحدها في الشرق منطقة مرسية وفي الغرب دولة البرتغال. ومن جهة الشرق، يُطل على كلاً من البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
نبذة تعريفية عن بلاد الأندلس وموقعها
- تقع الأندلس في المنطقة الأوروبية، وخصوصاً في إسبانيا، وهي تعد واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في البلاد وواحدة من أكبر الأسواق في أوروبا. تنقسم إلى ثماني مناطق، وأهمها إشبيلية التي تعتبر عاصمتها.
- تشمل المناطق الأخرى: قادس، قرطبة، غرناطة، ألميريا، جيان، هويلفا، ومالقة. تبلغ مساحة بلاد الأندلس حوالي 87,268 كيلومتر مربع، ويُقدّر عدد سكانها بنحو ثمانية ملايين نسمة.
- تحتضن بلاد الأندلس حضارة غنية تُعزى إلى التأثير الإسلامي القوي، نظرًا لأن المسلمين حكموا هذه البلاد لفترة طويلة، مما أسهم في بناء المساجد والحمامات وأماكن العبادة، بالإضافة إلى انتشار المكتبات.
سبب تسمية الأندلس بهذا الاسم
يتساءل الكثير عن سبب تسمية الأندلس بهذا الاسم. يشير بعض المؤرخين إلى أن قبائل من السويد والنرويج والدنمارك انتقلت إلى الأندلس، حيث كانت هذه القبائل تتسم بالهمجية البعيدة عن التحضر.
يعتقد البعض أن هذه القبائل جاءوا أيضاً من ألمانيا وأطلقوا على المنطقة التي سكنوا فيها اسم “بفانداليسيا”، الذي تطور لاحقاً إلى “أندوليسيا”، ثم استقر الاسم على “الأندلس”. بعد مغادرة هذه القبائل، حكم المنطقة النصارى المعروفون بالقوط الغربيين، ثم تولى المسلمون زمام الحكم لوقت طويل.
الأندلس تحت الحكم الإسلامي
أتفق العديد من المؤرخين والباحثين على أن الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس كان من أهم الأحداث التي شهدتها المنطقة. فقد أتى الإسلام بالاستقرار والنور، مُخرجاً الأندلس من الفوضى التي كانت تعيشها لفترة طويلة.
يعتبر الفتح الإسلامي بمثابة ثورة سياسية واجتماعية أدت إلى القضاء على المساوئ التي خلفتها قبائل القوط. وفيما يلي أهم نتائج الفتح الإسلامي لبلاد الأندلس:
- أسس المسلمون نظاماً دينياً في البلاد، حيث تم تعيين القضاة والحكام المحليين للفض في النزاعات.
- عُرف المسلمون بمعاملتهم الطيبة لسكان الأندلس، وخاصة بعد فترة الاضطهاد التي تعرضوا لها أثناء حكم القوط.
- قام العديد من العبيد بالتحول إلى الإسلام بعد أن أقر هذا الدين بإلغاء العبودية.
- أصبحت الأندلس ولاية ضمن الدولة الأموية بعد الفتح.
فترة ضعف الحكم الإسلامي في بلاد الأندلس
- بدأت فترة ضعف المسلمين في الأندلس بعد اغتيال عبد العزيز بن موسى بن نصير، حيث اتسمت هذه الفترة بعدم الاستقرار السياسي وظهور العنصرية بين العرب، خصوصاً بين العرب والبربر.
- خلال هذه الاضطرابات، تولى عبد الرحمن الغافقي حكم الأندلس عام 113 هـ، في وقت كانت الدولة الأموية تعاني فيه من ضعف عسكري وإداري.
- مع سقوط الدولة الأموية، انهار الحكم الإسلامي في الأندلس وقُسّمت المنطقة إلى عدة دويلات، ونجح الصليبيون في السيطرة الكاملة على الأندلس وطرد المسلمين منها، تاركين خلفهم معالم الحضارة الإسلامية التي لا تزال شاهدة على عظمة تلك الفترة.
أجمل عشرة مدن في بلاد الأندلس
تتميز بلاد الأندلس أو إسبانيا بجمالها الفائق، فهي تبدو كلوحات فنية، ومن أهم مدنها الجميلة:
- غرناطة، التي تعد من أبرز المعالم الجمالية بها، وأهم ما فيها هو قصر الحمراء الأندلسي.
- فالنسيا، المدينة التي تحتضن العديد من الاحتفالات.
- إشبيلية، التي تحتوي على مئذنة الخير ومتحف الفلامنكو.
- سان سبستيان، المعروفة بشواطئها الرائعة ومطاعمها المتنوعة.
جغرافيا بلاد الأندلس
- تتميز بلاد الأندلس بتضاريسها المتنوعة، حيث تشمل الارتفاعات والانحدارات.
- تشغل التضاريس نسبة تقدر بـ 15%، ويزيد ارتفاع العديد من المناطق عن 1000 متر فوق مستوى سطح البحر، بينما توجد منحدرات أخرى تقل عن مائة متر.
- يوجد في الأندلس سلسلة جبال “سييرا مورينا” التي تفصلها عن سهول إكستريمادورا وكاستيل لامانشا، بالإضافة إلى العديد من الأنهار مثل نهر وديال تينتو والواد الكبير.
مناخ بلاد الأندلس
تُعرف بلاد الأندلس بمناخها المعتدل والدافئ عموماً، بالإضافة إلى تأثير مناخ البحر الأبيض المتوسط، حيث تكون الصيف حاراً والشتاء يشهد بعض الأمطار.
تبلغ درجة الحرارة المتوسطة على مدار العام حوالي 16 درجة مئوية، بينما يُسجل معدل هطول الأمطار سنوياً نحو 4346 ملم، كما تُسهم السلاسل الجبلية الكبيرة في تغيير المناخ بالمنطقة.