أين تقع مدينة أصفهان؟ إن أصفهان، المعروفة أيضًا باسم أصبهان، هي مدينة تاريخية في إيران تتمتع بموقع إداري ضمن محافظة أصفهان. تم فتحها من قبل المسلمين في عام 640م (18 هـ). تعتبر هذه المدينة غنية بالمعالم التاريخية والدينية والسياحية، وفيما يلي سنكشف عن موقعها الدقيق وأهم معالمها.
موقع مدينة أصفهان
- تتواجد مدينة أصفهان في الجزء الجنوبي الشرقي من المقاطعة المركزية في إيران، على بُعد 340 كيلومترًا جنوب العاصمة طهران، حيث تنفتح من الشمال على مساحات واسعة، مما يسمح بتدفق الرياح الباردة نحو المدينة.
- تحيط الجبال بأصفهان من الجانبين الغربي والجنوبي، بينما تتصل من الشمال والشرق بالسهول، مما ينتج عنه تقلبات ملحوظة في درجات الحرارة خلال مختلف الفصول.
- نهر (زاينده رود) يُعتبر النهر الرئيسي الذي يجري في وسط إيران، حيث يمتد طوله حوالي 360 كم ويخدم كافة المناطق الزراعية المحيطة به. كما يمكن اعتبار أصفهان منطقة جبلية نسبية، إذ يرتفع سطح المدينة حوالي 1500 متر عن مستوى البحر.
- اختارت منظمة اليونسكو مدينة أصفهان كمدينة تراث إنساني، نظرًا لاحتوائها على تراث غني وأسواق تاريخية لم تتعرض للتخريب.
- هذا وقد أدرجت المنظمة أصفهان من بين سبع مدن تاريخية على مستوى العالم، مشددة على ضرورة الحفاظ على تراثها المعماري. وفي الآونة الأخيرة، اعترضت على إنشاء مبانٍ عالية حول ساحة نقش جهان، مما أدى إلى هدم بعض الطوابق بواسطة بلدية أصفهان تسليمًا لطلب خبراء اليونسكو.
- تعداد سكان أصفهان يقارب 1,756,126 نسمة وفق إحصائيات عام 2011. المدينة مشهورة بجمال طبيعتها وخصوبتها، مما يجذب السياح طوال السنة.
- يتحدث سكان المدينة اللغة الفارسية، وهي اللغة الرسمية في إيران، إلى جانب لغات أخرى مثل العربية، الأذرية، الكردية، والطبرية، مع كون الدين الإسلامي هو العقيدة السائدة بين سكان المدينة.
أبرز المعالم في أصفهان
تتميز مدينة أصفهان بكم هائل من المعالم الحضارية التي تجعلها فريدة بين المدن الإيرانية. فقد اهتم الحكام في مختلف العصور بالعمارة والفنون، الأمر الذي أسهم في تحقيق الازدهار والتطور للمدينة. ومن أبرز المعالم نجد:
1- الجسور
تنتشر الجسور الجميلة في أصفهان، ومن أبرزها:
- جسر شهرستان: بُني في القرن 14 الميلادي في شرق أصفهان، ويربط بين قرية شهرستان والمناطق الزراعية على الضفة الجنوبية، وهو مستلهم من الطراز الروماني.
- جسر سي أو سه بل: يتألف من 33 قوسًا، وتم بناؤه بتكليف من الشاه عباس الأول عام 1602م (1010 هـ) على مجموعة من العوامات الواسعة. ويحتوي على صالة معروفة لتقديم الشاي تضمها هذه العوامات، ويمكن الوصول إليها من الجانب الجنوبي.
2- القصور
تشتهر مدينة أصفهان بالعديد من القصور التي يعود أغلبها إلى العصر الصفوي، ومن بينها:
- قصر عالي قابو: يقع في غرب ميدان نقش جهان، ويعود إلى الفترة الصفوية. بُني لاستقبال المبعوثين والسفراء من الدول الأخرى، ويحتوي على 6 طوابق مزينة بالزخارف الجصية الرائعة.
- قصر الأربعين عموداً: يعود تاريخه إلى فترة حكم الشاه عباس الثاني عام 1057 هـ، حيث تتكون أعمدته من جذوع الأشجار المطلية بألواح ملونة. جدرانه مزينة بالزجاج الملون والمرايا، مما يجعله من أجمل القصور في المدينة. وقد سُمّي بهذا الاسم لأن هناك عشرين عمودًا، وعندما تنعكس في المياه، يبدو العدد أربعين.
3- المساجد
تضم أصفهان عددًا كبيرًا من المباني الدينية البارزة، ومنها:
- المسجد الجامع: شُيِّد من قبل الفاتحين المسلمين عام 644م، ويعرف باسم مسجد جامع أصفهان. تم إدراجه عام 2012 ضمن قائمة التراث العالمي، وقد أُعيد بناء المسجد عدة مرات، والمبنى الموجود حاليًا يعود إلى عصر السلاجقة.
- مسجد الشاه عباس: يُعد واحدًا من روائع العمارة الإسلامية، حيث تزين جميع جدرانه بالقيشاني الملون. يضم المدخل منارتين بارتفاع 33 متر، وارتفاع مآذن المسجد حوالي 48 متر.
- يشرف المسجد على ساحة شاه عباس، وقد قام المهندس علي الأصفهاني بإنشائه.
الأسواق في أصفهان
- الأسواق القديمة تعد من أبرز معالم أصفهان، ومن أشهرها سوق القيسارية، الذي بُني عام 1028 هـ (1619 م) بجوار مسجد جوميه. وتم توسيع السوق لخلق منطقة تجارية كبيرة تمتد شمال الميدان الرئيسي.
- تُعرف بوابة السوق باسم قيسارية، وتقع في الاتجاه الشمالي لساحة “نقش جهان”، حيث تزينت بواحدة من أروع الرسوم من العهد الصفوي. ويعتبر السوق واحدًا من أجمل أسواق العالم، حيث كان يُخصص لبيع البضائع الباهظة.
- كما يُعتبر هذا السوق من أطول وأكبر الأسواق الإيرانية، حيث يتفرع إلى متاجر متنوعة، يحمل كل منها منتجات فريدة مثل الحرف اليدوية والسجاد والأحذية والمجوهرات.
الفنون اليدوية في أصفهان
- تعتبر أصفهان مركزًا رئيسيًا للفنون اليدوية الإيرانية، حيث قدمت المدينة آثارًا فنية مميزة على مر العصور. ومن أبرز الصناعات المحلية: النقش على المعادن، فن القيشاني، المنمنمات، التطريز الذهبي، وتطعيم الخشب، بالإضافة إلى الطباعة على القماش، وصناعة المجوهرات والزخارف الفضية.
- ويتميز سكان المدينة أيضًا بفنون التطريز والخياطة وصناعة السجاد اليدوي الفاخر. كما أن أصفهان لها تراث واسع في مجال الموسيقى.
الجالية اليهودية في أصفهان 2018
- ترجع جذور اليهود في مدينة أصفهان أو إيران بصفة عامة إلى ما بعد السبي البابلي، حين غزا نبوخذ نصر مملكة إسرائيل وسلب سكانها.
- وعاد لاحقًا الإمبراطور الفارسي كورش الذي هزم البابليين وأعاد اليهود إلى فلسطين، وأذن لهم ببناء معابدهم. لكن بعض اليهود اختاروا البقاء في إيران حتى يومنا هذا.
- وتجدر الإشارة إلى أن المدينة وُردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “يتبع الدجال من يهود أصفهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة”، مما يدل على حدث مرتقب في آخر الزمان مرتبط بالمدينة.
- وفقًا للتقديرات الحالية، يبلغ عدد اليهود في إيران حوالي ثلاثين ألفًا، موزعين بين أصفهان، شيراز، وظهران. وتسمح السلطات الإيرانية لهم بإقامة معابدهم وممارسة عباداتهم بحرية، حيث توجد عدد من المعابد في أصفهان، بما في ذلك كنيسة ملا يعقوب.