تعتبر شروط الأضحية والمضحي في الإسلام من الموضوعات الهامة حيث تعكس مظاهر العيد البهجة والسرور، كما تعكس قيم الكرم والمودة في المجتمع الإسلامي. الأعياد، بما فيها عيد الأضحى، تعد من شعائر ديننا الإسلامي الذي يتمتع بخصوصية كبيرة.
عيد الأضحى مرتبط بأيام الحج المبارك، حيث نجسد في هذا اليوم ذكرى إبراهيم عليه السلام. الأضحية تعتبر سُنة مؤكدة للمستطيعين، وهي وسيلة لتأكيد الروابط الإنسانية وتعزيز قيم العطاء بين الأفراد.
شروط الأضحية والمضحي في الإسلام
يجب أن تتوفر شروط معينة في الأضحية والمضحي وفقًا لما كتبه الله عز وجل وأوصى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولنجعل أضحيتنا مقبولة خدمة لوجه الله تعالی، نقدم لكم على الفور الشروط اللازمة للمضحى والأضحية.
أولًا: شروط الأضحية:
تتضمن الشروط التي يجب توافرها في الأضحية ما يلي:
1: كما قال تعالى: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ”. يتضح من هذه الآية أن الأضحية يجب أن تكون من بهيمة الأنعام.
2: يجب الانتباه إلى العمر المناسب، بحيث تكون الأضحية من جذعة من الضأن أو ثنية من غيره، كما وُرد في سنة النبي والقرآن.
3: يجب أن تكون الأضحية خالية من الأمراض وألا تظهر عليها علامات الضعف أو السقم، إذ في هذه الحالة تحرم الأضحية.
4: ينبغي أن تكون الأضحية مملوكة لمن يقوم بالتضحية، فلا يجوز استخدام ما لا يملكه الشخص.
5: يجب أن تكون الأضحية خالصة للمضحى دون شريك أو رهن.
6: يتوجب على المضحي الذبح بعد صلاة العيد وفي الوقت المحدد لذلك، لذا فإذ ذُبحت قبل الصلاة، ليست أضحية بل تعتبر صدقة، ويجب ذبح أخرى.
- كما يمكن الذبح حتى آخر أيام التشريق، أي قبل غروب شمس الثالث عشر من ذي الحجة.
- وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “كل أيام التشريق ذبح”، في إشارة ليوم النحر وثلاثة أيام بعده.
ثانيًا: شروط المضحي:
هناك أيضًا شروط يجب أن تتوافر في المضحي وهي كالتالي:
1: يجب أن يخلص المضحي نية الأضحية لله تعالى، وأن تكون نواياه خالصة لأجل الله ورسوله الكريم.
2: ينبغي على المضحي أن يمتنع عن قص شعره أو أظافره في العشر الأواخر، حفاظًا على قبول أضحيته.
3: من المستحب أن يقوم المضحي بذبح أضحيته بنفسه، وفي حال عدم تمكنه يمكنه توكيل مسلم بذلك.
4: يجب على المضحي الامتناع عن بيع أي جزء من أضحيته، بما فيها الجلود.
- يستحب استخدام آلة حادة في الذبح وتوجيه الأضحية نحو القبلة، كما يجب مراعاة ذلك في منطقتي الشفرة.
- يُفضل أن لا ترى الأضحية آلة الذبح، لأن النبي نهى عن تسوية الشفرة أمام الحيوان تحاشيًا للتعذيب.
- ويجب أن توضع الأضحية على جنبها الأيسر قبل الذبح، كما هو متبع وفقًا للسنة.
- علاوة على ذلك، يجب تقديم الماء للأضحية قبل ذبحها، وأن تُقاد إلى المذبح برفق.
- ولابد من سلخ الأضحية قبل أن تبرد ولا يُفترض الضغط من الذابح أثناء الذبح.
حكم الأضحية:
- أما عن الحكم الخاص بالأضحية فهي سنة مؤكدة وليست واجبة، إلا أن من يلتزم بها سيجني أجرًا عظيمًا.
- لكن لا يُعتبر آثمًا من يتركها.
- عن عائشة رضي الله عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا عَمِلَ آدمي مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إراقة الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا.
تقسيم الأضحية:
- يُفضل تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء، بحيث يأكل منها ويخزن لأسرته ويُطعم الفقراء والمحتاجين، كما تم ذكره في سنة النبي.
- يمكن المتصدق بها كلها أو الاحتفاظ بجزء منها إذا كانت ظروفه المالية غير ميسرة.
- وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالبداية بأنفسنا ثم بعائلتنا، ثم نخصص ما تبقى للفقير والمحتاج.
حكم إلقاء مخلفات الأضاحي في الشوارع والطرقات:
- ينطوي إلقاء المخلفات في الأماكن العامة على إيذاء كبير للناس ويُعتبر من الأعمال غير المستحبة.
- قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً”.
- الشخص الذي يقوم بذلك إنما يبتعد عن القيم الإسلامية وأخلاقيات رسولنا الكريم، حيث قال: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
- من الأهداف الرئيسية للتضحية هو التقرب إلى الله دون التسبب في أذى الآخرين.
- يؤدي إلقاء المخلفات في الطرقات إلى انتشار الأمراض والروائح الكريهة، وهذا يتناقض مع أخلاق الإسلام.