جبل الصفا يتميز بارتفاعه، ويشير جمع كلمة الصفا إلى “الصفاة” والتي تعني الحجر الناعم والعريض. في هذا المقال، سنتعرف على المعلومات الدقيقة حول موقع الصفا بالنسبة للكعبة المشرفة، فضلاً عن عدد من النقاط الهامة المتعلقة بهذا الموضوع.
موقع الصفا بالنسبة للكعبة
- يقع جبل الصفا في الجهة الجنوبية الشرقية للكعبة المشرفة، أسفل جبل أبي قبيس.
- يقترب من باب الصفا، حيث يبلغ عرض الجبل نحو ثلاثة أمتار، وارتفاعه يصل إلى مترين، بينما طوله يقارب الستة أمتار.
- تكتسب الأهمية الكبرى للصعود إلى هذا الجبل من كونه جزءاً أساسياً من السعي بينه وبين جبل المروة، وهو ركن رئيسي لا يمكن للحجاج أو المعتمرين الاستغناء عنه.
- فمن غير المسموح لأي شخص أداء مناسك الحج أو العمرة دون إتمام هذا الركن الحيوي.
وبذلك، قد أوضحنا لكم موقع الصفا بالنسبة للكعبة المشرفة.
تاريخ جبل الصفا والمروة
- بعد الإجابة عن سؤال “أين يقع الصفا بالنسبة للكعبة”، نتحول إلى تاريخ جبل الصفا والمروة.
- تروي العديد من الروايات الدينية أن هناك رجلًا وامرأة من قبيلة جرهم زارا الكعبة المشرفة.
- وقاموا بأفعال مشينة وغير مقبولة، مما أغضب الله سبحانه وتعالى، وحوّلهم إلى حجرين ليكونا عبرة للناس عبر العصور.
- ويُعرفان بحجر نائلة وحجر إساف.
- بعد ذلك، تم نقل الحجرين من الصفا والمروة، حيث قام عمرو بن لحي، أحد سادات العرب، بنقلها إلى الكعبة المشرفة ووضعهما على بئر زمزم.
قصة السعي بين جبل الصفا والمروة
- أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام بترك زوجته هاجر وطفله إسماعيل عليهما السلام في وادٍ قاحل بمكة.
- فاعتذر سيدنا إبراهيم لدعائهما لأمر الله سبحانه وتعالى.
- عندما وصل إلى الوادي ولم يتمكن من الإبقاء عليهما، تعلقت هاجر بثوبه وطلبت منه عدم تركهما.
- سألته مرارًا ولكن لم يرد عليها، حتى استفسرت هل ما يفعله كان أمر الله أم اختياره.
- أجابها سيدنا إبراهيم أنها إرادة الله، مما أدخل الطمأنينة إلى قلبها، وعرفت أن الله سيحفظها وابنها.
- كان سيدنا إبراهيم يعي أنه ترك عائلته في وادٍ بلا ماء أو زرع، فرفع يده بالدعاء لحمايتهما.
- حيث قال الخالق على لسانه: “ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة. فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون”.
- كانت مع السيدة هاجر كميات قليلة من الطعام والماء، ومع مرور الوقت نفدت مؤونتها وكان إسماعيل طفلًا رضيعًا.
- نتيجة لنقص الطعام، لم تتمكن من إرضاع طفلها، فبدأ بالصراخ من شدة الجوع.
- بدأت السيدة هاجر تبحث عن الماء، وكانت أقرب نقطة إليها جبل الصفا، فقامت بالصعود إليه.
- رغم بحثها عن مساعدة، لم تجد أحدًا فقررت العودة إلى طفلها.
- في المرة التالية، صعدت إلى جبل المروة بحثًا عن مساعدة، ثم عادت للاطمئنان على ابنها.
- استمرت في السعي بين الصفا والمروة وتكرار هذه العملية سبع مرات.
- ومنذ ذلك الحين أصبح السعي بين الجبلين جزءاً أساسياً من فريضة الحج والعمرة.
- خلال المرة السابعة على قمة جبل المروة، سمعت صوتًا فتوجهت بسرعة نحو طفلها ووجدت جبريل عليه السلام يضرب الأرض بجناحيه، فخرج الماء، وهو ماء زمزم.
كيفية السعي بين الصفا والمروة
- بعد الانتهاء من الطواف بالكعبة المشرفة، يتوجه المسلم إلى المسعى الذي يربط بين جبل الصفا والمروة.
- طول المسعى حوالي 420 مترًا، ويبدأ السعي بسبعة أشواط تبدأ من الصفا وتنتهي عند المروة.
- يمكن للمسلم أن يوقف السعي لقضاء حاجة أو للصلاة ثم يكمل من حيث توقف.
- يمكن أن يتم السعي مشيًا أو على ظهر دابة، لكن يفضل أن يتم السير على الأقدام.
الأخطاء الشائعة خلال السعي بين الصفا والمروة
- بعد أن أوضحنا موقع الصفا بالنسبة للكعبة، حان الوقت للحديث عن الأخطاء التي يقع بها بعض الحجاج.
- هناك عدد من الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تحدث أثناء السعي بين الصفا والمروة، ومن أبرزها:
الخطأ الأول
- يعتقد بعض الحجاج أن الوضوء شرط ضروري للسعي كما هو الحال في الطواف، وهذا غير صحيح.
- يمكن للمسلم السعي دون وضوء، حيث لم يكن السعي جزءًا من حدود المسجد الحرام حتى تم ضمه مؤخراً.
الخطأ الثاني
- يعتقد بعض الحجاج بضرورة تخصيص دعاء محدد لكل شوط، وهو أمر غير صحيح.
- يمكن للحاج أن يدعو الله بما يشاء دون تخصيص، ويُفضل عدم رفع الصوت بالذكر خلال السعي.
الخطأ الثالث
- يتلو بعض الحجاج الآية رقم 158 من سورة البقرة بعد كل شوط، وهذا ليس صحيحًا.
- الصحيح هو تلاوة الآية عند الاقتراب من جبل الصفا للمرة الأولى فقط.
الخطأ الرابع
- يواصل بعض الحجاج السعي حتى في أوقات الصلاة، ظنًا منهم أنه لا يجب أن يتوقفوا.
- لكن الصحيح هو ضرورة فصل السعي لأداء الصلاة ثم العودة للسعي بعد الانتهاء منها.
الخطأ الخامس
- يعتقد البعض أن الشوط الأول يحتسب من الصفا إلى الصفا، وهذا غير صحيح.
- الصواب هو أن المسافة من الصفا إلى المروة تُحتسب شوطًا، ومن المروة إلى الصفا شوطًا آخر.
- بحسب الشوكاني، وهو عالم إسلامي بارز، إذا كان السعي بين الصفا والمروة أربعة عشر مرة، فهذا غير صحيح، بل يجب أن يكون سبع مرات فقط.