يُعتبر النبي هود عليه السلام من أنبياء الله عز وجل، الذين أرسلهم لهداية البشرية، حيث أُرسل إلى قوم عاد، وهم قبيلة قديمة تتبع في نسبها أبناء سام بن نوح عليه السلام. وقد سُمي بهذا الاسم نسبة إلى عاد بن إرم بن سام.
وفقًا لتفسيرات بعض العلماء، فإن اسم النبي هود هو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. وقد قيل أيضًا إنه عابر بن شالخ. في الفقرات القادمة، سنتعرف أكثر على مكان قبر النبي هود عليه السلام.
موقع قبر هود عليه السلام
- تعددت الروايات حول مكان قبر هود عليه السلام. فقد قيل إن قبره موجود في مسجدٍ.
- يتواجد هذا المسجد في قرية قريبة من مدينة حضرموت، شمال المكلا.
- يستقطب هذا الموقع عددًا كبيرًا من الزوار الذين يأتون لأداء طقوسهم الدينية.
- لقد تم اكتشاف نقوش وآثار قديمة في محيط قبر هود عليه السلام.
- هناك اعتقاد بأن قبر هود قد يقع بالقرب من بئر زمزم، ويُعتقد أيضًا بوجوده في مدينة دمشق.
- حيث تم العثور على جدار في المسجد كُتِب عليه “هنا قبر هود”.
- يظن العديد من الناس أن قبر هود عليه السلام موجود داخل مقبرة في وادي السلام بمدينة النجف في العراق، بالقرب من بعض قبور الأنبياء.
- ويوجد أيضًا رأي بأن قبر هود يقع في قمة جبل شرق مدينة جرش، في القرية التي نزل فيها هود، والتي سُميت نسبةً له.
- الطريق المؤدي إلى القبر ضيق ومتعرج، ويضم مبنى يتكون من غرفة تبلغ مساحتها 16 مترًا، يعلوه قبة والأرض مفروشة بالسجاد.
تعريف النبي هود عليه السلام
- يعتبر النبي هود عليه السلام من الأنبياء الذين اختارهم الله لهداية البشر، فقد أُرسل إلى قوم عاد ليحذرهم من عذاب الله إذا لم يعودوا عن ضلالهم وظلمهم بعبادة الأوثان، التي لا تفيد ولا تضر.
- وقد ذُكر هود في القرآن الكريم أكثر من مرة.
- كما أنزل الله سورة تُسمى باسم النبي هود، وهي سورة هود، التي تتحدث عن حال قومه والعذاب الذي نزل بهم.
- فقد أرسل الله عز وجل “ريح صرصر” عليهم، كما جاء في الآيات: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا، فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8) في سورة الحاقة، الآيات (6،7،8).
قصة هود عليه السلام مع قومه
- تتناول القصة القرآنية تفاصيل حياة النبي هود عليه السلام مع قوم عاد بشكل مفصل.
- تم ذكر قصة هود في 10 سور من القرآن الكريم.
- وصف القرآن قوم عاد بأنهم كانوا خلفاء الأرض بعد قوم نوح، حيث كانوا يتميزون بالقوة والترف، ورزقهم الله بالأبناء وقامت الجنات بالانتشار حولهم.
- كما استطاعوا بناء الكثير من القصور الشاهقة التي شيدوها على المرتفعات للتفاخر بها، مما كان يُظهر قوتهم وعزهم.
- لكنهم كانوا أيضًا من عبدة الأوثان، فلم يؤمنوا بالله ولا باليوم الآخر، فأرسل الله لهم النبي هود ليدعوا لعبادة الله وحده وترك الأصنام.
- وعلى الرغم من تحذيرات هود من عقاب الله، استهزأوا بدعوته وكذّبوه، ولم يستجب له سوى القليل منهم.
- بعد إصرار قوم عاد على عبادة آلهتهم ومحاربة النبي، أرسل الله لهم ريحًا عاتية استمرت لثمانية أيام وسبع ليالٍ.
- أهلكت هذه الريح كل شيء، ولم ينجُ من الهلاك سوى النبي هود ومن اتبعه.
معلومات عن قوم عاد
- يؤكد التاريخ أن قوم عاد عاشوا في منطقة تُعرف بالأحقاف، التي تقع في الجنوب من شبه الجزيرة العربية بين اليمن وعمان.
- تعتبر كلمة الأحقاف جمعًا لكلمة حِقف، والتي تعني ما ارتفع من الجبال وانحنى.
- وصف الله عز وجل بيوتهم بأنها من أجمل المنازل في ذلك الوقت، كما يظهر ذلك في الآيات القرآنية مثل: (ألم تر كيف فعل ربك بعاد (6) إرمَ ذات العماد (7) التي لم يخلق مثلها في البلاد (8) في سورة الفجر، الآيات (6،7،8).
- وأكد الله عز وجل على أنهم سكنوا في الأحقاف، وهذا ما يتضح من قوله: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) في سورة الأحقاف الآية (21).
- يعد هذا دليلاً قويًا على أنهم عاشوا في منطقة قاحلة.
عذاب الله لقوم عاد
- بعد أن لجأ هود عليه السلام إلى الله، أرسل الله ريحًا شديدة لقوم عاد.
- وصفها القرآن بالريح الصرصر العاتية التي استمرت ثمانية أيام وسبع ليالٍ، وتوقفت هذه الريح بأمر الله بعد أن دمرت كل شيء.
- كل ما مرّت عليه دمرته وجعلته كالرَميم، ما عدا هود ومن آمن معه.
- وهكذا قد تمت إرادة الله بفناء قوم عاد من على وجه الأرض.