تعتبر مدينة سامراء واحدة من المدن العراقية البارزة، وتتميّز بأهميتها التاريخية والدينية العميقة. عاصرت هذه المدينة العديد من الأحداث المهمة، خاصة خلال العقود الأخيرة، مما يعكس مكانتها الاستثنائية.
موقع مدينة سامراء في العراق
تقع سامراء على بُعد حوالي مئة وخمسة وعشرين كيلومتراً شمال العاصمة بغداد، وتطل على نهر دجلة المعروف.
تمتد المدينة بطول يقارب واحد وأربعين كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب، بينما يتراوح عرضها بين أربعة إلى ثمانية كيلومترات تقريباً.
تاريخ بناء سامراء ومؤسسها
- تأسست مدينة سامراء في عام 859 ميلادياً، مما يعني أنها تحتفل بمرور أكثر من ألف ومئة وسبعة وخمسين عاماً على إنشائها.
- تم إنشاؤها على يد الخليفة العباسي الشهير المعصتم بالله، الذي يُعرف أيضاً بلقب أبي إسحاق، وهو الخليفة الثامن من سلالة العباسيين.
- وُلِد المعصتم بالله في بغداد عام 796 ميلادياً، ما يتزامن مع عام 179 هجري.
- اشتهر بقوته وشجاعته، وكان له دور بارز في تأكيد وجود الجنود الأتراك كوسيلة لحل النزاعات التاريخية بين الفرس والعرب.
- تحمل المدينة أسماء عديدة، منها “المدينة المقدسة” بفضل أماكنها المقدسة، وسُمّيت في زمن من الأزمان “سر من رأى”.
الإيمان الديني في سامراء
تُعرف سامراء بأنها مدينة إسلامية بامتياز، حيث يشكّل أهل السنة والجماعة الأغلبية الساحقة من السكان. كما يوجد عدد قليل من الشيعة والكرد في المدينة.
أهم المعالم الدينية في سامراء
تحتضن سامراء العديد من المزارات والأماكن الدينية التي تُعتبر ذو قيمة كبيرة للمسلمين بالعراق، ومن أبرزها:
1. ضريح الإمام الحسن العسكري والإمام علي الهادي
- يُعتبر ضريح الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري واحداً من أقدس المواقع في العراق، وخصوصاً بين الشيعة الاثني عشرية.
- يُعرف الضريح بـ”القبة الذهبية” نظراً لتغطيته باثنين وسبعين ألف قطعة من الذهب النقي، ويبلغ محيطها 68 متراً وقطرها 20 متراً.
- يحتوي الضريح على مئذنتين يبلغ ارتفاع كل واحدة منهما 36 متراً، لكن تم تدميرهما في تفجير وقع في عام 2007.
- توفي الإمام الهادي عام 868 ميلادياً، بينما توفي ابنه الإمام العسكري بعد فترة قصيرة عام 874 ميلادياً.
2. سرداب الغيبة
- يُعتبر سرداب الغيبة ملاذاً للإمام الحسن العسكري، الإمام علي الهادي، والإمام المهدي كوسيلة للحماية من حرارة الشمس.
- يقع بجوار الضريح الشهير، ويحتوي على محراب ويعتبر آخر مكان وُجد فيه الإمام المهدي.
- تعرض السرداب لدمار كبير نتيجة التفجيرات في عام 2006.
الوضع الاقتصادي لمدينة سامراء
يعتمد اقتصاد مدينة سامراء على مجموعة من الصناعات التي تُعتبر المحرك الرئيسي لاقتصادها، منها:
1. صناعة المستلزمات الطبية والأدوية
- تُعتبر هذه الصناعة من المصادر الأساسية للاقتصاد في سامراء، حيث تأسست العديد من المعامل لإنتاج الأدوية والمستلزمات الطبية.
- كان للتعاون بين الاتحاد السوفيتي والعراق في عام 1959 تأثير كبير في تطوير الاقتصاد، من خلال إنشاء معمل الأدوية في سامراء.
2. الطاقة الكهربائية
تُعد الطاقة الكهربائية عنصراً حيوياً في الاقتصادات المحلية، حيث تحتضن سامراء ثلاث محطات رئيسية لتوليد الطاقة:
- محطة صلاح الدين الحرارية التي تتكون من وحدتين تعتمد على البخار بطاقة 625 ميغاواط.
- محطة الديزلات بقدرة 340 ميغاواط وتتألف من 17 وحدة.
- وأخيراً، المحطة الكهرومائية التي تتكون من 3 وحدات بقدرة 84 ميغاواط، والتي أُنشئت فوق سد سامراء وبدأت تقديم خدماتها منذ عام 1972.