تعتبر آثار الزلازل على سطح الأرض متنوعة ومدمرة، حيث تؤدي إلى حدوث العديد من الكوارث الطبيعية، فضلاً عن الأضرار الجسيمة التي تلحق بالأشخاص وممتلكاتهم. سنتناول في السطور التالية تفاصيل هذه الآثار وتأثيرها الواسع.
نشوء الزلازل
تنشأ الزلازل نتيجة حركة مفاجئة للكتل الصخرية الموجودة تحت السطح، مما يؤدي إلى حدوث اهتزازات أو زلازل نتيجة إطلاق كميات هائلة من الطاقة، حيث تنتقل هذه الطاقة على شكل موجات صادمة تؤدي إلى اهتزاز الأرض.
إن هذه الظاهرة تُعد واحدة من العمليات الديناميكية التي تغير معالم كوكبنا باستمرار. فقد تعرضت الأرض للعديد من الزلازل على مر العصور، وعلى مدى مليارات السنين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض المناطق حول العالم تتعرض للزلازل بشكل يومي، حيث تكون معظمها اهتزازات صغيرة قد لا نشعر بها، إلا أنه يمكن أن تحدث أيضاً زلازل ضخمة تؤدي إلى أضرار جسيمة وآثار ملحوظة على سطح الأرض.
آثار الزلازل على سطح الأرض
تتنوع شدة الزلازل، فمنها ما يكون ضعيفاً ولا نشعر به، إلى زلازل قوية تصل حدتها إلى 6 درجات على مقياس ريختر.
ورغم أن الهزات الناتجة عن الزلازل قد تستغرق بضع دقائق، إلا أنها تكفي لتدمير مدن بالكامل وقتل ملايين الأرواح، بالإضافة إلى إحداث حرائق في أنحاء متعددة. ومن بين الآثار المترتبة على الزلازل، يمكن تلخيص الآتي:
الاهتزازات الأرضية
تعبر الزلازل عن حدوث اهتزازات نتيجة حركة الصخور وتصادمها تحت سطح الأرض، مما ينتج عنه موجات تصادمية. فالاهتزازات الأرضية تُعد من الآثار الأساسية التي تنتج عن الزلازل.
تختلف قوة الاهتزاز بناءً على شدة الزلزال والموجات الناتجة عنه، إذ قد تكون الهزات الخفيفة مرتبطة بالزلازل الصغيرة، بينما ترتبط الهزات القوية بحدوث زلازل كبيرة.
يمكن أن تستمر الهزات القوية لدقائق، حيث تؤدي إلى تساقط المباني والمنشآت، وتحصد أرواح العديد من الأشخاص نتيجة الازدحام وسقوط الهياكل. كما تتسبب هذه الاهتزازات في صعوبة الحركة سواء للبشر أو الكائنات الحية الأخرى.
الانهيارات والتشققات الأرضية
تعتبر الانهيارات الأرضية من الكوارث الناتجة عن الزلازل، حيث تؤدي إلى انهيار المباني والصخور، ويمكن أن تُغلق الطرق والأنهار نتيجة الأمطار الغزيرة.
تسفر الزلازل أيضاً عن صدوع أو تشققات في أرض الكوكب، وهي ظاهرة نادرة يمكن أن تتسبب في تكسيرات خطيرة. قد تؤثر هذه التشققات على السكك الحديدية، الأنابيب، المجاري المائية، والطرق، الأمر الذي ينتج عنه أضرار فادحة.
الحرائق
تعتبر الحرائق من أخطر آثار الزلازل، حيث يمكن أن تنشأ نتيجة الهزات الأرضية أو انهيارات والتشققات التي تصيب مناطق الأنابيب، مما يؤدي إلى تسرب الغاز أو حدوث ماس كهربائي، أو حتى انقلاب مواقد الفحم.
يزيد الوضع سوءاً في حالة انهيار خطوط المياه، مما يجعل إخماد الحرائق والسيطرة عليها مهمة صعبة. قد تؤدي الحرائق إلى تدمير المنازل وتهجير السكان، كما تحصد آلاف الأرواح.
التسونامي
التسونامي هو ظاهرة تحدث في بعض أنواع الزلازل، حيث يتسبب في انهيارات شديدة في قاع المحيط، مما يؤدي إلى تدفق مفاجئ للمياه. ويُعتبر التسونامي مدمراً للمناطق الساحلية، حيث قد يصل ارتفاعه إلى ما بين 10 و90 متراً.
على الرغم من أن التسونامي لا يشكل خطرًا كبيرًا في أعماق المحيط، إلا أن خطورته تتزايد بالقرب من الشواطئ. وحتى مع تنبيه الزلازل، فقد يكون من الصعب على الأشخاص الهروب من آثاره المدمرة.
تسييل التربة
تحدث ظاهرة تسييل التربة عند حدوث زلازل، حيث تتحول التربة من حالة صلبة إلى سائلة عندما تتشبع بالمياه على عمق 9 أمتار.
آثار الزلازل على حياة البشر
لا تقتصر آثار الزلازل على الأضرار المادية، بل تهدد حياة البشر بشكلٍ جسيم. على سبيل المثال، في عام 2008، أدى زلزال كبير بالقرب من إندونيسيا إلى حدوث تسونامي حصد أكثر من 280 ألف شخص، وفي عام 2010 في هايتي، تسبب الزلزال في وفاة أكثر من 230 ألف شخص.
تُعتبر الدول النامية من الأكثر عرضة للوفيات بسبب عدم تأهيل بنيتها التحتية لمواجهة الكوارث الزلزالية.
آثار الزلازل على الاقتصاد
تؤدي الزلازل إلى تدمير المنشآت والمرافق العامة، بما في ذلك انهيار المنازل والمدارس والمستشفيات، سواء بسبب الزلازل أو التسونامي. وترتفع تكاليف الإصلاح بشكل كبير، كما حدث في زلزال إندونيسيا عام 2004، الذي كلف نحو 84 مليار دولار، وزلزال اليابان عام 2011 الذي بلغت تكاليف إصلاحه حوالي 232 مليار دولار.
أضرار أخرى للزلزال
تتضمن الأضرار الأخرى الناتجة عن الزلازل ما يلي:
- فقدان الممتلكات.
- تدمير المنازل، وقد يصل الأمر لسقوطها أو احتراقها.
- تدمير خطوط الأنابيب سواء للمياه أو الغاز.
- تدمير السكك الحديدية.
- فيضانات بسبب تغير مجاري الأنهار، مما يهدد حياة الأفراد.
- انفجارات في الينابيع الساخنة.
- تشققات في سطح الأرض، بما في ذلك الطرق والجسور.
- وقوع آلاف الوفيات.