تعتبر آلام أسفل الظهر من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأفراد، وبالأخص كبار السن. ومع ذلك، فإنه لم يعد مقتصراً على هذه الفئة العمرية فقط، بل أصبح يشمل أيضاً الشباب في زمننا هذا.
تتعدد أسباب آلام أسفل الظهر، وتنجم غالباً عن ممارسات يومية غير صحيحة، ونقص في التغذية المتوازنة، بالإضافة إلى قلة ممارسة الرياضة. في هذا المقال، سنستعرض أبرز أسباب حدوث آلام أسفل الظهر ووسائل التعامل معها، فتابعوا معنا.
أسباب آلام أسفل الظهر
إجهاد العضلات
يُعتبر إجهاد العضلات من أبرز أسباب آلام أسفل الظهر، حيث ينتج الألم في كثير من الأحيان عن تصلب العضلات والتشنجات التي تصيبها.
تنجم حالات إجهاد العضلات عن عدة عوامل، منها:
- إرهاق العضلات بشكل مفرط.
- ممارسة نشاطات بدنية ثقيلة بشكل مفرط.
- تعرض للضغوط النفسية أو الذكريات السلبية التي قد تؤدي إلى تشنج العضلات.
- ممارسة الرياضات التي تتطلب احتكاكات جسدية قوية.
- الجلسات الغير صحيحة أو الانحناء بشكل خاطئ.
- تكرار الحركات الالتوائية الغير صحيحة.
يمكن التغلب على إصابات العضلات وتخفيف الإجهاد من خلال بعض الوسائل، مثل التدليك، واستخدام مكعبات الثلج على المناطق المتأثرة، بالإضافة إلى ضرورة الحصول على قسط كاف من الراحة.
كما يُعتبر استخدام أجهزة العلاج بالأشعة تحت الحمراء مفيداً في تدليك تلك المناطق.
تابع أيضًا:
الصدمة
يُعتبر الألم الناتج عن الصدمات من الأنواع المفاجئة التي تظهر بشكل فجائي، وليس تدريجي. تشمل الصدمات التي قد تؤدي إلى آلام أسفل الظهر:
- حوادث السيارات.
- السقوط المفاجئ أثناء المشي أو النوم، أو من ارتفاعات.
- رفع أوزان ثقيلة بطريقة غير صحيحة دفعة واحدة.
- الإصابات الناتجة عن ممارسة الرياضة المتكررة.
هشاشة العظام
تعتبر هشاشة العظام حالة تجعل العظام عرضة للكسر بسهولة، مما يؤدي إلى حدوث آلام في أسفل الظهر.
الفصال العظمي
يحدث الفصال العظمي نتيجة انهيار الغضاريف المفصلية، خاصة في العمود الفقري، مما يتسبب في ظهور آلام الظهر الشديدة، والتي تزداد حدة عند تلف المفصل أو حدوث التورم.
بعض العقاقير، مثل الأسيتامينوفين والايبوبروفين، توفر تخفيفًا كبيرًا من آلام الظهر، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي على المدى الطويل.
القرص الغضروفي
يحدث عندما يخرج الجل من الغلاف الخارجي للقرص الفقري، مما يتسبب في آلام لضغط الأعصاب.
تظهر الأعراض على شكل آلام في أسفل الظهر، الفخذين، والساقين، وتمتاز بالشعور بالتنميل. يمكن التعامل مع هذه الحالة من خلال تناول مضادات الالتهاب وممارسة تمارين الانحناء.
الألم العضلي الليفي
وهي حالة تتسبب في آلام في العضلات في كافة أنحاء الجسم دون سبب واضح، ويعتقد العلماء أن لها علاقة بنشاط مبالغ فيه لمستشعرات الألم في الدماغ.
يمكن معالجة هذه الحالة من خلال استخدام أدوية مختصة في علاج الاكتئاب ومسكنات الألم.
التهاب الفقار اللاصق
يحدث هذا الالتهاب نتيجة اختلال في جهاز المناعة، مما يؤدي إلى التهاب المفاصل وفقرات الظهر، مما يسبب آلامًا في الظهر والفخذين.
يتمثل العلاج في استخدام كمادات الثلج أو الحرارة على الأماكن المؤلمة، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي وتناول المسكنات.
تضيق العمود الفقري
ينجم هذا التضيق عن ضغط الأعصاب والحبل الشوكي نتيجة انضغاط القناة الشوكية، شعور الأفراد بالآلام الشديدة.
عادةً ما يحدث هذا التضيق مع مرض هشاشة العظام، ويمكن تقليل الألم من خلال المسكنات وجلسات العلاج الطبيعي.
في الحالات الشديدة، يمكن أن يستدعي الأمر العلاج بالحقن، مثل حقن الستيرويد.
الورم النخاعي المتعدد
يعتبر شكلًا من أشكال السرطان الذي يؤثر على العظام، مما يؤدي إلى تكسيرها، خاصة عظام العمود الفقري. تشمل الأعراض كثرة التبول، والتعب المستمر، والالتهابات، ويُعالج بالعلاج الإشعاعي ومسكنات الألم.
في بعض الحالات قد تتطلب الحاجة إلى الجراحة لدعم العظام.
تشوه العمود الفقري
تشوهات العمود الفقري تمنع العمود الفقري من القيام بوظائفه بشكل سليم، مما ينتج عنه آلام في أسفل الظهر.
تشمل هذه التشوهات:
الجنف
حيث يلتوي العمود الفقري نحو أحد الجانبين.
الحداب
وهذا يحدث عندما يبدو الجزء العلوي من الظهر مائلًا بشكل ملحوظ.
الانزلاق الفقاري
الذي يحدث نتيجة حركة غير طبيعية للفقرات.
القعس
والذي ينجم عن انحناء مفرط للعمود الفقري.
عموماً، يتطلب علاج تشوهات العمود الفقري العلاج الطبيعي واستخدام الأجهزة التعويضية مثل دعامات الظهر.
أعراض تشير إلى أن ألم الظهر قد يكون نتيجة لمشاكل طبية أخرى
من المهم أن نلاحظ أن آلام الظهر يمكن أن تكون علامة على مرض الأكثر خطورة، مثل:
- إذا كان الألم يتركز في الجزء السفلي الأيسر من الظهر، فقد يدل على التهاب البنكرياس.
- هناك أعراض أخرى قد تشير إلى مشاكل أكثر خطورة، وتشمل:
- الشعور بالتنميل حول الأعضاء التناسلية ومنطقة الردفين.
- صعوبة في التبول.
- فقدان التحكم في المثانة أو الأمعاء.
- الشعور بالوخز في منطقة الصدر.
- ارتفاع في درجة الحرارة الى 38 درجة مئوية أو أكثر.
- فقدان الوزن بدون سبب واضح.
- حدوث تورمات في العمود الفقري أو انحناء في الفقرات.
- استمرار الألم على الرغم من الراحة، بل يزداد سوءاً ليلاً.
- الأمراض المحتمل تواجدها تشمل:
- تلف العمود الفقري.
- الانزلاق الغضروفي.
- كسور العمود الفقري الناتجة عن هشاشة العظام.
- التهاب الفقار اللاصق، الذي يتسبب في التهاب الجزء السفلي من الظهر.
- أمراض أخرى مثل متلازمة ذيل الفرس.
- الاورام الخبيثة.
- الفتق في الفقرات.
- التهابات في العظام مثل الروماتيزم.
- التهابات الكلى أو حصوات بها.
- الكسور المضاعفة.
- التهاب السحايا أو النخاع الشوكي، وهي أمراض خطيرة تسبب آلامًا شديدة.
طرق الوقاية من آلام أسفل الظهر
- تعتبر بعض العادات اليومية الخاطئة من الأسباب الأساسية لآلام الظهر.
من المهم ملاحظة هذه العادات وتغييرها كوسيلة للوقاية.
- ويمكن تلخيص الطرق الوقائية فيما يلي:
- ممارسة الرياضة بانتظام يومياً أو ثلاث مرات أسبوعياً كحد أدنى.
فإن الخمول والكسل لفترات طويلة يمكن أن يتسبب في تيبس وتشنج العضلات، مما يؤدي بدوره إلى آلام في أسفل الظهر.
- التقليل من الجلوس لفترات طويلة أو رفع أوزان ثقيلة دفعة واحدة، أو الانحناء بطريقة تؤذى العمود الفقري.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أخذ فترات قصيرة من الراحة أو تغيير وضعية الجلوس بشكل دوري لتفادي الإرهاق.
- يٌنصح بالإقلاع عن التدخين، حيث أن النيكوتين يعتبر من المواد الضارة للجسم والتي تؤدي إلى تدهور صحة العظام.
- ضرورة التحكم في الوزن، حيث أن السمنة تؤدي إلى ضغط زائد على المنطقة الشوكية مما يسبب آلام الظهر.
لذا، يجب اتباع نظام غذائي متوازن للحفاظ على الوزن المثالي.
- يجب عدم الإغفال عن العوامل النفسية، حيث أن الضغط النفسي يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الظهر من خلال تشنج العضلات.
لذا ينصح بإدارة الضغوط النفسية من خلال ممارسة تمارين التنفس والتأمل والانخراط في أنشطة مسلية مع الأصدقاء.
إذا استمر الضغط النفسي أو الاكتئاب، فإنه من المهم البحث عن مساعدة احترافية.
- تجنب الاستخدام المفرط للكورتيكوستيرويدات، حيث أن هذا النوع من الأدوية يمكن أن يؤدي إلى ضعف العظام.
- بالإضافة إلى إمكانية استبدالها بأدوية بديلة تحت إشراف طبي.
الأطعمة المفيدة لمكافحة آلام أسفل الظهر
بعض الأحيان، يمكن أن تلعب التغذية دوراً كبيراً في تحسين حالة الظهر.
قد تساهم تغييرات بسيطة في النظام الغذائي في تخفيف الآلام أو تعزيز التعافي.
إليك بعض الأطعمة المفيدة:
- البطاطا الحلوة، تُعتبر خيارًا قيّمًا في حميتك، حيث تساهم في تخفيف الآلام.
بحسب تصريحات جراح العظام الشهير، الدكتور برانكو بربا، فإن البطاطا الحلوة تعد من الأطعمة التي تقاوم الالتهابات.
- أيضًا، يعتبر الزعتر من التوابل العديدة الاستخدامات التي تساعد في تقليل الالتهابات.
تحتوي الأغذية المفيدة أيضاً على مركبات نشطة تقلل الإحساس بالألم. وبالتالي، فإن ممارسة تمارين التمدد والتمارين الرياضية المنتظمة تعتبر من العوامل الداعمة لصحة الظهر.