أعراض الإصابة بعيب في القلب لدى الأطفال

القلب يعد أحد الأعضاء الحيوية والأساسية في جسم الإنسان، ويُعتبر مسؤولاً عن حياة الفرد، حيث أن أي تلف فيه قد يشكل خطرًا كبيرًا. يُعد ثقب القلب من العيوب الخلقية الأكثر شيوعًا التي يولد بها الأطفال، ومدى خطورته يعتمد على حجم الثقب ومكانه.

على الرغم من أن وجود ثقب في القلب قد لا يسبب أية أعراض لدى بعض الأطفال، إلا أن الحالات الأخرى تتطلب متابعة دقيقة نظرًا لأن الثقب يمكن أن يلتئم من تلقاء نفسه في حالة كونه بسيطًا.

مقدمة عن القلب

يعتبر القلب عضوًا عضليًا مهمًا في جسم الإنسان، بحجم قبضة اليد تقريبًا، ويقع في الجانب الأيسر خلف عظمة القص. وتتركز وظيفته في ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أجزاء الجسم عبر الأوعية الدموية.

تتكون عضلة القلب من أربع حجرات: الأذين الأيمن، والأذين الأيسر، البطين الأيمن، والبطين الأيسر. يبدأ تدفق الدم من الأوردة إلى الأذين الأيمن، ومن ثم إلى الرئتين، وبعد ذلك تعود إلى الأذين الأيسر، حيث يتدفق بعدها إلى البطين الأيسر، ومن ثم يتوزع إلى بقية الجسم.

توجد بالصمامات القلبية آلية تمنع تدفق الدم في الاتجاه المعاكس، مما يسمح بتدفق الدم في اتجاه واحد فقط. ويحاط القلب بكيس مجوف يحميه، ويتكون جدار القلب من ثلاثة طبقات: النخاب، والشغاف، وعضلة القلب.

ثقب القلب لدى الأطفال

يعتبر ثقب القلب مشكلة شائعة تؤثر على وظيفة القلب، ويعبر عن وجود فتحة بين البطينين أو الحجرات القلبية، مما قد يعطل عملية توزيع الدم والأكسجين. وعادةً ما يُعتبر الثقب عيبًا خلقيًا يظهر منذ الولادة، وقد لا يظهر على الطفل أية أعراض حتى يتفاقم الوضع.

قد يُولد الطفل بثقب بسيط في القلب لا يحتاج إلى تدخل جراحي، وغالبًا ما يلتئم مع مرور الوقت. في حالات أخرى، يكون هناك حاجة إلى إجراء جراحة لإغلاق الثقب، مما قد يؤثر على صحة الطفل على المدى الطويل.

أسباب ثقب القلب عند الأطفال

حتى الآن، لا يزال الأطباء غير قادرين على تحديد الأسباب الحقيقية خلف وجود ثقب في القلب. وتُعتبر العوامل الوراثية جزءًا من الأسباب المحتملة، بالإضافة إلى العوامل البيئية ومنها:

  • وجود تاريخ عائلي من العيوب القلبية.
  • التدخين خلال فترة الحمل.
  • اضطرابات جينية، مثل متلازمة داون.
  • تعرض الطفل لصدمة قوية في الصدر.

أعراض ثقب القلب عند الأطفال

يظهر ثقب القلب كعيب خلقي في معظم الحالات، وإذا كان الثقب صغيرًا، فإنه قد لا يتسبب بأية أعراض واضحة. وقد تلتحم بعض هذه الثقوب تلقائيًا دون الحاجة إلى تدخل طبي.

ومع ذلك، يمكن أن تظهر بعض الأعراض المقلقة في بعض الحالات الأخرى، ومنها:

  • صعوبة في التنفس.
  • تسارع في معدل التنفس.
  • شحوب في لون البشرة.
  • التهاب رئوي متكرر.
  • زرقة في الشفاه أو الأظافر.
  • زيادة ملحوظة في العرق.
  • صعوبة في اكتساب الوزن.

في حال ظهور أي من هذه الأعراض، يُوصى بزيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد صحة القلب.

علاج ثقب القلب عند الأطفال

فيما يخص علاج ثقب القلب، لا تتطلب أغلب الحالات تناول أدوية أو عمليات جراحية، لأن الثقوب غالبًا ما تُغلق تلقائيًا. لكن يُعد العلاج ضروريًا وفقًا لنوع الثقب، وحجمه، ومكانه، وحالة الطفل الصحية.

يبدأ الطبيب عادةً بمراقبة الطفل وتقديم العلاجات التي تساعد في تخفيف الأعراض وتفادي أي مضاعفات محتملة. في الحالات المتقدمة، قد يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية، خاصة إذا كانت الثقوب كبيرة ولا تُغلق من تلقاء نفسها.

يتضمن العلاج عادةً إجراء قسطرة في القلب لعلاج العيوب الحاجزية، أو في حالات الضرورة، إجراء عملية القلب المفتوح.

مخاطر ثقب القلب لدى الأطفال

يمثل ثقب القلب خطرًا حقيقيًا على حياة الأطفال، حيث يمكن أن يؤدي إلى:

  • اختلاط الدم المؤكسد وغير المؤكسد، مما يسبب ضغطًا على القلب.
  • زيادة في حجم عضلة القلب.
  • إعاقة القلب عن أداء وظيفته بشكل صحيح.
  • تأثير سلبي على توصيل الأكسجين إلى الأنسجة، مما يسبب صعوبة في التنفس.
  • يمكن أن يؤدي عدم علاج الثقب إلى اضطرابات قلبية وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من احتمال الفشل القلبي.
  • قد يتسبب أيضًا في حدوث جلطات دماغية.

لذلك، من الضروري اكتشاف ثقب القلب مبكرًا ومتابعة حالة الطفل عن كثب، لضمان التزامه بالعلاج وموعد العمليات عند الحاجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top